خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
يُعتبر “العراق” أحد أهم دول الشرق الأوسط، حيث يقع هذا البلد تحت الرصد الكامل، كالانتخابات البرلمانية الأخيرة وما أقترن بها من مشكلات. وفي هذه الانتخابات فاز تيار “مقتدى الصدر”؛ بعدد: 73 مقعدًا.
ورغم درجة “الصدر” الدينية؛ إلا أنه رفع في الانتخابات شعار الوطنية ويسعى حاليًا إلى تشكيل تحالف من الكتل السُنية والكُردية. وكان “البرلمان العراقي” السابق قد صدّق على مشروع قانون يفرض على “الولايات المتحدة” سحب قواتها من “العراق”.
لكن يبدو أن تيار “الصدر” يسعى إلى التقارب من “الولايات المتحدة” و”المملكة العربية السعودية”. وفي هذا الصدد أجرت صحيفة (ستاره صبح) الإصلاحية الإيرانية؛ الحوار التالي مع الخبير العراقي: “محمد علي الحكيم”، مدير وكالة أنباء (النخيل)…
هدف وجود “الكاظمي” هو تفكيك “الحشد الشعبي”..
“ستاره صبح” : كيف ترى النقاشات العراقية ؟
“محمد علي الحكيم” : تابعنا الانتخابات الغامضة في “العراق”؛ وقد دفع الغموض بخصوص النتائج بعض التيارات إلى الإعتقاد في تزوير الانتخابات.
وهناك عدد من الملاحظات في هذا الصدد، منها أن أهم أسباب بقاء، “الكاظمي”، لا يكمن في موالاة التيار الأميركي؛ وإنما قضية “المقاومة”. هدفهم “المقاومة” وتفكيك (الحشد الشعبي). وهم عازمون على تفكيك هذا التنظيم، لأنهم ببساطة لا يملكون الاستعداد مطلقًا لوجود جناح لـ”المقاومة”؛ مثل (حزب الله) العراقي باسم: (الحشد الشعبي).
وبالنظر إلى الأحداث التي شهدتها تلك الفترة؛ يمكن القول بتورط “إسرائيل” في هذه الأحداث على نحو يُهدد الاستقرار العراقي بالمنطقة. وهم يستشعرون أن وجودهم يرتبط بإنعدام الاستقرار في “المقاومة” والمنطقة و”العراق” تحديدًا. ومع الأخذ في الاعتبار لتلكم النوايا فلن تسمح هذه الأطراف لـ”المقاومة” و(الحشد الشعبي) بالتقدم في “العراق”.
الوجود الأميركي في العراق قانوني مع الأسف !
“ستاره صبح” : بالنظر إلى موقف تيار “الصدر” من وجود القوات الأميركية الدائم في “العراق” وعدم تصنيفها كقوات احتلال، ما هو تحليلكم بخصوص هذا الشأن ؟
“محمد علي الحكيم” : كل التيارات الشيعية والسُنية في “العراق” لا ترضى عن “الولايات المتحدة”، ولكننا نرى بين هذه التيارات بعض الفصائل التي تتذرع بالقتال لاستمرار الوجود الأميركي في المنطقة.
لكن ورغم المعارضة؛ يُعتبر الوجود الأميركي في “العراق” قانوني. وللأسف في “الولايات المتحدة” دستور وقانون، ولكن ليس لدينا قانون يقول بخروج الأميركيين.
للأسف يقول الأميركيون، في ظل الحكومة العراقية المنبثقة عن البرلمان والانتخابات، نحن بمأمن وفق البنود القانونية للحكومة؛ ويمكننا البقاء في “العراق”. وبذلك فإننا نرى أن الوجود الأميركي في “العراق” قانوني.
التدخل الإيراني لصالح العراق..
“ستاره صبح” : يقبل “الصدر” بالقوات الأميركية في “العراق”، بينما يُعارض الوجود الإيراني شبه العسكري في “بغداد”، ما هو تقييمكم لذلك ؟
“محمد علي الحكيم” : الشعب العراقي لن يقبل مطلقًا بتدخل أي دولة في الشأن الداخلي للبلاد. الشعب يقول: نحن قادرون على مشكلاتنا بأنفسنا، لكن هناك نوعين من التدخلات.
على سبيل المثال، تتدخل “إيران” في الشأن العراقي؛ ولكن السؤال الأهم كيف تتدخل “إيران” في “العراق” ؟.. “إيران” تُريد المحافظة على “العراق” والحيلولة دون اندلاع حرب طائفية، أو أهلية. وحين ظهر تنظيم (داعش) لم يكن من أي طرف خارجي على استعداد للتعاون مع “العراق” إلا “إيران”؛ التي لم تتورع عن تسخير كل إمكانياتها لـ”العراق”.
وبالتالي أصبحنا على قناعة بأن التدخل الإيراني في “العراق” يخدم مصالح البلدين.
العراق غير قابل للتطبيع مع إسرائيل..
“ستاره صبح” : مع صعود تيار “الصدر” هل يتعامل “العراق” مع “إسرائيل” ؟
“محمد علي الحكيم” : لا.. فلو تقوم كل الدول العربية بالتطبيع مع “إسرائيل”؛ فإنها تعلم أن “العراق” لن يفعل.
وأن هذا التعاون بالتأكيد لن يُثمر. وهي تعلم أن “العراق” أهم دولة يمكن التعامل معها، وهي تعلم مدى خطورة هذا البلد من خلال عمليات الرصد.
لا مشكلة في علاقات سعودية مع العراق..
“ستاره صبح” : كيف تُقيم علاقات “الصدر” مع “السعودية” ؟
“محمد علي الحكيم” : لن تكون هناك علاقات؛ طالما توجد مشاكل. و(التيار الصدري)، كالكثير من الفصائل العراقية؛ لا يواجه مشكلة مع “السعودية”، ولكن يبدو أن معظم المداخلات السعودية في الشأن العراقي سلبية.
ونحن نتوقع أن يكون لـ”العراق” حكومةً وشعبًا علاقات حسنة مع كل دول العالم إلا “إسرائيل”. وما من مشكلة بخصوص الوجود السعودي في “العراق” أنه يخدم مصالح البلدين.