خاص : ترجمة – محمد بناية :
كثفت القوات الأميركية التدابير الأمنية حول قواعدها بالعراق، بعد التهديدات التي أطلقها “الحشد الشعبي” كرد فعل على المحاولات الأميركية لتمديد بقاء القوات في العراق. وكانت القوات الشعبية العراقية قد هددت باستخدام القوة حال رفض القوات الأميركية الإنسحاب من البلاد.
وفي السياق ذاته؛ قال رئيس الوزراء، “حيدر العبادي”: “لن نسمح مطلقاً للناتو أو لأي دولة أخرى استخدام الأراضي العراقية كقاعدة لتنفيذ عمليات ضد الجار الإيراني”. ورغم طلب العراقيين إلى القوات الأميركية الإنسحاب سريعاً من البلاد، لكن واشنطن، (دون التفات إلى التحذيرات العراقية)، لاتزال مستمرة في تدعيم مواقعها بالأراضي العراقية. وقد أعلن المسؤولون العراقيون عن تشديد الجيش الأميركي للإجراءات الأمنية حول القواعد الأميركية في العراق، كرد فعل على تهديدات “الحشد الشعبي” العراقي ضد الوجود الأميركي العسكري في العراق.
القواعد الأميركية تعلن التأهب ضد التهديدات..
كانت صحيفة (الشباب) الإيرانية، التابعة للحرس الثوري، قد نقلت عن مسؤولين عراقيين قولهم: “الجيش الأميركي يكثف التدابير الأمنية حول المعسكرات الأميركية في العراق، للحيلولة دون نفوذ مجموعات الحشد الشعبي، والتي تعسكر على مسافة 20 كم من المعسكرات الأميركية، وكُلفت القوات المسلحة والشرطة العراقية بالتعاون مع القوات الأميركية بتأمين بعض القواعد الأميركية؛ مثل «عين الأسد» في الأنبار، و«البلد» في صلاح الدين”. كما أعلن موظف في أمانة هيئة الحكومة العراقية، تأهب القوات الأميركية في العراق، وأنها تتعامل بجدية مع تهديدات “الحشد الشعبي”. وأكد: “الطرف الأميركي والقوات الأجنبية المتمركزة بالعراق ضمن التحالف الدولي ضد «داعش»، أعلنت حظر التجول في المناطق المحيطة بالقواعد الأميركية بالعراق”.
يأتي هذا الإجراء في ضوء تشديد التهديدات ضد القوات الأميركية داخل العراق. وطلبت قوات “الحشد الشعبي” إلى رئيس الوزراء، “حيدر العبادي”، تقديم جدول زمني لإنسحاب القوات الأميركية من العراق، لأنه لم يعد من المقبول بقاء هذه القوات في العراق بعد تحرير العراق من “داعش”.
ومؤخراً أكد “حزب الله” العراقي إحتمالات الصدام مع القوات الأميركية بأي لحظة، وقال: “في حال لم يترك الأميركيون المتطوعون العراق فسوف نلجأ لاستخدام القوة”.
في السياق ذاته حذرت “عصائب أهل الحق” العراقية، التابعة للحشد الشعبي، مجدداً من إمتلاك القوات الأميركية لقواعد عسكرية بالعراق، فضلاً عن مخالفة البرلمان العراقي لهكذا تواجد. وقال “محمود الربيعي”، عضو المكتب السياسي لـ”عصائب أهل الحق”، في حوار صحافي نقلته صحيفة (الشباب) الإيرانية: “تسعى الولايات المتحدة الأميركية، بأي شكل، إلى تأسيس قاعدة ثابتة في العراق ضمن تحالف الناتو، لكن هذا التحالف وبسبب إختلافاته مع تركيا التي تهدد وجوده بالعراق، يعجز عن إمتلاك قواعد عسكرية في بلادنا”.
سر بقاء القوات الأميركية ما بعد “داعش”..
تتخذ القوات الأميركية حالياً تدابير أمنية مشددة في المعسكرات، التي يبلغ عددها في العراق حوالي 10 قواعد، بحسب تصريحات قيادات “الحشد الشعبي”، وأضافوا: “تعتزم أميركا إنشاء قاعدة جديدة في إقليم كردستان العراق على الحدود مع إيران، حتى تتمكن من تكثيف الضغوط على القوات الشعبية والإيرانية”.
وتعارض الولايات المتحدة الأميركية قوات “الباسيج” وتدعي أن هذه القوات تعمل تحت الدعم الإيراني، وتسعى للحيلولة دون نفوذها إلى هيكل الدول والجيش العراقي. وترى أميركا في قدارت القوات الموالية لإيران تهديداً مباشراً على مصالحها في المنطقة، وتتوهم تشكيل “حزب الله” جديد في المنطقة، وبالتالي تسعى إلى تضعيف النفوذ الإيراني في العراق.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أوفدت إلى العراق أكثر من 50 ألف جندي أميركي بحجة مكافحة “داعش”، ورغم القضاء على التنظيم الإرهابي، لاتزال القوات الأميركية موجودة بالعراق. بينما كانت القوات الأميركية تتخذ بدلاً من مكافحة “داعش” مواقف معادية للقوات الشعبية والقوات المسلحة، بل إن المقاتلات الأميركية كانت تستخدم في نقل الأسلحة والقيادات الداعشية.
ورغم أنشطة القوات الأميركية ضد إيران، لكن رئيس الوزراء العراقي أعلن، إن بلاده لن تستخدم كمنطقة خلفية للهجوم على إيران. وقال “العبادي”، في اجتماعه الأسبوعي، إن الحكومة العراقية لن تسمح لـ”الناتو” أو أي دولة أخرى في استخدام الأراضي العراقية ضد إيران. وأضاف: “كانت حكومة بغداد تعارض حتى أثناء مكافحة الإرهابيين وجو القوات الأجنبية”. وثمن القادة العراقيون مراراً المساعدات الإيرانية في الحرب على “داعش”، وقالوا إنه لولا الدعم الإيراني لما أمكن تحرير العراق من قبضة الإرهاب.
