27 أبريل، 2024 12:07 ص
Search
Close this search box.

صحيفة إيرانية تسأل .. هل تنفذ “واشنطن” وعدها بالانسحاب من أفغانستان في الذكرى الـ 20 لهجمات أيلول ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

يعتزم الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، تحطيم عقدة العشرين عامًا من الحرب الأفعانية، وسحب جميع القوات الأميركية من البلاد، قبيل الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وإسدال الستار على “أطول الحروب الأميركية”.

وقد أبدت قيادات “البيت الأبيض”، رفيعة المستوى؛ تأييدها لقرار “بايدن”، لاسيما بعد وصول مفاوضات السلام “الأفغانية-الأفغانية”، إلى طريق مسدود، خلال الأشهر الأخيرة، وإنعدام آفاق الانفتاح في المفاوضات.

وكانت إدارة “دونالد ترامب”؛ قد تعهدت في اتفاقها العام مع حركة (طالبان)؛ برعاية قطرية على سحب كل القوات الأميركية من “أفغانستان”، في الأول من أيار/مايو المقبل، (أي بعد نحو أسبوعين).

وكان الرئيس الأميركي الأسبق، “جورج بوش”، قد أطلق الحرب على “أفغانستان”، عام 2001م، كرد فعل على هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، تلك الحرب التي حصدت، على مدى العشرين عامًا الماضية، حياة أكثر من 2300 عسكري أميركي وآلاف الأفغان، وتحولت إلى أكبر تحديات السياسة الخارجية الأميركية.

وكانت إدارة “دونالد ترامب” قد تعهدت، ومن قبله إداة “باراك أوباما”، بإنهاء الحرب “الأبدية”؛ والمكلفة بالنسبة لـ”الولايات المتحدة”، لكن تعاظم قوة (طالبان) إزاء عجز قوات الأمن الأفغانية، واستاع رقعة المناطقة الواقعة تحت سيطرة (طالبان)، تسبب في فشل محاولات الخروج الأميركي من “أفغانستان”. بحسب صحيفة (شرق) الإيرانية.

مقاطعة جلسة “إسطنبول”..

كانت (طالبان) أول من أبدى رد فعل على قرار تأخير انسحاب القوات الأميركية، من “أفغانستان”، مدة أربع أشهر، وأعلنت على مشارف اجتماع “إسطنبول”؛ بالتراجع عن عهودها، ومن بينها الإلتزام بالحد من تنامي العنف في البلاد، إذا قررت الإدارة الأميركية تجاهل وعودها بالانسحاب الكامل من “أفغانستان”، أول أيار/مايو المقبل.

من جهة أخرى؛ أعلنت الحركة عزمها مقاطعة اجتماع “إسطنبول” لإقرار السلام، في “أفغانستان”، اعتراضًا على القرار الأميركي.

ووفق تصريحات مسؤول رفيع المستوى بالإدارة الأميركية، رفض الكشف عن هويته: “لن يطرأ أي تغيير على التاريخ المحدد للانسحاب، مع الأخذ في الاعتبار لكل الجوانب”.

وأعلنت “بريطانيا وألمانيا”، باعتبارهما أهم شركاء “الولايات المتحدة”، داخل حلف الـ (ناتو)، التعاون مع المسؤولين الأميركيين في سحب القوات من “أفغانستان”، وربما الخروج المتزامن حال الوصول لاتفاق محتمل.

وبحسب المسؤولين بـ”البيت الأبيض”، يتواجد حاليًا (2500) عسكري أميركي على الأراضي الأفغانية؛ وبمقدورهم المغادرة، قبل 11 أيلول/سبتمبر المقبل، وهذه مسألة مرتبطة بالشأن العملياتي واللوجيستي.

مع هذا؛ فإن قرار “البيت الأبيض” الأخير؛ ينهي أربعة أشهر من صمت الإدارة الأميركية الجديدة، حيال “أفغانستان”، لكنه يثير من ناحية أخرى الشكوك حول احتمالات إقرار السلام في هذا البلد.

تجربة تاريخية..

يقول “مارتين رحماني”، المدير التنفيذي لمجلس السلام الديمقراطي الأفغاني؛ في حوار إلى صحيفة (فورين بوليسي) الأميركية: “الخروج المتعجل، وغير المشروط، يقوض أدوات ضغط الحكومة الأقغانية في مباحثات إسطنبول، المتعلقة بإقرار سلام عادل. وقرار البيت الأبيض يبعث على خلق حالة من عدم الاستقرار في أفغانستان والمنطقة بالكامل؛ مع احتمالات اندلاع حرب أهلية، وزيادة فرض إحياء التنظيمات الإرهابية”.

ومعارضة القرار الأميركي؛ لا يقتصر على المسؤولين الأفغانيين، ولكن هناك الكثير من المعارضين داخل “الولايات المتحدة”.

يقول “ديفيد آندلمن”، المحلل السابق بصحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية: “حشدت الولايات المتحدة قواتها باتجاه أفغانستان، بهدف مكافحة الإرهاب والقضاء على المخاطر الأفغانية، التي تهدد المصالح الأميركية. لكن، وبعد مرور 20 عامًا، يمكن القول أن هذا الهدف لم يتحقق. ولا شك أن، بايدن، سوف يسعى للتأكد من تثبيت الاستقرار في أفغانستان، قبيل الانسحاب.. وبالنسبة للطرف الآخر، فإن قطاع كبير من (طالبان) يميل إلى تقديم اتفاق الحركة مع واشنطن بالفوز، لكن التاريخ يعطينا درسًا قاسيًا. فقبل نصف قرن تقريبًا حصل، هنري كسينجر، وزير الخارجية الأميركي على جائزة (نوبل للسلام)، مناصفة مع نظيره الفيتنامي، بعد اتفاق البلدين على إنهاء حرب فيتنام. لكن لم يستمر السلام سوى عامين، واحتلت ميليشيات فيتنام الشمالية، مدينة سايغون، عاصمة جمهورية فيتنام الجنوبية سابقًا”.

موضحًا: “كذلك تسعى (طالبان) للاستفادة من اتفاق السلام في أفغانستان؛ كأداة تساعدها على توسيع نطاق سلطاتها. فلا مكان للسلام مع الولايات المتحدة، في الفكر الطالباني. والانسحاب من أفغانستان وتسليم الميدان إلى (طالبان) يمثل التهديد الأكبر لعملية السلام في أفغانستان”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب