26 أبريل، 2024 3:56 م
Search
Close this search box.

صحافيين أكراد : حان الوقت لبريطانيا أن تصلح خطأها في تذويبنا بدولة العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

يشرح الصحافي الكردي “نورالدين وايسي”، المدير العام لشبكة أخبار “Kurdistan24″، لماذا يجب على بريطانيا الاعتراف بإقليم كردستان المستقل في الاستفتاء الذي ستجري فاعلياته في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وهو الاستفتاء الذي يحدد مصير العلاقة الفيدرالية بين الإقليم وبين الحكومة المركزية في بغداد.

ويوضح الصحافي “وايسي”، في مقال منشور له بصحيفة “تليغراف” البريطانية، أن العلاقات بين كردستان وبريطانيا تعود إلى ما يقرب من قرن.

الجذور الاستعمارية لذوبان الأكراد في العراق الحديث..

محمود حفيظ برزانجي

بحسب قول “وايسي”، يحمل الأكراد بريطانيا العظمى، أكثر من أي طرف آخر، مسؤولية إدراجهم في دولة العراق خلال الحرب العالمية الأولى، حيثُ قسمت بريطانيا وفرنسا المنطقة إلى مجالات نفوذ في معاهدة سرية – اتفاق (سايكس بيكو) – وهي اتفاقية سريه تم توقيعها في أيار/مايو 1916، بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصريه، بمقتضاها تقاسمت بريطانيا وفرنسا الأراضي العربية ما بين إيران والبحر المتوسط، حيثُ أخذت فرنسا منطقه “سوريا”، وبريطانيا سيطرت على منطقه شملت “العراق الجنوبي، وحيفا، وعكا” على البحر المتوسط، أما بالنسبة للأراضي الواقعة ما بين المنطقتين اتفقوا على أن تكون موقع لدولة عربية مقبلة، بحيث يخضع القسم الشمالي منها لفرنسا والقسم الجنوبي لبريطانيا، دون إبلاغ سكان المناطق التي كانوا يخططون للحكم فيها، ناهيك عن السعي للحصول على موافقتهم.

وتابع: “ثم أنشأت بريطانيا العراق الحديث في عام 1921، وفي هذه العملية، قسمت كردستان التاريخية وأدخلت عدداً كبيراً من السكان الأكراد إلى بلد ذي أغلبية عربية”.

وأضاف “وايسي”: “وعدّ الحلفاء الأوروبيون الأكراد في معاهدة (سيفر) عام 1920، بإعطائهم حق تقرير المصير، لكنهم في معاهدة (لوزان) ألغوا هذا البند، ونادراً ما يتم الاعتراف بمدى المعارضة داخل الحكومة البريطانية لإدماج الأراضي التي يسكنها الأكراد في دولة العراق الجديدة الآن”.

وقد عارضت شخصيات بارزة، من بينهم اللورد “كرزون” وزير الخارجية البريطاني هذه الفكرة. كما أن مكتب الهند، الذي كان مسؤولاً عن العراق حتى أوائل عام 1921، بقيادة “ونستون تشرشل”، عقد مؤتمراً في القاهرة خلال آذار/مارس 1921، لتطوير نهج استراتيجي تجاه موقف بريطانيا بعد الحرب في الشرق الأوسط. وكان الرأي السائد في ذلك المؤتمر مشابهاً، الذي عبر عنه بشكل صريح “تي. لورانس”، وهو “لورانس العرب” المشهور قائلاً: “لا ينبغي وضع الأكراد تحت حكومة عربية”.

وحذر “تشرشل” من أن الحاكم العربي، الذي يدعمه الجيش العربي، سيتجاهل المشاعر الكردية ويضطهد الأقلية الكردية.

بيرسي كوكس

وهنا جاء دور السير “بيرسي كوكس”، بمعاونة نائبه “أرنولد. تي. ويلسون”، والذي ذهب إلى العراق ليهيئ الرأي العام العراقي إلى تقبل فكرة الحكومة العربية، التي يزمع إقامتها، والتي أرسلته حكومته من أجل التفاهم على إنشائها، فكان قد ذهب إلى العراق أول مرة مع الجنرال “مود” بوظيفة حاكم سياسي من قبل القائد العام في العراق 1917، ثم نقل إلى طهران ليتولى منصب الوزير المفوض البريطاني، وعاد ثانية إلى العراق 1920 لتهدئة الحالة وتشكيل الحكومة المؤقتة، فألفها برئاسة “عبد الرحمن النقيب”، وكانت حكومة غير فاعلة، حيث كانت السلطة بيد المستشارين.

وحضر “كوكس” مؤتمر القاهرة، لدرس شؤون الشرق الأدنى، وهو الذي اقترح تأسيس الجيش العراقي ليخفف من أعباء بريطانيا، وهو الذي أجرى التصويت العام والمناداة بالامير “فيصل بن الحسين” ملكاً على العراق، تأييداً لقرار مجلس الوزراء في 11 تموز/يوليو 1921.

وكانت النتيجة عقود من الصراع الأهلي، تعود إلى الزعيم الكردي الشهير الشيخ “محمود حفيظ برزانجي”، الذي قاد اثنين من الانتفاضات الكبرى وترأس مملكة كردية قصيرة الأجل في “السليمانية”، وسحقتها القوات البريطانية في عام 1924.

إقليم كردستان هو المنطقة الوحيدة التي تحمي جميع حقوق الأقليات الدينية..

في وقت لاحق، نمت بغداد بشكل أكثر وحشية، وخاصة تجاه الأكراد، الذين تعرضوا لوقوع حوادث قتل جماعي متكررة، وبلغت ذروتها في حملة الإبادة الجماعية، التي قام بها “صدام حسين” (الغنائم)، والتي استخدم فيها النظام مراراً الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وقتل أكثر من 182.000 شخص.

واستطرد الصحافي الكردي “وايسي” قائلاً: “ليس من المستغرب أن الشعب الكردي لا يشعر بأنه جزء من كيان سياسي يدعى العراق، ولم ننس القمع الوحشي للنظم العراقية المتعاقبة التي سعت إلى القضاء على هويتنا كأمة منفصلة ومتميزة.

تشرشل

لقد كان “إقليم كردستان”، خلال الربع الأخير من قرن من الزمان، كياناً يتمتع بالحكم الذاتي. وعندما هاجم “داعش” العراق في عام 2014، كانت “البشمركة” الكردية، (القوات العسكرية)، التي تحتجز الخط قد منعت “داعش” من اجتياح البلاد. ومنذ ذلك الحين، لعبت “البشمركة” دوراً رئيساً في دفع التنظيم الإرهابي وهزيمته.

وقد أظهر “إقليم كردستان” احترامه للقيم الغربية. لتعد من بين المناطق القليلة في الشرق الأوسط المضطربة، التي تحمي فيها حقوق جميع الأقليات الدينية، وممارسة شعائرها الدينية دون خوف.

وكما أوضح رئيس كردستان “مسعود بارزاني”، إن دولة كردستان في المستقبل لن تكون كياناً مركزياً، بل سيكون نظاماً اتحادياً تتمتع فيه كل مقاطعة بحكومتها المحلية وبرلمانها. وتعهد أيضاً بأن حكومة كردستان سوف تعكس جميع المكونات المختلفة في المنطقة وتعزز التعايش بين تعدد الجماعات الإثنية والدينية.

ويتوقع الصحافي “نور الدين ويزي” أن تصوت أغلبية ساحقة من شعبه بـ(نعم) في استفتاء الاستقلال المقرر له يوم 25 أيلول/سبتمبر الجاري، ويأمل هو والشعب الكردي أن تدعمهم المملكة المتحدة لتصحيح خطأ عريق قامت به منذ قديم الأزل، عندما تم التحايل على حكم أفضل من الرجال مثل “تشرشل”، من خلال مناورة بيروقراطية محددة، وهكذا تكون ساعدت المملكة المتحدة على إنهاء مآساة شعب كردستان، الذي تسببت فيها، والذي عانى من أسى وحزن كبيرين في السنوات الطويلة منذ ذلك الحين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب