23 ديسمبر، 2024 4:51 ص

صحيفة “الحرس الثوري” : السعودية تركب موجة الاحتجاجات المناوئة للفساد بـ”العراق” !

صحيفة “الحرس الثوري” : السعودية تركب موجة الاحتجاجات المناوئة للفساد بـ”العراق” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بدأت الاحتجاجات التي إنطلقت، يوم الثلاثاء، بـ”العراق”، تأخذ منحنى هابط يوم الخميس الماضي. واستمرت المظاهرات والاحتجاجات التي بدا أنها ضد الفساد في “العراق”، يوم الجمعة، لكن المصادر الأمنية تقول: الوضع تحت السيطرة.

وقد تراجعت حدة الاحتجاجات. وبعد أربعة أيام من التظاهرات والاحتجاجات بدأت تتكشف العناصر الأجنبية المحركة للمظاهرات أكثر من ذي قبل. وتؤكد التقديرات مشاركة 6% من العراقيين على “هاشتاغ” دعوات التظاهر على شبكات التواصل الاجتماعي، مقابل 79% نسبة المستخدمين السعوديين. بحسب صحيفة (الشباب) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.

وكانت “بغداد” ومدن جنوب “العراق” قد تحولت، قبل أيام، لساحة احتجاجات واسعة. والسبب الرئيس للاحتجاجات، هو فساد الحكومة وهتف المتظاهرون: “العراق ينتفض”؛ وطالبوا “باستقالة الحكومة”.

وقيل إن الاحتجاجات بلغت ذروتها، الخميس الماضي، حيث لقي 11 – 46 شخص مصرعهم، بعضهم من العناصر الأمنية. بينما أُصيب 600 آخرون بحسب التقديرات غير الرسمية. ويقول المتظاهرون: إنهم نزلوا إلى الشارع اعتراضًا على الفقر والفساد وضعف الخدمات العامة بـ”العراق”، تلك المعضلة التي لازمت الحكومة العراقية، في العقد الأخير، حتى أن “منظمة الشفافية الدولية” صنفت “العراق” في مرتبة عُليا من حيث مستويات الفساد.

وإستنادًا إلى تقرير “الشفافية الدولية”، للعام 2017، جاء “العراق” في المرتبة 169 من أصل 180 دولة في العالم. ومع تصاعد وتيرة الاحتجاجات عقد “مجلس مكافحة الفساد” بالعراق اجتماعًا بحضور “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء، وأعلن عن إقالة الآلاف بتهمة الفساد.

مطالب مشروعة ولكن..

وصف رئيس الوزراء العراقي، مطالب المتظاهرين، بالمشروعة ودعا إلى إنهاء التظاهرات ووعد بالقضاء على مخاوف العراقيين، في حين يطالب المتظاهرون باستقالة “عبدالمهدي”، الذي أكد عدم وجود حلول سحرية للقضاء على مشكلات “العراق”، وحذر من إنحراف المظاهرات.

وقال: “نجح البعض في إخراج المظاهرات عن مسارها السلمي.. وبعض الشعارات هي بمثابة محاولة لمصادرة الاحتجاجات وتضييع المطالب المشروعة”.

في السياق ذاته؛ طلب المتحدث باسم، آية الله “السيستاني”، إلى السلطات الثلاث إجراء إصلاحات واقعية وطلب إلى الشعب وقوات الأمن ضبط النفس. وأكدت بعض المصادر لقاء مندوبين عن المتظاهرين، “عادل عبدالمهدي”، الخميس الماضي، ونقلوا إليه مطالب المتظاهرين وتوصلوا إلى اتفاق.

هاشتاغ مريب..

أقر المسؤولون العراقيون أن شرارة المظاهرات الأولى هي بسبب الفساد، بينما تثبت القرائن الجديدة من مثل تزامن الاحتجاجات مع “مسيرات الأربعين”؛ وكذلك الهجوم الذي استهدف، قبل أسبوعين، شركة “أرامكو” النفطية، حيث وجهت اتهامات غير مباشر لـ”العراق”، احتمالات تورط جهات أجنبية في الاحتجاجات الأخيرة.

وكان مستخدم على الفضاء الإلكتروني باسم، “jamalcheaib”، صور على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، تثبت أن نسبة 79% من التعليقات المنشورة على هاشتاغ (#العراق_ينتفض)؛ هي لمستخدمين سعوديين. هذا بخلاف المستخدمين من “الكويت” و”العراق” و”الإمارات العربية المتحدة” و”مصر” و”الولايات المتحدة الأميركية” بنسب 1، 7، 6، 3، 2% على التوالي.

كذا يدعم نموذج تعليق هؤلاء المستخدمين شبهة إدارة هذه الحسابات بواسطة “الذباب الإلكتروني”. وأكد “jamalcheaib”؛ نشر 200 من “الذباب الإلكتروني” عدد 13 ألف تعليق على التظاهرات في “العراق”. أضف إلى ذلك، أن المتظاهرون كانوا يحملون في الصور، المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي، الأعلام السعودية.

بل إن (تويتر) يمتليء برسائل السعوديين المؤيدين للتظاهرات. ومما جاء في أحد الرسائل: “قلوبنا مع أشقائنا في العراق العربي”.

كذلك تعزز توجهات وسائل الإعلام المقربة من السلطة السعودية، قرائن تورط “السعودية” في هذه المظاهرات. وذلك من خلال تغطية قنوات (العربية) السعودية، و(بي. بي. سي) عربي وكذلك (سي. إن. إن) العربية؛ للاضطرابات العراقية. وعملت فضائية (الحدث) السعودية على تضخيم أعداد المتظاهرين الذين يشعلون النيران في العلم الإيراني بـ”بغداد”.

في المقابل؛ كتبت صحيفة (الأخبار) اللبنانية: “يبدو أن الأجواء حاليًا أصبحت مناسبة لتكوين جبهة من الضباط، والسياسيين، والصفوة والصحافيين يتحركون في ضوء الطرح الأميركي، وتشرف السفارة الأميركية على تحريكهم عند اللزوم”.

مساعي بائسة وأهداف كبرى..

وتعليقًا على الاحتجاجات العراقية، يقول “هادي محمدي”، خبير السياسة الخارجية: “بينما ترسل السعودية رسالة التفاوض إلى طهران عبر العراق، وتحديدًا في المرحلة التي يستخدم فيها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سياسة الحد الأقصى للتفاوض مع إيران، تسخر السعودية كل إمكانياتها للقضاء على شعبية ونفوذ إيران الإقليمي والعلاقة بين الشعبين العراقي والإيراني، وبخاصة على مشارف الأربعين الحسيني ومسيرات عشاق الحسين من كل دول العالم في محاولة لتكرار سيناريوهات الاستعمار في العراق من خلال تحفيز بعض الشباب العراقي عديم الواعي والركوب على مطالبهم المشروعة. وكما حدث في إيران من إرتقاء الوعي والبصيرة الاجتماعية وفضح رؤوس الفتنة، فقد نما الوعي والبصيرة في العراق وسوف تفشل هذه المساعي اليائسة بحكمة الحكومة والتيارات السياسية.. لقد بلغت المنطقة مرحلة تفوق تيارات المقاومة والدول والمستقلة إزاء أفول وسقوط وعجز الولايات المتحدة وحلفاء من الصهاينة وآل سعود وآل زايد وباقي أنصار الاستعمار، وإتجاه النظم الإقليمية للإنسلاخ عن جسد الاستعمار، إلى هيكل المقاومة الجديد والشعوب والدول المستقلة والتي هي بداية لمكانة عالمية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة