23 ديسمبر، 2024 6:23 ص

صحيفة “الحرس الثوري” تكشف .. خفايا انقلاب “الأردن” الفاشل !

صحيفة “الحرس الثوري” تكشف .. خفايا انقلاب “الأردن” الفاشل !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

آخر انقلاب عسكري، في غرب آسيا، تم الإعلان عنه وإحباطه، يعود للعام 2016م، حيث الانقلاب الفاشل في “تركيا”.

وقد استغل معارضو، “رجب طيب إردوغان”، بعض الوحدات العسكرية والجوية للإطاحة بالحكومة القائمة، إلا أن استخدام الرئيس التركي، شبكات التواصل الاجتماعي والبث المباشر عبر عدد من الفضائيات؛ أفضى إلى إنقاذ “تركيا” من الانقلاب العسكري.

بعد ذلك؛ اتهم الأخير، المعارضين، بدعم الانقلابين وقام بحملة اعتقالات لاتزال مستمرة حتى اليوم.

لكن؛ بالأمس انتشرت الأخبار عن إحباط مؤامرة انقلابية، في “الأردن”، تلاها حملة اعتقالات واسعة في العاصمة، “عمان”. بحسب “أمير مسروري”، في صحيفة (جوان) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.

نشاط إماراتي في قلب نظم عربية..

واتهمت الحكومة الأردنية، عناصر الانقلاب، بالعمالة لـ”الإمارات العربية المتحدة” و”المملكة العربية السعودية”، ومن غير المستبعد أن تنطوي هذه التصريحات على حقائق.

فـ”الإمارات” لعبت دورًا مهمًا، خلال السنوات الأخيرة، في تنفيذ بعض الانقلابات العسكرية والأمنية. وفي العام 2019م، أعلنت وسائل إعلام قطرية، نقلًا عن مصادر عراقية رسمية؛ أن وحدة مكافحة التجسس بالجيش العراقي، القت القبض على فريق إماراتي كان يعتزم تشكيل وحدة مسلحة بالجيش العراقي للاستيلاء على “بغداد”.

وقبل ذلك، انتشرت الأخبار عن تدخل إماراتي في محاولة الانقلاب على حكم “عمان” السابق. والمداخلات الإماراتية في “سوريا”، ودعم الميليشيات في “ليبيا”، وتوطين قوات عسكرية في “اليمن”، وغيرها كمؤشر على تغيير الهيكل السياسي الإماراتي.

ملاحظات على المحاولة الانقلابية..

ولم تكد تمر ساعات على أنباء الانقلاب في “الأردن”، حتى نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية؛ أنباء عن تورط الحكومة السعودية بالتعاون مع دولة خليجية أخرى، في الانقلاب.

وتنطوي أحداث “الأردن” الأخيرة على ثلاث ملاحظات؛ هي :

1 – استبدال “السعودية” بـ”الإمارات” : طبقت إدارة “باراك أوباما”، إلى حد ما، نظرية الرئيس الأميركي، “نيكسون”، بخصوص إعادة بناء شرطي المنطقة بالتعاون مع “المملكة العربية السعودية”.

وكان من المقرر أن تكون “السعودية”، شرطي المنطقة، كبديل عن الأسرة البهلوية، وذلك بالتعاون مع (البنتاغون)، مع الحصول على الدعم اللوجيستي والقانوني والحصول على ترخيص إعلان الحرب وشراء السلاح.

وبغضون فترة قصيرة جدًا تم تسليح “السعودية” بمنظومات جوية والدفاع الجوي المهمة. وفي هذا الصدد؛ تم إعلان الحرب على “اليمن”، ودعم عناصر تنظيم (القاعدة)، وتسليم ملفات عمليات “حلب”، للمخابرات السعودية.

ومع هزيمة “محمد بن سلمان”، في الحرب اليمنية، وضعت الكثير من التحديات أمام هذا المقترح. ومع أن الهيكل السياسي الأميركي، في فترة “دونالد ترامب”، ساهم في تسريع وتيرة العمل بمقتضى نظيره، “نيكسون”، لكن استعداد “الرياض” للقبول بأن تكون شرطي المنطقة، واجه الكثير من التحديات.

لكن إدارة “جو بايدن”؛ تعتزم استبدال “السعودية”، والاستعانة بـ”الإمارات”، لاسيما وأن الهيكل السياسي الإماراتي يخلو من العناصر الوهابية المتطرفة، كما يمكن ربط “الإمارات” بالمصالح الاقتصادية الأميركية”.

2 – أوركسترا المنظمات الجاسوسية في “الإمارات” : قبل سنوات؛ أضحت “أبوظبي” مركز للتعاون وتبادل المعلومات بين الأجهزة المختلفة، مثل (الموساد)، والاستخبارات البريطانية، والأميركية، والفرنسية والألمانية وغيرها.

وبلورة هذا الأوركسترا جعل من “الإمارات”، جنة المنظمات الاستخباراتية، وبيئة خصبة لاغتيال واختطاف المعارضة.

ومع إنطلاق التعاون الرسمي بين “الكيان الصهيوني-الإماراتي”، وإعلان رئيس (الموساد) عن إدارة ملف التطبيع، إزدادت التكهنات عن دور “الإمارات” في العمليات التخريبية.

وأنباء التورط في الانقلاب بـ”العراق”؛ يؤكد هذه المسألة، وأحداث “الأردن” تعكس دور “الإمارات”، في الملفات الإقليمية.

هذا التمثيل وقبول مسؤولية التكاليف السياسية والأمنية المحتملة؛ سوف يمنح “أبوظبي” هوية جديدة باعتبارها ممثل الأوركسترا المخابراتي.

3 – الاحتمال الثالث : ثمة احتمال آخر في أحداث “الأردن”، وهو أن الملك “عبدالله الثاني”، كان قد ظهر قبل أيام بالزي العسكري؛ ويوبخ المسؤولين عن وفاة عدد من رواد المستشفيات الأردنية، بسبب نقص الأوكسجين، بغرض كسب الشعبية والشرعية السياسية بعد الحادث.

وقد تسبب وجوده في موجة من الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي. واستعرض الكثير من المعارضين فساد الأسرة المالكة الاقتصادي.

ويعتقد الخبراء المنتقدون للحكومة؛ أن محاولة الانقلاب، وفق الرواية الرسمية، تنطوي على أبعاد أصغر، وأن “عبدالله الثاني”، جعل من احتجاج داخلي أزمة أمن قومي؛ بغرض إقصاء المنافسين وتهدئة المجتمع نسبيًا وقمع المعارضة، مستفيدًا من سياسات التجربة التركية، ورسم مستقبله خلال الأعوام المقبلة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة