خاص : ترجمة – محمد بناية :
تزداد يوميًا دائرة العنف في “العراق”، ويرفض كل المسؤولين قبول مسؤولية الفصل في الوضع الحالي. وقبل نحو شهر، حين أبدت المرجعية رد فعل سلبي إزاء الضغوط على، “عادل عبدالمهدي”، للاستقالة، والتأكيد على ضرورة الإصلاح في ظل الحكومة والنظام السياسي، إلا أن، “عبدالمهدي” وافق، (رغم جهود الإصلاح ومكافحة الفساد)، على الاستقالة؛ حال اتفقت الفصائل السياسية على تقديم رئيس وزراء جديد.
وأتضح نفوذ عناصر (داعش)، آنذاك، إلى قلب الاحتجاجات الشعبية بشكل يهدد أساس السياسة والحكم في “العراق”. بحسب صحيفة (الوطن اليوم) الإيرانية الأصولية المتشددة.
الفوضى وإنعدام الأمن..
إن إعدام شاب، يبلغ من العمر 16 عامًا، في العاصمة، “بغداد”، في ظل سلبية القوات الأمنية والشرطية للحيلولة دون هكذا مشهد، إنما يعني أن إنعدام الحكومة أتخذ شكلاً خطيرًا. ومما لا شك فيه أن عدم وجود قوة مركزية متناغمة في شكل حكومة عراقية قانونية هو بالضبط الوضع الذي تريده “الولايات المتحدة الأميركية” والقوى الرجعية في المنطقة.
ورغم مطلب، “محمد الحلبوسي”، رئيس البرلمان، بشكل رسمي إلى رئيس الجمهورية ترشيح رئيس وزراء جديد، إلا أن حكومة تيسيير الأعمال ماتزال على رأس العمل رغم الصلاحيات المحدودة. الأمر الذي أطلق حرية المتمردين، المحسوبين على “الولايات المتحدة” و”السعودية”، في تنفيذ عمليات تخريبية بكل أريحية.
حيث تكررت الحوادث غير الأدمية في “بغداد”، وكان آخرها، الخميس الماضي، حيث شهدت منطقة “الوثبة” هجوم بعض من يعتبرون أنفسهم من المحتجين على منزل شاب، يبلغ من العمر 16 عامًا، وقتلوه وأقاموا الجنازة في ميدان المنطقة بربطه إلى عمود كهرباء.
واجتمع بعض المؤيدين في الميدان تعبيرًا عن السعادة. بالإضافة إلى أن بعض الصور المنشورة توضح التقاط صور سليفي مع القتيل المعلق، وهي جريمة تعكس قبل أي شيء إنعدام الأمن في العاصمة العراقية.
احتمالية الانقلاب العسكري..
ورغم إدعاءات المعارضة، إلا أن تقرير “المفوضية العليا لحقوق الإنسان”، في “العراق”، لم يدين أي شخص بقتل الشاب. والرواية الرسمية، حتى اللحظة، عن الحادث تتمثل في تصريحات، “عبدالكريم خلف”، المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، والذي أكد: “الشباب، هيثم علي إسماعيل، الذي تم إعدامه في ميدان الوثبة وربطه في عمود كهرباء، كان يبلغ من العمر 16 عامًا، وقُتل إثر تلاسن مع بعض المشاركين في المظاهرات بالميدان المذكور. وكان القتيل قد طلب إلى بعض المتجمعين بالقرب من منزله التحرك من الموقع. ثم تحول التلاسن بين الطرفين إلى مواجهة وأطلق الشاب العراقي عدد من الأعيرة النارية في الهواء؛ في المقابل رشق المجتمعون، منزل الشاب، بزجاجات المولوتوف وإزدادت الأعداد تدريجيًا وهاجموا المنزل وقاموا بتجريد الشباب من ملابس وقتله وربطه إلى عمود كهرباء. ولم تتدخل عناصر الأمن لأنها كانت بانتظار قرار الأطراف المعنية”.
في السياق ذاته؛ انتقد بيان المرجعية بشدة القتل والخطف وكل أشكال الإعتداء، (ومن بينها جريمة الوثبة)، دعا الأطراف المعنية إلى تحمل المسؤولية ومعرفة لمتورطين ومعاقبتهم، وحذر من تبعات تكرار مثل هذه الحوادث على الأمن والاستقرار في البلاد، فضلاً عن مسار الاحتجاجات السلمي، الذي هو مسؤولية الجميع.
بدوره؛ أعلن “عادل عبدالمهدي”: “جماعات القتل المنظمة تريد تعطيل النظام”. وتعليقًا على الحادث قال، “صالح محمد العراقي”، باعتباره الشخصية الإعلامية الأقرب إلى “مقتدى الصدر”، زعيم تحالف (سائرون): “إذا لم يتم تحويل الإرهابيين الذين إرتكبوا هذه الجريمة إلى القضاء، في ظرف 48 ساعة، فسوف تنسحب عناصر القبعات البيضاء، (العناصر الأمنية المحسوبة على التيار الصدري في بغداد)، من ميدان التحرير”.
ويعتقد الخبراء والمحللون أن “الولايات المتحدة” تريد إتساع دائرة الفوضى بـ”العراق” واستمرار أزمة اختيار رئيس للوزراء حتى يتسنى لها تحقيق أهدافها.
وفي حواره إلى موقع (المعلومة) الإخباري؛ قال “صباح العيكلي”، المحلل السياسي العراقي: “لا أستبعد أن تقود الولايات المتحدة انقلابًا عسكريًاً ضد الحكومة العراقية، بعد فشل مخططات الوقيعة بين قوات الأمن و”الحشد الشعبي” من جهة، والمتظاهرون من جهة أخرى وإشعال نيران الحرب الأهلية عبر تحفيز المحتجين وكيل الاتهام للقوات الأمنية والحشد.