خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
زار “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني”؛ نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، العاصمة الإيرانية؛ “طهران”، نهاية الأسبوع الماضي، والتقى المسؤولين الإيرانيين ودارت المناقشات عن أهم القضايا الإقليمية.
وقد أثارت هذه الزيارة الكثيرة من ردود الفعل، ونقلت صحيفة (العرب) القطرية؛ عن مصدر مطلع قوله: “تحظى زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني؛ إلى واشنطن ولقاء؛ جو بايدن، الرئيس الأميركي، باهتمام الطرفين، إذ تتطلع قطر للحصول على اعتراف أميركي بدورها في المنطقة. في المقابل تسعى إدارة بايدن؛ للاستفادة من علاقات الدوحة في تذليل عقبات الملفات التي تتطلب وجود وسيط محايد، على غرار مع حدث في العلاقات مع (طالبان)”. بحسب ما نقتله “مريم نصر إلهي”؛ في تقريرها الذي نشرته صحيفة (نقش اقتصاد) الإيرانية.
وسيط جيد لنقل الرسائل بين الجانبين..
وأضاف المصدر: “واشنطن؛ لا تهتم بتوصيف دور قطر إذا كانت وسيط أو شريك، لكن الأهم بالنسبة للأميركيين أن الدوحة تقوم بالدور المطلوب، من ذلك ما يخص العلاقات الإيرانية الجيدة مع قطر، وأن بمقدور القطريين توصيل رسائل الولايات المتحدة ومقترحات وقف إطلاق النار؛ لاسيما فيما يخص الملف النووي إلى إيران، التي تنظر إلى الدوحة من نفس الزاوية وتعتبرها قناة مقربة لا تعمل فقط على إيصال ردود الأفعال المتعلقة بالمفاوضات النووية مع واشنطن، وإنما أيضًا إيصال رسائل هامة إلى باقي دول الخليج؛ وبخاصة في ذروة التوتر الحالي على خلفية هجمات الحوثيين على قواعد حيوية؛ في الإمارات والسعودية. والمؤكد أن زيارة وزير الخارجية القطري إلى طهران ولقاء نظيره الإيراني؛ أمير عبداللهيان، قد شهد إيصال هذه الرسائل”.
هذا اللقاء، هو الثاني بين وزراء خارجية “قطر” و”إيران”؛ خلال الشهر الجاري، حيث زار “عبداللهيان”؛ دولة “قطر”، بتاريخ 11 كانون ثان/يناير.
وكان وزير الخارجية القطري قد أعلن؛ في مؤتمر صحافي، سعي بلاده للحد من وتيرة التوترات في المنطقة، من خلال الدعوة للعودة إلى “الاتفاق النووي” في العام 2015م. بدوره لم يستبعد وزير الخارجية الإيراني، إجراء حوار مباشر مع “الولايات المتحدة”؛ في إطار المفاوضات النووية، في حال كانت هذه المفاوضات سوف تُفضي إلى اتفاق: “جيد” و”مؤثر”.
على خطى “أوباما”..
وتعتقد بعض المصادر الخليجية؛ أن إدارة “بايدن”؛ سوف تُكرر أخطاء الإدارة السابقة، لاسيما إدارة؛ “باراك أوباما”، التي سعت للتقارب مع “إيران” والتوقيع على “الاتفاق النووي”، عبر بعض الدول الخليجية؛ مثل: “عُمان” و”قطر”، هذا الاتفاق الذي تسبب في الإضرار بالكثير من الحلفاء الإستراتيجيين لـ”الولايات المتحدة” في المنطقة. وتؤكد هذه الأطراف أن الوساطة في العلاقات مع “إيران” لا تحقق أي فائدة.
ويقول المحللون إن؛ “بايدن”، سوف يسعى، خلال اللقاء مع أمير “قطر”؛ لاستطلاع موقف دول الخليج إزاء المباحثات النووية الجديدة مع “إيران”، وبخاصة بعد هجمات المُسيرات والقصف “الحوثي” على “الإمارات” و”السعودية”، وهو ما أعاد مساعي الانفتاح على “إيران” إلى المربع: “صفر”.
ويعتقد هؤلاء أن الوساطة في التوقيت الحالي، من جانب “قطر” أو أي دولة أخرى، لن يُحقق أي مكاسب للدول الخليجية، سواءً فيما يخص “إيران” أو مساعي إنهاء الحرب في “اليمن”. والأهم بالنسبة لتلكم الدول ترتيب الأمور على نحو يُهييء الأجواء للمواجهة ضد الهجمات الحوثية.
ويُقلل هؤلاء المحللون من فرص نجاح الوساطة القطرية في الملف الإيراني؛ وتحديدًا ملف وقف إطلاق النار بالمنطقة، بل ويؤكدون أن الخطوة القطرية سوف تتسبب في برودة العلاقات مع دول الخليج.
منافسة “الإمارات”..
وأضاف المحللون: “لا تستطيع قطر المنافسة ضد النفوذ السياسي الإماراتي؛ في مراكز وضع السياسات بالولايات المتحدة، لكن المؤكد أنها سوف تستفيد من تقلبات الإدارة الأميركية تجاه المملكة العربية السعودية”.
وحذر هؤلاء من اعتماد “الدوحة” على الحكومة الديمقراطية في “واشنطن”، لأنها سوف تترك “قطر” في منتصف الطريق؛ كما سبق وأن فعلت إدارة “أوباما”.
يُذكر أن الإدارة الأميركية أجرت؛ الأسبوع الماضي، اتصالات محمومة مع “الدوحة” وغيرها من العواصم المنتجة للطاقة، للوقوف على موقف هذه الدول من مساعدة ومساندة “واشنطن”؛ حال قررت فرض عقوبات على “موسكو”؛ إذ قررت الهجوم على “أوكرانيا”.