19 أبريل، 2024 5:10 م
Search
Close this search box.

صحيفة إيرانية : الجامعة العربية لا تملك سوى إصدار البيانات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

عقد وزراء خارجية “جامعة الدول العربية” اجتماعاً بالقاهرة نزولاً على رغبة المملكة العربية السعودية، والتماهي مع إدعاءات الأخيرة ضد إيران و”حزب الله”؛ لكن لم تخرج الجلسة، التي شاركت فيها دول مثل “جيبوتي والبحرين” وغابت عنها دول “سوريا والعراق ولبنان والجزائر وعمان وقطر” بل و”الإمارات” عديمة الوزن، بحسب صحيفة (كيهان) الإيرانية الأصولية المتشددة، إلا بتكرار الهجاء السعودي.

فلم يملك “أحمد أبو الغيط”، الأمين العام للجامعة العربية، والمنبوذ من الشعوب العربية والإسلامية على خلفية علاقاته وتأييده للكيان الصهيوني في الحرب على غزة عام 2008، على جد تعبير الصحيفة الإيرانية، سوى تكرار الإدعاءات السعودية ضد إيران في كلمته الإفتتاحية مستنداً إلى عنوان صحيفة (كيهان) في عددها بتاريخ 6 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، بشأن التهديدات اليمنية ضد السعودية ثم الإمارات، وكذلك تصريحات الرئيس “حسن روحاني” بشأن النفوذ الإيراني في الدول العربية.

وقال الأمين العام للجامعة العربية، رغم تقرير مجلس الأمن؛ والذي ينفي أي صلة لإيران بالهجوم الصاروخي للمقاومة الشعبية اليمنية على الرياض: “نعقد اجتماعنا في ظروف استثنائية، حيث تم استهداف دولة عربية بالصواريخ البالستية. ذاك الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على المملكة العربية السعودية إنما يعكس استمرار التدخل ونشر الاضطربات، حيث تسعى إيران من خلال تزويد الحوثيين بالصواريخ البالستية إلى توجيه رسالة مفادها أن العواصم العربية في مرمى النيران الإيرانية”. وادعى “أبو الغيط” قدرة الدول العربية على الدفاع عن إستقرارها وأمنها، وأنها لن تقبل أبداً أن تعيش رهينة، وأضاف: “لم يتوقف التدخل الإيراني عند هذا الحد وإنما امتدت إلى تفجير خط أنابيب بالبحرين وخلية العبدلي بالكويت وغيرها من الشواهد التي تعكس دعم إيران للميلشيات المسلحة بالدول العربية. إن مواقف المسؤولين الإيرانيين مؤشر على السياسات الإيرانية ومنهج الهيمنة والسيطرة. ونحن إذ ننتقد مثل هذه المواقف العدائية نطلب إلى إيران التوقف عن مواقفها من الدول العربية التي تعتبر التدخلات الإيرانية سبب الفوضى في اليمن عبر إمداد الحوثيين باللأسلحة. وهى التهديدات التي تسوق المنطقة باتجاه مصير خطير”.

بدوره مضى “عادل الجبير”، وزير خارجية السعودية، في الاتهامات الواهية بشأن الصواريخ الإيرانية في اليمن، التي أطلقتها ضد السعودية دفاعاً عن نفسها، وقال: “الصاروخ البالستي الذي تم إطلاقه على العاصمة السعودية يعكس الاعتداءات الإيرانية المتكررة ضد المملكة، التي شهدت إطلاق 80 صاروخاً بالستياً تحمل الهوية الإيرانية عبر عميلها الحوثي في اليمن”.

واستطرد “الجبير” في كلمته الإستفزازية ضمن مساعيه الرامية إلى نشر الخوف بين باقي أعضاء الجامعة العربية: “السكوت على هذه الاعتداءات الغاشمة لإيران عبر عملائها في المنطقة لا يترك أي عاصمة عربية في أمان من هذه الصواريخ البالستية. إننا مطالبون اليوم أن نقف وقفه جادة وصادقة مع دولنا وشعوبنا، والإلتزام بمبادئ وميثاق جامعة الدول العربية والقوانين الدولية في التصدي للسياسات الإيرانية”.

من جهته شن وزير الخارجية البحريني “خالد بن أحمد آل خليفة”، هجوماً حاداً على “حزب الله” اللبناني، وقال: “علينا مواجهة هذا الحزب وتهديده الأمن القومي للدول العربية”. وأدعى الوزير أن العمليات الإيرانية كانت سبباً في إصابة آلاف البحرينيين، وأن الصواريخ اليمنية كانت صناعة إيرانية، وقال: “ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها حلفاءنا للعمليات الإيرانية”.

وفي النهاية أصدرت الجامعة العربية، التي تأسست بغرض مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والتي لم تملك منذ تأسيسها سوى إصدار البيانات عديمة الفائدة، كما تقول الصحيفة الإيرانية، بياناً ضد إيران و”حزب الله” تحت الضغوط السعودية، حيث يتهم البيان إيران بالتدخل في الشأن الداخلي للدول العربية ونشر الاضطرابات، وجدد اتهام “حزب الله” بالإرهاب. وقال البيان الختامي الذي تلاه “أبو الغيط”: “نحن ندين التصريحات الإيرانية العدائية والتدخلات التي تسببت في توتير الأوضاع اليمنية”.

وادعى البيان توقيف “التحالف العربي” سفينة محملة بالأسلحة الإيرانية إلى اليمن، وأن الصاروخ الذي استهدف السعودية إيراني الصنع. وأكد “أبو الغيط”: على “رفض اجتماع وزراء الخارجية العربي التهديدات ضد المملكة العربية السعودية، والدعم الإيراني للميليشيات المسلحة في الدول العربية”.

الجامعة العربية تدق طبول الحرب..

انتقد الكاتب الصحافي المعروف “عبد الباري عطوان”، اجتماع وزراء الخارجية العرب وكتب، بحسب ما نقلت صحيفة (كيهان) الإيرانية: “وزراء الخارجية العربية يدقون تحت سقف الجامعة العربية طبول الحرب في لبنان”. وأضاف: “تحولت الجامعة العربية في السنوات العشر الأخيرة إلى أداة للحرب والتخريب وتقسيم الدول العربية. علاوة على ذلك عملت الجامعة العربية كمظلة لتوفير التغطية والشرعية للتجاوزات الأميركية والغربية ضد أمتنا. لقد دشنت الجامعة العربية حرباً في سوريا تستمر منذ قرابة سبع سنين. والحرب الأخرى التي دشنتها كانت في ليبيا، التي استحالت دولة فاشلة. وأيدت الجامعة العربية الحرب على اليمن تحت الضغوط الخليجية، لاسيما السعودية، والآن تتأهب لإشعال نيران الحرب في لبنان”.

يأتي هذا البيان المعادي لإيران، بينما تؤكد الجمهورية الإيرانية باستمرار على الأخوة والتعايش السلمي مع دول الجوار، لاسيما الدول العربية، وأنها قدمت تكلفة مالية وإنسانية كبيرة في سبيل ذلك حتى أذعن العالم أنه لولا حضور المستشارين الإيرانيين في “العراق وسوريا” ولولا الدعم الإيراني للمقاومة لاستطاع الكيان الصهيوني السيطرة على المنطقة عبر الميليشيات الإرهابية.

مجلس الأمن يدحض إدعاءات الرياض..

غياب الدول الداعية عن الجلسة يعكس حقيقة عدم قبول الإدعاءات السعودية ضد إيران و”حزب الله”، لأن السعودية ورغم أنها المتهم الرئيس بالضلوع في الكثير من العمليات الإرهابية بسوريا والعراق، لها مشاكل حدودية مع بعض الأعضاء مثل “الكويت وقطر”، ناهيك عن تدخلها المباشر في دول أخرى مثل “اليمن والبحرين”، من الملاحظات الأخرى على الجلسة طلب “عادل الجبير” من الدول المشاركة تحويل ملف التدخلات الإيرانية في الدول العربية إلى مجلس الأمن، لكن “أحمد أبو الغيط” نفى وجود قرار بهذا الشأن، وهذا الموضوع يعكس، بخلاف الخلافات داخل الجامعة العربية، حقيقة عجز الدول العربية عن المواجهة ضد إيران، لذا لا سبيل لها سوى تحويل الملف إلى مجلس الأمن.

في غضون ذلك تكشفت حقيقة الإدعاءات السعودية بالنسبة لبعض دول مجلس الأمن، حتى أن الهيئة المعينة من مجلس الأمن سلمت رسالة سرية إلى الدبلوماسيين رفيعي المستوى؛ وفيها أنه لا توجد شواهد تؤكد المزاعم السعودية بشأن المسؤول عن حملات “أنصار الله” على الرياض. والآن يبدو أن السعودية بعد فشلها في تشكيل جبهة عربية متحدة ضد إيران؛ لا تجد سوى اللجوء إلى مجلس الأمن، الأمر الذي يبعث على سرور “ترامب” من جهة والائتلاف مع الكيان الصهيوني من جهة أخرى.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب