كشف مرصد الحريات الصحافية، اليوم عن حصوله على معلومات تؤكد وجود قائمة بأسماء صحافيين وناشطين في الموصل مهددين بالقتل من قبل الجماعات المسلحة، واعرب عن قلقه المتزايد تجاه أمن الصحافيين العاملين في المدينة، وفيما أكد أنها المدينة الأخطر على سلامة الصحافيين بعد أن تصدر العراق وعلى مدار العقد الماضي “مؤشرات الإفلات من العقاب”، دعا السلطات الأمنية في الموصل ووزارة الداخلية إلى القيام بواجباتهما للحد من عملية الاغتيالات والتهديدات المباشرة التي يتعرض لها الصحافيون.
ونقل المرصد في بيان شكاوى لصحافيين موصليين ومخاوف من تعرضهم للتصفية والقتل”، مبينا أن “عددا من الصحافيين العاملين في مدينة الموصل كشفوا عن معلومات كانوا قد تلقوها من قبل مصادر أمنية وعسكرية رفيعة المستوى، بأن هناك قائمة تصفية تشمل أسماء عدد من الصحافيين في المدينة”.
وأشار المرصد إلى أن “الخبراء العاملين لمرصد الحريات في الموصل لم يستطيعوا الحصول على تلك القائمة ومعرفة الأسماء التي تحويها أو الجهة المسؤولة عن تلك القائمة”.
وعد المرصد أن “الموصل تعد الأخطر على الصحافيين، إذ شهدت المدينة منذ الغزو الاميركي للبلاد مقتل 48 صحفياً وإعلامياً”، لافتا إلى أن “العراق ما يزال وعلى مدار العقد الماضي يتصدر مؤشرات الإفلات من العقاب، وتعرض الصحافيين والعاملين معهم لهجمات متتالية منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003”.
واكد المرصد أن “265 صحفيا عراقيا و أجنبيا من العاملين في المجال الإعلامي قتلوا خلال تلك الفترة، منهم 151 صحفياً قتلوا بسبب عملهم الصحافي، إلى جانب 55 فنيا و مساعدا إعلاميا، فيما لف الغموض العمليات الإجرامية الأخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحافيين وفنيين لم يأت استهدافهم بسبب العمل الصحفي”.
وتابع المرصد “كما أختطف 65 صحفياً ومساعداً إعلامياً، قتل اغلبهم فيما وما يزال 14 منهم في عداد المفقودين”، لافتا إلى أن “جميع هذه الجرائم لم يُكشف عن مرتكبيها، وبأن تصنيفها يتجاوز بكثير أي بلد آخر في العالم”.
ودعا المرصد “السلطات الأمنية في مدينة الموصل إلى اتخاذ التدابير المناسبة للحد من عملية الاغتيالات والتهديدات المباشرة التي يتعرض لها الصحافيون”، مشددا على ضرورة أن “تقوم وزارة الداخلية العراقية بواجباتها، إلى جانب الكشف عن التحقيقات التي قامت بها بقضايا الاغتيالات التي طالت الصحافيين في الموصل”.
وكان مسلحون مجهولون أطلقوا، يوم الخميس (24 تشرين الأول 2013) النار من أسلحة رشاشة باتجاه مصور قناة الموصلية بشار النعيمي، لدى خروجه من منزله في منطقة حي النبي شيت، وسط الموصل، مما أسفر عن مقتله في الحال.
وشهدت الموصل قبل أكثر من ثلاثة أسابيع مقتل ثلاثة صحفيين بهجمات مسلحة استهدفتهم، اثنان منهم يعملون في مكتب قناة الشرقية، والثالث الناطق الإعلامي لمحافظ نينوى، إذ قتل في الخامس من تشرين الأول 2013، مصور ومراسل فضائية الشرقية بهجوم مسلح نفذه مجهولون أثناء تأديتهما الواجب الصحافي في منطقة السرج خانه وسط الموصل وسط الموصل، فيما قتل في الثامن من تشرين الأول 2013 المتحدث الرسمي باسم المحافظ أثيل النجيفي، بهجوم مسلح نفذه مجهولون شرقي الموصل، (405 كيلومتر شمال بغداد)، بعد ثلاثة اشهر على مقتل المتحدث السابق.
يذكر أن نينوى تشهد منذ (الـ23 من نيسان 2013)، عقب حادثة اقتحام ساحة اعتصام الحويجة، (55 كيلومتر جنوب غرب كركوك)، هجمات مسلحة شبه يومية أدت إلى مقتل أو إصابة العديد من عناصر القوات الأمنية والمدنيين.
ويعد العراق واحداً من أخطر البلدان في ممارسة العمل الصحافي على مستوى العالم، حيث شهد مقتل ما يزيد على 360 صحفياً وإعلامياً منذ سقوط النظام السابق سنة 2003.
يشار إلى أن مستوى العنف ضد الصحافيين بلغ خلال العام 2013 الحالي، أعلى مستوياته، وفقاً لما سجله مرصد الحريات الصحفية، حيث بلغت الانتهاكات لهذا العام 293 انتهاكاً وصنفت بـ 68 حالة احتجاز واعتقال و 95 حالة منع وتضييق و 68 حالة اعتداء بالضرب وسبعة هجمات مسلحة و 51 انتهاكاً متفرقاً و13 حالة إغلاق وتعليق رخصة عمل لمؤسسات إعلامية محلية وأجنبية في حين سجل هذا العام مقتل صحفيين اثنين، وهو ما يدلل على أن البيئة الأمنية والقانونية للعمل الصحافي ما تزال هشة ولا توفر الحد الأدنى من “السلامة المهنية” في بلد يعاني من آثار العنف والانقسامات.