خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
بلغ مشروع تطبيع الدول العربية مع “إسرائيل” مرحلة جديدة؛ حيث تُشارك “الإمارات” و”البحرين” حاليًا في مناورات مشتركة مع “إسرائيل”، وبالطبع “أميركا”، في “البحر الأحمر”.
في الوقت نفسه؛ زار وزير الخارجية الإماراتي مؤخرًا، العاصمة “دمشق”، في محاولة للتطبيع العربي مع “سوريا”، التي لم تكن تملك حليف بالمنطقة سوى “إيران”.
وهذه المساعي الإماراتية تحمل رسالة مؤثرة إلى “إيران”. وللحديث عن المغزى من هذه التحركات؛ حاورت صحيفة (شرق) الإصلاحية الإيرانية، الخبير في الشأن الإقليمي: “صباح زنگنه”…
تبعات كارثية للمناورات “الإماراتية-الإسرائيلية” على المنطقة..
صحيفة “شرق” : ما قصة المناورات التي تقودها “إسرائيل” بالتعاون مع “الإمارات” و”البحرين” ؟
“صباح زنگنه” : هذه المناورات بمثابة مُحفز أو حلوى إسرائيلية لـ”الإمارات”، بينما تنطوي من المنظور الجيوسياسي، والبيئي، والاقتصادي، والاجتماعي على الكثير من القضايا.
وتحرص “إسرائيل” على تحفيز الدول النفطية: كـ”السعودية والإمارات”؛ للإنضمام إلى هذا المشروع؛ رغم تبعاته السيئة، وبخاصة على “فلسطين” المحتلة.
وسوف تؤثر هذه التبعات على “قناة السويس”، وقد تسبب في كارثة اقتصادية للجانب المصري.
من جهة أخرى؛ سوف يتسبب هذا المشروع الإسرائيلي في أضرار بالغة للجانب الأردني وسيُفضي إلى كوارث بيئية في المنطقة.
ومن المنظور التنفيذي فإن مشاركة “إسرائيل” في هذا المشروع؛ يعني عمليًا الدخول في منافسة مع “لبنان” و”فلسطين”، وكذلك “سوريا” و”مصر”.
على كل حال، تسعى “إسرائيل” للحصول على إمتيازات من “الإمارات”؛ أحدها يتعلق بالاستثمار والثاني تأمين المصادر النفطية.
الإمتيازات الإمارتية في سوريا..
صحيفة “شرق” : ما هي تداعيات زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى “سوريا” على العلاقات مع “إيران” ؟
“صباح زنگنه” : فشلت محاولات إسقاط الحكوة السورية وبناء نظام جديد. ومن جهة أخرى؛ تمكنت “سوريا” من المقاومة مدة 11 عامًا؛ وإثبات وجودها وقدراتها.
ووجود “تركيا” في الشمال الشرقي السوري يُمثل تهديدًا لـ”الإمارات” و”السعودية”. ووجود “تركيا”، (باعتبارها رمز للإخوان المسلمين)، في “سوريا” أو “العراق” يُمثل تهديد لـ”الإمارات”؛ بسبب القرب من “سوريا”.
من جهة أخرى؛ يعتبر إعادة إعمار “سوريا” فرصة كبيرة تسعى “الإمارات” للاستفادة منها. لذلك عليها تغيير سياساتها السابقة تجاه “سوريا” وسلوكياتها العدائية ومساعيها لإسقاط الحكومة والنظام؛ والتوقف عن دعم الفصائل الإرهابية.
فإن فعلت رغبة في التواجد بـ”سوريا”؛ فسوف ترحب “الجمهورية الإيرانية”، لأنها سوف تُثبت أن صدق النوايا الإيرانية من دعم الحكومة السورية، وصحة التحليلات الإيرانية.
مكاسب إيرانية..
صحيفة “شرق” : رغم هذه التحديات لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ يوجد معدل تجاري مرتفع مع “الإمارات”. ووفق مسؤول الجمارك فـ”الإمارات” من أهم: 05 وجهات للصدارات الإيرانية. كيف ترفع “إيران” من مكاسبها في هذا مجال ؟
“صباح زنگنه” : يبدو أن “الإمارات” تعيش أجواءً مقلقة. كذلك فإن “إيران” لا تمتلك في سياساتها وإستراتيجياتها إطار واضح ومحدد لـ”الإمارات”، وحتى لو وجد تعريف، فإنه لم يُفضي إلى التفاهم بين البلدين.
وبالتالي تتخوف “الإمارات” من وجود جار قوي ذات كتلة مؤهلة عمليًا كبيرة؛ ولها سوابق تاريحية وثقافية وقوة مؤثرة في المنطقة والعالم.
ويتعين على “إيران” تقييم هذه المخاوف والدخول في حوار صريح ومباشر مع “الإمارات”. وتسعى “الإمارات” متأثرة بقوى أخرى مدفوعة بوازع من هذه المخاوف، وربما أهداف أخرى، إلى استخدام إمكانياتها في أكثر من مكان واستعراض ذاتها. وهذا الأمر يحتاج إلى فهم اجتماعي ونفسي.
و”الجمهورية الإيرانية”؛ باعتبارها أكبر دول المنطقة تستطيع فهم هذه المخاوف والقضاء عليها. وفي رأيي فإن مجالات التعاون وتطوير العلاقات مع “الإمارات” أكبر من مجرد الحديث عن ترانزيت السلع عبر “الإمارات”.
إن الآفاق كبيرة جدًا ولم تُفتح ولم تُناقش حتى اللحظة، كما أظن. ثمة حاجة إلى النقاش بشكل أساس مع “الإمارات”، لأنها تلقي بنفسها في الماء والنار، وتذهب إلى “إفريقيا” و”أفغانستان” وغيرها من الدول الأخرى، ولهذا نتاج ربما عن إحساس بالقلق والضعف.
ويجب أن تشعر بالطمأنية إلى جوار “الجمهورية الإيرانية”، وأن تكون مجالات تنمية العلاقات وتطوير التعاون كدستور دائم.