12 مارس، 2024 2:15 م
Search
Close this search box.

صحيفة أميركية تتساءل : من سيملأ الفراغ في الخليج والعراق بعد انسحاب الامريكان طهران أم واشنطن ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يحذر مسؤولون عسكريون أمريكيون من أن إيران سوف تملأ الفراغ الناجم بعد رحيل القوات الأميركية. وينصحون باتخاذ عدة إجراءات ردا على ذلك، بما في ذلك تحويل بعض تلك القوات الى الكويت .
وبما ان القوات الأمريكية تحزم أمتعتها لمغادرة العراق بحلول نهاية الشهر المقبل، يحذر مسؤولون في البنتاغون وكبار القادة العسكريين من أن إيران ستسارع لملء فراغ السلطة الناجم عن خروج القوات الأميركية ما لم تضع واشنطن حدودا على انسحابها من المنطقة.
وقد اتخذ هذا التقييم على نحو طارئ في الأسابيع الأخيرة على خلفية معلومات استخبارية جديدة تشير إلى أن الحكومة في طهران غازلت  قوات عميلة لها في اليمن، فيما تقترب طهران بسرعة، وفقا لمفتشي الأمم المتحدة النووية، من القدرة على صنع اسلحة نووية.
ويقول مسؤولون في الاستخبارات الأميركية إن عناصر إيرانية قدمت الملايين من الدولارات لزعماء من قبيلة الحوثيين، في شمال اليمن. وفي العراق ومناطق ساخنة أخرى، توزع إيران الأموال والأسلحة، وغالبا في السر، في محاولة لمد نفوذها واستباق التغيرات السياسية التي تجتاح المنطقة منذ بداية “الربيع العربي.”
بيد أن الجمهورية الإسلامية لا تزال تواجه تحديات خطيرة، فإذا تدبرت قوات المعارضة في سوريا أمرها للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، فان إيران ستخسر اقرب حلفائها في المنطقة.
ومن خلال التشديد على الخطر الإيراني، يأمل القادة العسكريون الأمريكيون ومسؤولو البنتاجون في الحصول على دعم من البيت الأبيض وعواصم الحلفاء الإقليميين للتركيز أكثر على احتواء النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة، بما في ذلك نقل بعض القوات العسكرية الأمريكية المنسحبة من العراق إلى قواعد أخرى في الخليج.
وتساءل  الميجر جنرال كارل هورست، رئيس هيئة الأركان في القيادة المركزية الأميركية، في مقابلة صحفية بالقول: “لماذا نتخلى عن الوجود والاستقرار في [منطقة الخليج] إلى إيران الخبيثة؟”، مضيفا “أنا لست متأكدا تماما ان تلك نتائج جيدة، من وجهة نظر الولايات المتحدة”.
وضعت القيادة المركزية، ومقرها في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا، خططا لوضع بعض الكتائب العسكرية أو لواء من القوات البرية في الكويت. وتضم الكتيبة 700-900 جندي. أما اللواء فيضم3500 إلى خمسة آلاف جندي.
لم يتم تأكيد الخطة التي أقرها الرئيس أوباما، وقال الشيخ جابر مبارك الصباح الجبار وزير الدفاع الكويتي، انه لا توجد خطط فورية لزيادة مستويات القوات الأميركية.
بعد حرب الكويت العام1991 احتفظت الولايات المتحدة بوجود كتيبة قتالية لردع عدوان آخر من جانب صدام حسين. ثم أبقت الولايات المتحدة على عدة آلاف من العاملين في الخدمات اللوجستية بعد غزو العراق عام 2003، وأصبحت الكويت نقطة انطلاق رئيسية للتجهيزات والوحدات العسكرية  المشاركة في الحرب.
وقال ضباط كبار إن مقترح بوضع وحدات قتالية ثانية في الكويت يهدف في المقام الأول إلى ردع إيران وجعل القوات الأميركية جاهزة في حال حدوث أزمة.
وأضاف مسؤولون ان القيادة المركزية الأميركية تضع خططا لزيادة الوجود البحري الأميركي في الخليج ، لتكثيف مبيعات الأسلحة للحلفاء في تلك المنطقة، وإجراء مناورات عسكرية إضافية مع حلفائها فيها.
تمثل هذه التحركات خطة البنتاغون البديلة بعد فشل البيت الأبيض والعراق في الإبقاء على عدة آلاف من الجنود الأمريكان في العراق بحلول نهاية العام الحالي. ومن المتوقع أن يوافق أوباما على معظم، إن لم يكن على كل تلك التحركات المقترحة.
لكن المسؤولين في البيت الأبيض يبدون قلقهم من الظهور بمظهر من يقوم بحشد عسكري آخر بعد عشر سنوات من الحرب. وقد شددت الإدارة على أنها تعتزم الضغط من أجل إتباع نهج الدبلوماسية لتقييد إيران، وليس المواجهة العسكرية.
في الوقت نفسه، من الصعب اعتبار انسحاب الجيش الأمريكي من العراق نصرا واضحا لإيران. لان المتشددين الشيعة وغيرهم من المتمردين الذين هاجموا القوات الأميركية في العراق لسنوات- وفي كثير من الأحيان بأسلحة وإمدادات من ايران- فقدوا عدوهم الرئيسي. ومن المرجح أن يقلل ذلك من اعتمادهم على طهران.
تتطلع الإدارة الأميركية أيضا إلى تشديد عقوبات التجارة والسفر ضد إيران ردا على ما قال البيت الأبيض انه مؤامرة إيرانية لاغتيال السفير السعودي في مطعم في واشنطن وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي حول التقدم في البرنامج النووي الإيراني.
وكان قادة عسكريون أمريكيون قد أوصوا في البداية بالإبقاء على أكثر من 20 ألف جندي أمريكي في العراق بعد هذا العام لتدريب الجيش والشرطة. وقالوا ان تلك القوة سوف تساعد على توفير رادع ضد مساعي إيران لتعزيز نفوذها على الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في العراق.
السؤال الآن، وكما يقول المسؤولون العسكريون، هو ما إذا كانت إدارة أوباما قادرة على المحافظة على نفوذها مع حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بعد مغادرة القوات الأميركية، أو ما إذا كانت إيران سوف تكسب المزيد من النفوذ.
وقال مسؤول كبير في الاستخبارات العسكرية إن “انسحاب القوات الأمريكية سيحدث فراغا، وعلى شخص ما ملئه، وسيكون كامل تركيز إيران الآن على محاولة تعزيز نفوذها بقدر ما تستطيع”.
* ترجمة كتابات / عن صحيفة  لوس انجلوس تايمز

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب