كتبت – بوسي محمد :
لم تكن بلادها، ولم تربطها بأهلها أي صلة، شاطرتهم في مصابهم وادمى قلبها على أحزانهم.. ولما لا وهي الفنانة “إريانا غراندي” التي تدرك جيداً بأن الفن هو اللغة المشتركة بين شعوب العالم.
رفضت “غراندي” أن تدير ظهرها لشعب المملكة المتحدة بعد هجوم “مانشستر” البريطانية الأخير الذي استهدف قاعة الحفلات التي كانت تحيي فيها حفلتها وراح ضحيته أكثر من 22 شخصاً، وإصابة 56 آخرون، إذ تخطط لإحياء حفل غنائي تتبرع بأجرها فيه بالكامل لصالح ضحايا هجوم “مانشستر أرينا”.
وقد أعربت “غراندي” عن بالغ حزنها وأسفها بعد الهجوم الأسوأ الذي ضرب مدينة مانشستر، حيثُ كتبت عبر حسابها الرسمي بموقع التدوين المُصغر العالمي “تويتر”: “أنا محطمة من أعماق قلبي.. بعتذر بشدة لا أجد كلمات أقولها”.
التبرع لأسر الضحايا.. 
قالت “غراندي”، في بيان مطول على “تويتر”، إنها تعتزم العودة إلى مدينة مانشستر بكل شجاعة ولا تخشى من أي هجمات محتملة، مشيرة إلى أنها لم تترك أسر الضحايا وسوف تفعل ما بوسعها لجمع الأموال والتبرعات لهم تعويضاً عن الخسائر التي لحقت بهم جراء الهجوم الإرهابي.
وقالت: “اعلم جيداً أنه لا يوجد شيئاً بإمكانة إزالة الذي تشعر به أسر الضحايا، ومع ذلك، فإنني أقدم يدي وقلبي وكل ما أملك لكم”.
وتسائلت باستهجان شديد، “لماذا تجري مثل هذه الأحداث والهجمات الإرهابية ؟”، لافتة إلى أنها لا تجد فيها أي جدوى كونها تبث الرعب والخوف بالمواطنين وتصيبهم بالصدمات النفسية.
واضافت: “لن ندع لتلك العمليات الإرهابية أن تقسمنا.. لن نعمل في خوف ولن نترك بلادنا.. ولن ندع للكراهية مكاناً بيننا”.
وأشارت إلى أن الرد الرادع على تلك العمليات الإرهابية، هو التعانق والتقارب، ومساعدة بعضنا البعض، والغناء بصوت عالي.
واضافت: “سوف أعود إلى مدينة مانشستر الشجاعة بقضاء بعض الوقت مع معجبي، وإحياء حفل غنائي على أرضها لجمع الأموال للضحايا وأسرهم”.
من هي “اريانا غراندي” ؟
وُلدت نجمة البوب الأميركية “أريانا غراندي” – 23 عاماً – في ولاية فلوريدا الأميركية، اقتحمت عالم الغناء منذ نعومة أظفارها، فشاركت في العديد من المسرحيات المدرسية، وبدأت في سن الرابعة عشر خطواتها الأولى في الغناء.
تأثرت “غراندي” بمدربة “ماريا كاري” و”ويتني هيوستن”، وفي عام 2013 اصدرت أول ألبوماتها تحت عنوان “أنت حقاً”.
نجحت “غراندي” بأسلوبها المعاصر والحديث، إذ تعتبر أول فنانة تمزج بين أسلوبي “آر أند بي” الكلاسيكي والبوب العصري، في جذب قاعدة جماهيرية كبيرة من الشباب.
وفي عام 2016، صنفتها مجلة “تايم” الأميركية ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم.
