خاص : ترجمة – آية حسين علي :
قال النائب البارز في “الكونغرس” الأميركي، قبل تصويت “مجلس الشيوخ” على محاكمة “ترامب” بوقت وجيز؛ إنه: “لا يمكننا الوثوق في أن هذا الرئيس سوف يقوم بما هو صحيح”، بينما صرح الرئيس، “دونالد ترامب”، بأنه وُضِعَ في محنة من قِبَل أشخاص فاسدة وغير نزيهة.. تصريحان يمكنهما تقديم صورة مصغرة عن الوضع، قبل ساعات من التصويت النهائي على محاكمة “ترامب” برلمانيًا، لكن في النهاية بُريء الرئيس واعتبرت المحاكمة برمتها نقطة جديدة تُضاف إلى رصيد “ترامب” في فترة يحتاج فيها إلى كسب المزيد من الأرض مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية، وهي معركة لا تُعد هينة لأنها تُعد ضربة لجهود “الحزب الديموقراطي” على مدار الأشهر الماضية.
المحاكمة الفاشلة ورقة رابحة في يد “ترامب” !
أشارت صحيفة (نيويورك تايمز) إلى أن التاريخ سوف يذكر أن هذه المحاكمة حققت النصر لرئيس غاضب من خصومه، لكنها لن تُعتبر في كتب التاريخ نهاية الصراع بينهما، وذكرت الصحيفة، نقلًا عن المدير السابق لفندق “ترامب بلازا”، “جاك أودونيل”، أن المحاكمة تُعد ورقة رابحة في يد “ترامب” لتوسيع قائمة الكراهية المزعومة التي يحملها في يده، وسوف يواصل تتبع منتقديه دون شفقة.
وأضافت الصحيفة الأميركية أنه بينما يعتبر نواب “الحزب الديموقراطي” أن الانتخابات المقبلة أساسية في تحديد مصير البلاد؛ وفرصة أمام “الحزب الديموقراطي”، يرى جمهوريون بارزون أن الحل الوحيد لإنهاء الجدل المثار حول الرئيس؛ يكمن في حملته الانتخابية وقدرته على الفوز.
ويبدو أن الحزب صاحب الكلمة العليا في “البيت الأبيض” الآن؛ ليس لديه أي شك في أن “ترامب” سوف يستمر على رأس السلطة لفترة جديدة؛ إذ صرح السيناتور الجمهوري، “ليندسي غراهام”، بكل ثقة؛ بأن: “ترامب سوف يحقق الفوز”.
وذكرت (نيويورك تايمز) أن مجموعات من المؤيدين لـ”ترامب” تجمعوا في سينما بمدينة “نوفي”، التابعة لولاية “ميتشغان”، لمشاهدة الرئيس أثناء إلقاء خطاب حالة الاتحاد، ومن خلال مقابلات سريعة أجريت معهم كشف مراسل الصحيفة؛ أنهم يعتبرون أن محاكمة الرئيس مجرد مسرحية هزلية وما ينتوي الديموقراطيون فعله مجرد مزحة، ويرون أن نواب “الحزب الديموقراطي” أثبتوا أنه لا يمكن الوثوق فيهم لأنهم يعلمون جيدًا أن “ترامب” لم يرتكب أية أخطاء.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه ربما يحاول “الحزب الديموقراطي” إعادة المحاكمة بشكل أو بآخر، ونقلت عن النائب الديموقراطي، “جيري نادلر”، أنه من المحتمل استدعاء المستشار السابق للأمن القومي، “جون بولتون”، الذي وصفه “ترامب” بعد يوم واحد من تركه منصبه؛ بأنه “كارثة”، للإدلاء بما لديه.
وكان “مجلس الشيوخ” قد صوت بأغلبية أعضاءه على رفض استدعاء “بولتون”، الذي استقال من منصبه، في أيلول/سبتمبر الماضي، في ظل خلافات مع الرئيس وشخصيات بارزة أخرى للإدلاء بشهادتهم، رغم أن الديموقراطيين كانوا يعولون على هذه الشهادات في كشف المزيد من المعلومات التي يمكنها تغيير مسار المحاكمة.
هل يمكن إعادة محاكمة “ترامب” ؟
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أن محاكمة “ترامب” لم تنتهِ بعد، إذ أن الدستور لا يتضمن أي مادة تمنع محاكمة الرئيس مرتين، لكن الصحافية، “عنبر فيليبس”، أشارت في مقال لها بالصحيفة؛ إلى أن إعادة المحاكمة في نفس الاتهامات لن تكون سهلة وسوف تتطلب عدة أمور، مثل أن يقدم “بولتون” أدلة تُثبت أن قرارات “ترامب” تُمثل خطورة كبيرة أو تهدد الأمن القومي.
وأضافت الصحفية الأميركية أنه حتى وإن فاز “ترامب” في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأحتفظ الديموقراطيون بأغلبية المقاعد في “مجلس النواب”، سوف تظل سيطرة الجمهوريين على “مجلس الشيوخ” عائقًا مهمًا أمام الإطاحة بالرئيس، وتوقعت أن الانتخابات التي ينتظرها الديموقراطيون بنفاذ صبر لن تمنحهم أكثر من 54 مقعدًا فقط.
وذكرت الصحيفة، التي حمل “ترامب” نسخة منها عقب إنتهاء كلمته، أن تمكن “ترامب” من تخطي عواقب المحاكمة ما يعني أن سلطته سوف تصبح مبتزلة بشكل أكبر.