خاص : ترجمة – محمد بناية :
فيما تتجه الأنظار إلى حرب السلطة داخل المملكة العربية السعودية.. لم تنشغل مملكة “آل سعود” عن إتهام إيران بـ”الإعلان الضمني للحرب”، وادعوا أن الصواريخ التي أطلقتها حركة “أنصار الله” اليمنية صناعة إيرانية. وقد نفت إيران الأتهامات وأوصت “آل سعود” بوقف الاعتداء على اليمن بدلاً من “نشر الاتهامات الزائفة”.
السعودية لا تنشغل بـ”صراعات القصر” التي تأكلها عن اتهام إيران !
كان الإئتلاف الدولي بقيادة السعودية قد أصدر بياناً، فجر السبت، يصف الهجوم الصاروخي اليمني في قلب الأراضي السعودية بـ”الاعتداء العسكري” الإيراني. وقال المسؤولون السعوديون إنهم استطاعوا صد الصاروخ في الجو، بينما أكدت “أنصار الله” استهداف الصاروخ لـ”مطار الملك خالد الدولي”.
بدوره أكد “تركي المالكي”، المتحدث الإعلامي الجديد باسم التحالف العربي، في مؤتمر صحافي: “الصواريخ (أرض – أرض) ومنصات إطلاق هذه الصواريخ، وصلت كلها إلى الحوثيين من إيران بغرض اطلاقها على المملكة العربية السعودية. وأنه لا توجد دولة بالمنطقة تدعم الميليشات الإرهابية المتمردة سوى إيران”. يأتي هذا الادعاء، بحسب صحيفة “الشباب” الإيرانية، بينما تندلع حرب شديدة على السلطة داخل أسرة “آل سعود”، حيث تم إلقاء القبض على عدد من أبرز الأمراء السعوديين بقرار من “محمد بن سلمان” ولي العهد ونجل الملك.
علاوة على ذلك حصد سقوط طائرة هيلوكوبتر أرواح عدد آخر من المسؤولين السعوديين. وذكرت مصادر خبرية أن الأمير “منصور بن مقرن بن عبد العزيز”، مساعد أمير منطقة “عسير” ومستشار “محمد بن نايف” ولي العهد السابق، كان على متن الطائرة وبصحبته في هذا الحادث المدبر رئيس شرطة وكذلك مدير عام قطاع الزارعة في منطقة “عسير”. ويعتقد المراقبون أن هذه التطورات تكشف عن تفاصيل لعبة خطيرة على السلطة من جانب “محمد بن سلمان”، البالغ من العمر 32 عاماً للجلوس على عرش المملكة.
وفي ذلك كتب “ديفيد اينغاتيوس” في (الواشنطن بوست): “يقول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إنه بصدد اقتلاع الفساد؛ لكن حملة الاعتقالات الموسعة ضد الوزراء والأمراء تشبه من منظور المراقبون العرب عملية جريئة لتوطيد السلطة، لكنها محفوفة بالمخاطر.. ويبدو أن محمد بن سلمان يعمل عمداً على اقتلاع نظام الحكم الملكي بالسعودية”. ووصف في جزء آخر من المقال كل عمليات ولى العهد السعودي بالديكتاتورية. وأن “محمد بن سلمان” أضحى أكثر قوة بعد الحصول على دعم الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”.
رد الفعل الإيراني..
في رد فعلها على الاتهامات السعودية، وجهت الخارجية الإيرانية المسؤولون السعوديون إلى وقف العداون على الشعب اليمني الأعزل بدلاً من إطلاق الاتهامات الواهية. ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “بهرام قاسمي” الاتهامات بـ”غير المسؤولة”، وغير الجائزة والمخربة، طبقاً لما أوردته صحيفة “الشباب” الإيرانية.
وأكد “قاسمي” على أن رد الفعل اليمني مستقل تماماً، ويأتي في إطار الرد على الجرائم الحربية والاعتداءات السعودية منذ سنوات. وأضاف: “فشل السعوديون في تحقيق أهدافهم المشؤومة رغم الحرب والاعتداءات الممتدة ونحن ننصح بدلاً من محاولات التضليل وإلقاء الاتهامات الواهية، بوقف الهجمات ضد الشعب اليمني الأعزل بأسرع وقت ممكن لفسح المجال أمام بدء حوار يمني – يمني وإقرار السلام في هذا البلد”.
وقد أثارت الصواريخ اليمنية على الرياض اضطراب المسؤولون الفرنسيون، حيث حذر وزير الخارجية الفرنسي “جان إيف لودريان” من مغبة استهداف السعودية بالصواريخ، لأنه يسلط الضوء من جديد على الخطر الذي يشكله انتشار الصواريخ “الباليستية” على منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وفرنسا التي تعترض على الصواريخ اليمنية لم تلتزم الصمت فقط حيال ثلاث سنوات من إبادة الشعب اليمني؛ وإنما تعتبر من من الداعمين للحرب السعودية على اليمن.
قائمة الشرف..
خصصت السعودية مكافآت مالية ضخمة لمن يلقي القبض أو يدلي بمعلومات عن أماكن تواجد نحو 40 من قادة وعناصر حركة “أنصار الله”. ويبلغ مجموع المكآفات حوالي 440 مليون دولار.
وفي هذا الصدد كتب “محمد علي الحوثي”، رئيس اللجنة الثورية اليمنية، على حسابه الشخصي على الموقع العالمي للتدوين القصير “تويتر”: “القائمة التي أعدتها السعودية، هي (قائمة شرف) لكل الصامدين ضد الاعتداءات السعودية على اليمن”.
ووجه خطابه إلى الدول أعضاء التحالف العربي، قائلاً: “كل من تريدون شراءهم موجودن لديكم، بينما بقي في اليمن الآن الأشراف فقط ولن ينخدعوا أبداً بدولاراتكم”.
