شيعة سبوا الصحابة فقررت المحافظات السنية ألاضراب

شيعة سبوا الصحابة فقررت المحافظات السنية ألاضراب

كأن تفجيرات الارهاب التي تضرب مناطق العراق المختلفة طائفيا لم تكف لتصعيد الفتنة في هذا البلد فأنبرى شبان شيعة متوجهين الى منطقة الكاظمية الشيعية في بغداد عبر منطقة الاعظمية السنية المقابلة لها على نهر دجلة عبر جسر الائمة ليرددوا بمكبرات الصوت شعارات ضد السنة وسبابا للصحابة وخاصة عائشة زوجة النبي محمد الامر الذي اثار استياء سنيا دعا لاعلان اضراب عام في المحافظات السنية الغربية والشمالية.

فخلال احياء الشيعة العراقيين لمراسم وفاة الامام التاسع لديهم محمد الجواد الموجود ضريحه في منطقة الكاظمية بضواحي بغداد الشمالية الاحد الماضي فقد كان شبان شيعة قادمون من مناطق في العاصمة اليها عبر منطقة الاعظمية حيث يربط بين الجانبين جسر الائمة يستقلون سيارة ويحملون مكبرات صوت فرددوا شعارات استفزازية لاهالي الاعظمية مصحوبة بسباب للصحابة وللسيدة عائشة زوجة النب محمد التي تنتقدها ادبيات الشيعة لخروجها على خلافة الامام علي بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين ورمز الشيعة وذريته ائمتهم الاثني عشر.
وقد اثارت فعلة الشبان هؤلاء اغضيا لدى سنة البلاد فأعلنت الثلاثاء اللجان الشعبية للتظاهرات والاعتصامات في المحافظات السنية الست التي تواصل حراكا شعبيا احتجاجيا ضد الحكومة منذ اواخر العام الماضي عن تنفيذ إضراب عام الخميس المقبل احتجاجا على استهداف الرموز الدينية. وقال المتحدث بأسم هذه اللجان محمد الحمدون في بيان “ان المحافظات الست المنتفضة ستنفذ إضرابا عاما يوم الخميس المقبل احتجاجا على استهداف الرموز الدينية التي تعتبر من اهم المقدسات لدى السنة”. وطالب الحكومة المركزية إلى التدخل لمحاسبة جميع المتجاوزين على الرموز الدينية .. مهددا “برد مناسب تجاه هذا التحدي الذي تجاوز جميع الخطوط الحمراء” من دون توضيح ماهية هذا الرد.
وتأتي هذه الحادثث لتصب الزيت على نار الفتنة الطائفية في البلاد التي تصاعد مؤخرا عبر استهداف مساجد الشيعة والسنة بالتفجيرات اضافة الى خطف واغتيال خطبائها ومؤذنيها ومرتاديها وخاصة في ايام الجمعة. 
وكان انتحاريان فجرا نفسهما مساء السبت الماضي بين زوار شيعة على جسر الائمة ما ادى الى مقتل 64 شخصا واصابة اخرين 176 حيث أصبح هذا الجسر يعتبر معبرًا للموت الطائفي في بلد يمزقه صراع مذهبي. وأعاد التفجيران إلى الاذهان حادث انهيار الجسر عام 2005 عندما كان يعبره مئات الآلاف من الشيعة لإحياء مناسبة دينية إثر شائعة سرت بينهم عن وجود انتحاري سيفجر نفسه لقتلهم.
يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة “منتهكي أعراض” السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية. 
 
دعوات لتدخل الحكومة والمرجيات الشيعية والتصدي لدعاة الفتنة
وطالبت لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب بمحاسبة من اسمتهم دعاة التكفير الذين يسعون لإثارة الفتنة الطائفية وقال عضو اللجنة وليد المحمدي في بيان إ”بين الحين والاخر يخرج لنا ثلة من دعاة التكفير الذين لا همَ لهم الاّ إثارة الفتنة الطائفية وتمزيق اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي بين مكونات الشعب العراقي وذلك بالاعتداء على رموز الإسلام من الآل الأطهار والصحب الكرام”. 
وطالب الحكومة العراقية بأن “تقف موقفا حازما تجاه كل التكفيريين من أي جهة كانت وعدم توفير الغطاء الأمني من الأجهزة الأمنية والحماية اللازمة لهؤلاء المجرمين .. ودعا المرجعية الشيعية بأن  يكون لها موقف واضح وصريح وعدم السكوت عن ” هذا اللعن والشتم أمام مرأى ومسمع العالم الإسلامي أجمع”.
وناشد المحمدي في بيانه المرجعية السنية المتمثلة بالمجمع الفقهي العراقي الى “المزيد من الحكمة وضبط النفس وعدم الانجرار وراء مؤامرة من يريد أثارة الفتنة الطائفية وأن يكون هناك دور لمجلس النواب في تشريع قانون تجريم من يعتدي على رموز الإسلام من آل البيت والصحب الكرام”.

ومن جهته دعا ائتلاف “متحدون” بزعامة رئيس مجلس النواب العراقيين الى عدم الإنجرار وراء محاولات إشعال الفتن التي “يريد اصحابها إغراق البلد في بحر من الدماء”. وقال في بيان صحافي تسلمت “ايلاف” نسخة منه أن تلك المحاولات لن تنال من رموز الاسلام فسيرتهم ودورهم اعظم وأطهر من تلك الشخصيات الهزيلة التي صنعت في مدارس الغل الخارجية .
وتساءل عمن هؤلاء الذين يتطاولون “على قامات الاسلام وفاتحي العراق وإفراغ حقدهم في شوارع بغداد ومنطقة الاعظمية التي عرفت بإجلالها للصحابة الكرام وآل البيت الاطهار ممن لهم مكانة كبيرة في النفوس والقلوب” بحسب قوله.
واكد الائتلاف انه سيقوم برفع دعوى قضائية “لمحاسبة من قام بهذا الفعل المشين بتهمة ازدراء الاديان والمعتقدات” .. وعبر عن الاستغراب “من موقف الحكومة والذي لا يفسر إلا بالرضا عما حصل وهو ما لا يمكن القبول به على الاطلاق”.  
كما طالب النائب عن القائمة العراقية طلال خضير الزوبعي ، القائد العام للقوات المسلحة بمعاقبة الاجهزة الامنية التي سمحت لبعض الزوار برفع شعارات طائفية في منطقة الاعظمية بهدف النيل من وحدة العراقيين.
واشار في بيان بثته الوكالة العراقية للانباء الى انه “في الايام الماضية وقع السياسيون على وثيقة شرف الزموا انفسهم من خلالها بالحفاظ على وحدة البلاد ومحاربة الطائفية”.. وتساءل قائلا “اين السياسيون من تلك الوثيقة ولماذا لم يتخذوا اجراء تجاه ما حصل ؟”. وحذر من ان رفع تلك الشعارات يهدف الى دفع البلاد نحو الحرب الطائفية التي لن يستفيد منها احد الا من لديه مخطط لتقسيم هذا البلد  .
اما الامين العام لحركة “حق” النائب احمد المساري فقد ناشد المرجعيات الدينية الى اتخاذ موقف جاد وحازم تجاه الشعارات التي وصفها بالاستفزازية والرامية الى اثارة الفتنة الطائفية والنيل من وحدة العراق الوطنية. وحذر المساري من “مخاطر صمت الاجهزة الامنية وعدم اتخاذها اجراءات بحق تلك العناصر” .. مشيرا الى ان “ما يدعو للقلق ان تلك الشعارات رفعت امام مرأى ومسمع الاجهزة الامنية في منطقة الاعظمية من دون ان تحرك ساكنا”.
يذكر ان العراق منذ شهر نيسان (ابريل) الماضي تصاعدًا في أعمال العنف بينها تلك التي تحمل طابعاً طائفياً بين السنة والشيعة في بلاد عاشت نزاعًا داميًا بين الجانبين قتل فيه الآلاف بين عامي 2006 و2008 وتسبب بهجرة عشرات الآلاف من مناطق سكنهم. وعادت إلى العراق مؤخرًا اسماء تنظيمات مسلحة سنية وشيعية غابت عن مسامع العراقيين منذ الإنسحاب العسكري الأميركي نهاية العام الماضي، وعلى رأسها تنظيم “دولة العراق الاسلامية” الفرع العراقي لتنظيم القاعدة الذي غيّر اسمه إلى “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
ويوم الثلاثاء الماضي أعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق “يونامي” أن الاعمال الارهابية التي شهدها العراق خلال الشهر الماضي قد تسببت في مقتل 779 عراقيًا واصابة 2133 آخرين. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف “في الوقت الذي يواصل فيه الإرهابيون استهداف العراقيين دون تمييز، أدعو كافة القادة السياسيين لتكثيف جهودهم بغية تعزيز الحوار والمصالحة الوطنية”.
وأضاف أنه “يتعين على الزعماء السياسيين ورجال الدين وقادة المجتمع المدني وقيادات الاجهزة الامنية العمل معاً لوقف نزيف الدماء وضمان شعور كافة المواطنين العراقيين بالتمتع بالحماية على قدم المساواة”. ومنذ بداية الشهر الحالي قتل اكثر من 300 شخص في انحاء متفرقة من العراق واكثر من 5000  منذ بداية العام الحالي بحسب حصيلة رسمية.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة