27 يوليو، 2025 11:46 م

صحافي إسباني : أهالي الموصل لم يعترضوا الدواعش في 2014 هرباً من حكومة المالكي

صحافي إسباني : أهالي الموصل لم يعترضوا الدواعش في 2014 هرباً من حكومة المالكي

خاص : كتبت – آية حسين علي :

يقولون إن الموصل هي المدينة “ذات الربيعين” لاعتدال الطقس بها خلال فصلي الربيع والخريف، ويطلق عليها أيضاً “المدينة الخضراء” أو “الحدباء” إشارة إلى منارة مسجد “النوري” التي دُمرت مؤخراً على يد تنظيم “داعش” الإرهابي.

وكان زعيم التنظيم قد أعلن من خلال هذا المسجد خلافته، ثم بدأت العناصر تنتشر في مناطق مختلفة من العراق.

وتمتلئ المنطقة السياحية في المدينة بالنقوش الشرقية لنهري دجلة والفرات وعلى الجانب الآخر تمتد البلدة القديمة بشوارعها الضيقة والمساجد والكنائس المنتشرة بها.

أطماع تاريخية..

سيذكر التاريخ أن فرنسا خلال مفاوضات اتفاقية “سايكس بيكو” وضعت مدينة الموصل ضمن نطاق سيطرتها، كما أن بريطانيا كانت تطمع في السيطرة على الثروة النفطية الغنية بها لكنها تمكنت من وضع بغداد والبصرة تحت إدارتها حتى استقلال العراق عام 1932.

ضربة هزت العالم..

كان سقوط الموصل في أيدي تنظيم “داعش” في حزيران/يونيو عام 2014, بمثابة ضربة قوية هزت العالم كله، كما استولى التنظيم الإرهابي على منشآت حيوية وقنوات تليفزيونية والمطار ومحافظة نينوى كما سيطر على فروع البنك المركزي العراقي الموجودة في المدينة، بينما انسحب القادة العسكريون بالجيش العراقي ولم تتمكن قواته من الصمود أمام الميليشيات، وانتشر الخوف في قلوب الجميع خشية أن يتمكن التنظيم من التقدم والسيطرة على العاصمة بغداد، فيما استقبل جزء من الشعب العراقي الإرهابيين استقبال المحررين.

رغبة السنة في التخلص من القمع والتهميش..

قال الصحافي ومراسل صحيفة “لا بانغوارديا” الإسبانية، “توماس ألكوفيرو”، إنه تمكن من زيارة أحد مخيمات اللاجئين الفارين من الموصل، خلال الأيام الأولى من المعارك عام 2014.

وروى أن أكثر ما سبب له الدهشة هو أن معارضة جزء كبير منهم لقصف القوات التابعة لرئيس الوزراء آنذاك، “نور المالكي”، للإرهابيين كانت أشد من رفضهم لهجوم المعتدين، وكثير منهم كانوا يعتقدون أن هزيمة القوات المسلحة على يد “داعش” تعني نهاية القمع والتهميش الذي يتعرضون له في ظل حكومة “المالكي”، لكن هذه الطموحات ذابت كالجليد بعد رؤية الوحشية والقسوة وتشدد ميليشيا “البغدادي”.

وأصيح المدنيين محاصرين بسبب سقوط الضحايا واستخدامهم كدروع بشرية أو أخذهم رهائن، واستغرق الجيش 8 أشهر كي يتمكن من استعادة الموصل.

وشارك في المعارك إلى جانب الجنود ميليشيات شيعية وأكراد بدعم من عسكريين أميركان، كما بذلت حكومة بغداد الكثير من الجهد لمقاومة طموحات تركيا في التدخل العسكري.

والآن بعد التحرير نقول بأن إعادة النظام والاستقرار إلى الموصل لن يكون من السهل أبداً.

ومن المتوقع أن تخسر عناصر “البغدادي” المناطق التي يسيطر عليها في سوريا أيضاً, لكنه سيظل يمثل تهديداً عنيداً من خلال حرب الرعب والأعمال التخريبية التي قد تصل إلى نصف بلدان العالم.

ورغم أن التنظيم يعاني حالياً من الهشاشة والضعف الشديد نتيجة النجاحات التي حققتها القوات العراقية، إلا أنه يبدو أنه ليس سهلاً إسقاطه نهائياً في العراق وسوريا لأنه تمكن خلال فترته الأكثر قوة من الوصول إلى بدائل له في المنظمات القضائية السياسية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة