20 نوفمبر، 2024 2:16 ص
Search
Close this search box.

صحيفة إيرانية ترصد .. خبايا أزمة قرداحي “اللبنانية-السعودية” !

صحيفة إيرانية ترصد .. خبايا أزمة قرداحي “اللبنانية-السعودية” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

سحبت “السعودية” سفيرها؛ وكذلك: “البحرين” و”الكويت” من “لبنان”؛ على خلفية تصريحات وزير الإعلام، “جورج قرداحي”، والتي أكد فيها: “حق دفاع” اليمنيين عن أنفسهم إزاء تجاوزات “التحالف العربي”.

وتقول المصادر الإخبارية إن باقي دول “مجلس التعاون” تعتزم اتخاذ قرارت مشابهة، وكذلك وقف وارداتها من “لبنان” على غرار “المملكة العربية السعودية”.

من جهة أخرى؛ أدرجت “السعودية”، مؤسسة مالية موالية لـ”المقاومة اللبنانية”؛ على قائمة المنظمات الإرهابية، وهو ما يعكس أن الأزمة الدبلوماسية الحالية جزء من مخطط أكبر. إذ أن “السعودية” تُريد التعبير عن استياءها إزاء تراجع دورها في “لبنان” بعد تشكيل الحكومة الجديدة وخروجها من المعادلة. بحسب “سيد مهدي طالبي”؛ في صحيفة (فرهيختـﮔـان) الإيرانية؛ المقربة من الأصولي: “غلام علي حداد عادل”.

ماذا يقول الطرفين ؟

بالعادة يتخذ الثلاثي: “السعودي-الإماراتي-البحريني” مواقف متناغمة مقارنة بباقي أعضاء “مجلس التعاون الخليجي”، وكان الثلاثي قد استدعى سفراء “لبنان” والتعبير عن اعتراضاتهم الشديدة إزاء تصريحات وزير الإعلام بالحكومة اللبنانية.

ثم أخطرت “الرياض”، السفير اللبناني؛ بمغادرة “السعودية” بظرف 48 ساعة، وأعلنت وقف وارداتها من “لبنان”. وفي أعقاب ذلك، قررت “البحرين” طرد السفير اللبناني؛ ثم تلاها دولة “الكويت”.

ونقلت فضائية (MTV) اللبنانية؛ عن مصدر مسؤول بـ”مجلس التعاون الخليجي”، عزم دول الخليج طرد سفراء “لبنان”. ودعا الرئيس اللبناني، وزير الإعلام، إلى اتخاذ: “القرار المناسب” إزاء هذه الهجمة، وهو ما يعني في ضوء هذه الظروف استقالة، “جورج قرداحي”.

بدوره؛ أصدر رئيس الحكومة اللبنانية بيانًا يُعبر عن أسفه الشديد للإجراءات السعودية، وفيه: “نُعلن باستمرار معارضتنا لأي إهانات للسعودية، وسعينا خلال الفترة الماضية إلى إصلاح التوتر في علاقات البلدين، وأكدنا أن أحد أولوياتنا العمل على إحياء العلاقات التاريخية بين لبنان والأشقاء العرب… ونأمل أن تستعيد العلاقات اللبنانية والسعودية بشكل خاص، والعربية بشكل عام قدارتها الكاملة”.

السبب الرئيس في الأزمة..

السبب الرئيس للأزمة اللبنانية الأخيرة؛ يرتبط بسلسلة من الأحداث التي ساهمت في تحجيم الدور السعودي في المعادلا اللبنانية. ولطالما أكدت “السعودية”، كما “الولايات المتحدة”؛ على ضرورة عدم مشاركة (حزب الله) في الحكومة اللبنانية الجديدة تحت أي ظرف؛ إلا أن التغيرات التي أعقبت وصول شحنة الوقود الإيرانية إلى “لبنان”، دفع “الولايات المتحدة” إلى خفض سقف متطالباتها، لكن دور “السعودية” انحسر في ملف تشكيل الحكومة اللبنانية بسبب الإصرار على موقفها؛ وانتهى الموضوع بتشكل الحكومة اللبنانية على غير رغبة “السعودية”… والواقع أن خطوة (حزب الله) بشراء الوقود من “إيران” والتحذير من التعرض للناقلات الإيرانية، كان بمثابة الخطوة الأولى لسلسلة من الإجراءات المتبادلة ضد المحور المناويء للمقاومة.

فلو لم يبدي الطرف الغربي مرونة إزاء هذه الخطوة، لكان الموضوع قد وصل إلى مرحلة تهديد المصالح الأميركية بالمنطقة. لذلك وبعد تخفيف ضغوط الجبهة الغربية تشكيل حكومة “نجيب ميقاتي”.

وبعدها بإسبوع؛ وصلت أولى شحنات الوقود الإيرانية إلى ميناء “بانياس” السوري ومنها إلى “لبنان”. وتقول وسائل الإعلام إن الحكومة اللبنانية الجديدة تشكلت برعاية “إيرانية-فرنسية”؛ وضوء أخضر من “الولايات المتحدة الأميركية”.

لكن لم يتعامل أي من هذه الأطراف بجدية مع “الرياض”، ما دفع المسؤولون في “السعودية” إلى إطلاق حملة إعلامية ودبلوماسية للتأكيد على مكانتهم.

نقطة تمركز الإجراءات السعودية..

فقدت العُملة اللبنانية في الأشهر الأخيرة: 90% من قيمتها، والسبب الرئيس يرتبط بنقص العُملات الأجنبية. وقطع مسارات حصول “لبنان” على العُملات الأجنبية أدى إلى تفاقم الأزمة اللنبانية.

وفي العام 2019م، خصصت دول الخليج نسبة: 30% تقريبًا؛ من صادارتها إلى “لبنان”. وهذا المعدل يعكس أهمية السوق اللبنانية بالنسبة للمصدرين، لاسيما في ظل الأزمة التي يعيشها “لبنان”.

مع هذا فإن حجم الصادرات اللبنانية أقل بكثير من احتياجات هذا البلد، ووقف هذه الصادرات سوف يُزيد من عمق الأزمة اللبنانية الراهنة. ويبدو أن الضجة الأخيرة من جانب “السعودية” وحلفاءها تستهدف فقط إقالة وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية الجديدة كتأكيد على الدور السعودي في “لبنان”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة