خاص : ترجمة – محمد بناية :
يجب أن يكون العام 2019 الأكثر حساسية، بعد احتلال “العراق” من جانب “الولايات المتحدة الأميركية”. ومع أن العام 2014؛ وأزمة (داعش) قد تسببا في أزمة فراغ أمني بـ”العراق”، لكن لم يصل “العراق” مطلقًا إلى هذه المرحلة من خطر السقوط السياسي وإنهيار السيادة الوطنية.
والحقيقة؛ للمتظاهرين مخاوف مشروعة تجاه المشكلات العراقية، وهم يعتقدون أن “العراق” يعيش حالة من الفساد الممنهج وسط أجواء من الهجوم والإستيلاء على القدرات المادية والمعنوية للبلاد. إذ تحصل “الولايات المتحدة” على 3/1 “النفط العراقي” مجانًا، في حين تسطو مختلف الشخصيات السياسية على الجزء المتبقي من الاحتياطي النفطي والعوائد الوطنية، لدرجة أن المدن العراقية مازالت تفتقر إلى نظام للنقل العام أو حتى مسارات للتخلص من مياه الصرف الصحي، مع قطع متكرر للطاقة الكهربائية في الأزمات. بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.
في ظل هذه الأوضاع؛ توافدت جموع العراقيين على الشوارع للتظاهر والاحتجاج، لكن للأسف نجحت التيارات المحسوبة على “الولايات المتحدة” في اختراق صفوف المتظاهرين رسميًا، وربطت مسير الاحتجاجات بخلع السلطة وهم بصدد إسقاط الأمن والسياسية العراقية.
على سبيل المثال؛ تم إحباط الانقلاب الإماراتي في “بغداد”، خلال الأشهر الماضية، والقبض على كل العناصر السعودية والإماراتية في صفوف المتظاهرين، والتي كانت تعمل على رفع مستويات التوتر، بالإضافة إلى توقيف عناصر الأمن بعض سلاسل الدولارات والحيلولة دون ظهور تنظيم (داعش) مجددًا في عدد من المحافظات المهمة، مثل “ديالى”، الأمر الذي زاد من حساسية الأوضاع العراقية.
الآن وباستقالة، “برهم صالح”، وعدم ترشيح كتلة الأغلبية بديل عن رئيس الوزراء؛ فقد دخل “العراق” أجواء سياسية جديدة. إذ أعلنت الأحزاب الشيعية العراقية؛ ومنها تحالف (البناء) بزعامة شخصيات مثل، “نوري المالكي” و”هادي العامري” و”فالح الفياض”، مخالفة سلوكيات، “برهم صالح”، وبموجب الدستور العراقي يشغل رئيس البرلمان منصب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، بعد مرور أسبوع من استقالة رئيس الجمهورية. وفي ظل هذه الأجواء يجدر الإلتفات إلى عدد من النقاط..
استعادة التيارات السُنية السلطة..
خسرت القوى السُنية العراقية، بموجب النظام الانتخابي، جزءً من السلطة بعد الإطاحة بـ”صدام”. والواقع إن رحيل “صدام”، منح السلطة لأغلبية المجتمع العراقي ذو النسيج الشيعي.
وبقي أهل السُنة في مكانة برلمانية، وفشلت أطروحات “واشنطن” بشأن تقسيم “العراق” إلى أقاليم سُنية، وشيعية، وكُردية.
وانتقال السلطة من الأكراد إلى أهل السُنة باستقالة، “برهم صالح”، يزيد من قوة احتمالات تنفيذ أطروحات “واشنطن” باعتبارها طرف فوق إقليمي بتغيير هيكل السلطة السياسية في “العراق”؛ وإعادة النظر في الدستور ومن ثم انتقال السلطة من الشيعة إلى أهل السُنة.
والواقع لقد لا يريد شيعة “العراق” تنفيذ المشروعات الأميركية في البلاد، بحيث تحولت المرجعية العراقية العقبة الأكبر في طريق “الولايات المتحدة”، منذ احتلال “العراق”. لكن تنحية أهل السُنة عن السياسة والسلطة تسبب في تحسن علاقات هذه أهل السُنة داخل البرلمان مع “الولايات المتحدة الأميركية”.
التخطيط للانقلاب..
لقد تسببت الإطاحة بالفريق الركن “عبدالوهاب الساعدي”، قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقي، في اندلاع أزمة العام 2019.
تلك الأزمة التي أفضت بـ”العراق” حاليًا إلى مرحلة الأزمة السياسية. مع هذا قلما يُلتفت إلى أنباء اكتشاف وإحباط انقلاب الإماراتيين في “العراق”. وهناك احتمال أن يندفع المجتمع العراقي في ضوء هذه الأوضاع واليأس من الديمقراطية وسط قلق من المستقبل بإتجاه شخصيات تتمتع بكاريزما عسكرية وأمنية.
على غرار ما حدث في السبعينيات، حيث تم تسليم “بغداد” إلى “صدام حسين” التكريتي. واستقالة “برهم صالح” لن تسهم فقط في تقوية موجة اليأس من الديمقراطية بـ”العراق”؛ وإنما قد يقود فراغ السلطة الخطير إلى سقوط “بغداد” مع أول انقلاب تحت تصرف شخصيات عسكرية مدعومة من “الولايات المتحدة” و”الرياض”.