صحيفة “الحرس الثوري” .. “غزة” لاعب جديد بالمنطقة !

صحيفة “الحرس الثوري” .. “غزة” لاعب جديد بالمنطقة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

قبل سنوات؛ كانت المقاومة الإسلامية اللبنانية وحيدة على الشريط المحيط بالأراضي المحتلة، والتي نجحت في تحديد مستوى المبادرة والمداخلات ضد “الكيان الصهيوني”. والتأثير على (تل أبيب).

ومع بداية الأزمة الداخلية وتجول العناصر الإرهابية الدولية في “سوريا”، لم يتراجع دور (حزب الله) اللبناني، (بعكس التقديرات المنشورة)، على العكس نهضت فصائل أخرى في الشريط الشرقي للأراضي المحتلة، وكانوا يعتبرونها جزء من طموح تحرير “فلسطين”، لاسيما “الجولان” المحتلة. بحسب “أمير مسروري”، في صحيفة (خراسان) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.

وحاليًا تتسبب في مأزق جيوسياسي لـ”الكيان الصهيوني”. ومع إعلان الحرب على “غزة”، أيار/مايو 2021م، وتعامل قوات المقاومة، أضحت “إسرائيل”، بشكل عملي، في حصار إستراتيجي. ذلك أن “تل أبيب” لم تتصور، وبخاصة “نتانياهو”، أن يصل مستوى الطرف “الغزاوي” إلى مرحلة أن يفرض هذا الشريط الصغير شروطًا على الرأي العام العالمي؛ ويعلن الحرب على الصهاينة والوفاء بعهوده.

ويمكن قراءة أحداث الأيام الماضية، في “غزة” وأسباب الهجوم على “الكيان الصهيوني”، ورد “تل أبيب”، من عدة أوجه على النحو التالي…

1 – الأرض المحروقة :

في العمليات الماضية؛ وجه “الكيان الصهيوني” ضربات قوية لمنظومات الإطلاق المحدودة مستفيدًا من الأسلحة الذكية والمعلومات الميدانية الكافية.

ومن جهة أخرى، استحال استهداف القيادات أسلوبًا تقليديًا وتسبب في الكثير من الخسائر البشرية للمقاومة. بينما استفاد في هذه المعركة من الحماية القصوى. وكانت النتيجة استشهاد قائد ميداني مع تراجع أعداد شهداء المقاومة. فقد كانت منصات إطلاق المقاومة غير قابلة للتتبع، وحافظت بشكل عملي على مستويات إخفاء القتال على مستوى عالي.

وأظهرت المقاومة تفوقًا معلوماتيًا في مواجهة “الكيان الصهيوني”، وفي هذا الصدد يجب الاعتراف باستفادة محور “غزة” من النضج العسكري الكلاسيكي. كذلك لا ننسى، أنه منذ اللحظة الأولى للقتال، نجح جهاز استخبارات جيش الاحتلال في توجيه ضربات قوية لوحدات مناهضة الجاسوسية التابعة للمقاومة في “غزة”.

وعليه فقد رأينا إتباع سياسة الأرض المحروقة في “غزة”؛ فلم يتمكن الكيان إلا من قصف المناطق والتجمعات البشرية غير العسكرية.

2 – قوة النيران :

أثبت القتال في “سوريا” و”اليمن”، والعمليات العسكرية الأميركية لاحتلال “العراق” و”أفغانستان” وحرب المقاومة ضد تنظيم (داعش)، قوة النيران وهو ما يُعرف باسم قوة صناعة القرار.

والواقع لو تمتلك أي دولة تفوق في قوة النيران؛ فسوف تمتلك اليد الطولي في المعادلات العسكرية. وبالعادة ترسم منظومات المدفعية والصاروخية ملامح القوة النارية. وربما لذلك يطرح الغرب منذ سنوات مسألة الصواريخ على المقاومة.

وفي الحرب على “غزة” أثبتت جميع فصائل المقاومة امتلاك القوة النارية. ولقد فرض إطلاق مئات الصواريخ، وقذائف (الهاون) والرصاصات المحلية؛ حجم هائل من القوة النارية. وبغض النظر عن التكلفة الباهظة لمنظومات الدفاع الصاروخية الصهيونية، أثبت “قطاع غزة” وجوده كطرف مهم يمتلك القدرة على القتال الدائم والمستمر بقوة نارية كبيرة مع المزيد من الدقة.

وهي مسألة بالتأكيد سوف ترسم هيكل القوة واتخاذ القرار مستقبلًا في منطقة “البحر الأبيض المتوسط”. لقد وقع حدث مهم، فاستخدام الصواريخ التي يبلغ مداها 250 كيلومتر، والصواريخ (أرض-بحر)، والرصاصات المضادة للدبابات، والقصف الصاروخي من “سوريا” و”لبنان”، (المعسكرات الفلسطينية)، والمُسيرات الانتحارية، يعكس قدرة “محور غزة”، في مجال القوة الصاروخية والنارية، على خلق تحديات حقيقية للاحتلال.

ولا ننسى أن جيش الاحتلال لم يتواجد للمرة الأولى؛ حتى بالقرب من “قطاع غزة”. والقيادات الصهيونية تعي جيدًا حجم الخسائر التي قد يتسبب فيها توجيه هذا الكم من النيران باتجاه الوحدات الأرضية.

3 – الوحدة “الوطنية-العالمية” :

بخلاف الشائع قديمًا من أن قضية “غزة” هي مسألة “عربية-إسلامية”، تحولت “انتفاضة غزة”، هذه المرة، دعمًا للفلسطينين في الضفة إلى تحدي “وطني-عالمي”.

ذلك أن دفاع شعب “غزة” عن منطقة “القدس” لا تعني دعم “فلسطين” فقط، وإنما تسبب في خروج مئات الآلاف من الفلسطينين. ورفع العلم الفلسطيني ومهاجمة الوحدات الأمنية دفاعًا عن “غزة”؛ إنما يقدم نموذج على تلاحم “الضفة الغربية” مع محورية “قطاع غزة”، وهو الموضوع الذي قد يساعد بقوة في الانتخابات الفلسطينية المقبلة.

فإذا وضعنا هذه الأدلة الثلاثة وغيرها من عشرات الأدلة الأخرى معًا، فسوف نفهم لماذا انتصرت “المقاومة الفلسطينية” في هذه المعركة.

ويجب أن ننتظر ونتابع لو يخرج “نتانياهو”، بآثار سياسية من ركام هذه الحرب، أم تنسحب هزيمته في الميدان على السياسية ويتنحى.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة