اثار الانزال الجوي الاميركي في شمال بغداد لتحرير 69 عراقيا يعتقلهم تنظيم “داعش” كان على وشك اعادامهم مواقف عراقية متباينة رفضتها القوى الشيعية وايدتها السنية .
فقد عبرت فصائل وحركات ومليشيات شيعية وقوى سنية عن موقف تراوحت بين الرفض والترحيب من عملية الانزال الجوي وادت الى مقتل عسكري اميركي ونقل 20 عنصرا لداعش الى الولايات المتحدة فيما لم تعلن الحكومة العراقية لحد الان اي موقف من العملية او تنشر تفاصيل عنها.
قوى شيعية تلافض الانزالا الاميركي وتتوعد
وطالب زعيم التيار الصدري الشيعي مقتدى الصدر الحكومة العراقية الى اتخاذ اجراءات لمنع اي تدخل اميركي في أي عمليات عسكرية عراقية في المستقبل. وقال الصدر في بيان صحافي على العملية التي نفذتها قوة اميركية بانزال جوي في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك (225 كم شمال شرق بغداد) أمس وحررت خلالها 69 معتقلا عراقيا لدى تنظيم “داعش” كان على وشك اعدامهم ان مشاركة الجيش الاميركي مع القوات العراقية في هذه العملية يمثل تعديا على الحكومة العراقية واستقلالها .
وشدد الصدر بالقول “لا نقول ان التدخل الاميركي غير مبرر فقط وانما مرفوض وممنوع ايضا”.
ومن جهتها وصفت حركة عصائب اهل الحق بقيادة الشيخ قيس الخزعلي عملية الانزال الاميركي بأنها سابقة خطيرة ومحاولة من الولايات المتحدة للتغطية على فشلها في العراق.. وقالت انه في ظل الانتصارات الكبيرة التي تحققها قواتنا الأمنية وفصائل الحشد الشعبي المقاوم وفشل مايسمى بالتحالف الدولي من تحقيق اي مكتسبات عسكرية تذكر وبهدف الخروج من هذا المأزق الكبير نفذت القوات الاميركية عملية عسكرية برية مفاجئة في قضاء الحويجة وبدون أشعار الحكومة العراقية بذلك”. واضافت ان “العملية تعد خرقاً للسيادة الوطنية وسابقة خطيرة ودليلاً على عدم صدق الادارة الاميركية في ماتقول من ان دعمها للعراق يقتصر فقط على الدعم اللوجستي والاستشاري”.
واشارت الى ان التصرف الأميركي يكرس مفهوم التقسيم كونه جرى دون علم الحكومة العراقية في حين جرى التعامل مع حكومة اقليم كردستان بالرغم من ان الحويجة تابعة للحكومة المركزية وليست ضمن مناطق اقليم كردستان.
ودعت الحركة في بيان اليوم الحكومة العراقية ومجلس النواب الى اتخاذ موقف واضح وصريح مما اسمتها الانتهاكات الاميركية للسيادة العراقية وإجراء التحقيق اللازم لمعرفة ملابسات تلك العملية وأسباب تنفيذها في هذا الوقت بالذات . وحذرت من أن المرحلة التي يمر بها العراق حاليا هي الاكثر خطورة من كل المراحل السابقة حيث لاتزال المؤامرات الشريرة تحاك ضد العراق من قبل قوى الارهاب والظلام .. وقالت انه يجب على الجميع ان يعلم ان ماقامت به القوات الأميركية في الحويجة ما هي الا مؤامرة جديدة ومحاولة يائسة لمصادرة جهود أبناء فصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي المقاوم والايحاء للراي العام ان ما يسمى بالتحالف الدولي جاد في القضاء على التنظيمات الارهابية .
اما كتائب حزب الله العراقية فقد اعتبرت عملية الانزال الجوي تهدف الى “التغطية على التواطؤ الاميركي مع عصابات داعش الإجرامية”.
.. وترحيب سني بالانزال الاميركي
وعلى العكس من ذلك فقد رحب تحالف القوى العراقية السنية بعملية الحويجة لانقاذ محتجزين لدة تنظيم “داعش”.
و قال احمد المساري رئيس الكتلة النيابية للتحالف في بيان صحافي “أننا نقدر عاليا الجهود الكبيرة التي بذلتها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية في الاعداد و التخطيط لهذه العملية النوعية و ما قدمته من دعم لقوات البيشمركه لانقاذ 70 رهينة بينهم 20 من افراد قوات الامن العراقية الذين كانوا محتجزين لدى “داعش”.
وعبر التحالف عن اسفه لمقتل احد افراد قوات التحالف الدولي متأثرا بجراحه خلال العملية و اصابة 4 من عناصر البيشمركة بجروح .
ومن جانبه قال ائتلاف متحدون للاصلاح برئاسة نائب الرئيس العراقي السابق اسامة النجيفي ان عملية الانزال الجوي التي نفذتها الطائرات الاميركية مع قوة خاصة من البيشمركة في قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك تعتبر تطورا ينبغي فهمه والوقوف على مدلولاته وبيان الموقف من العملية .
وقدم الائتلاف “الشكر والتقدير” للولايات المتحدة الاميركية على ما قدمته من تضحية من اجل انقاذ عراقيين يواجهون الموت والاعدام المرتقب على ايدي الارهابيين .. كما ثمن دور “قوة الباسلة من رجال البيشمركة الذين قدموا تضحية جليلة عبر عملية نوعية لانقاذ الاسرى في سجن داعش بالحويجة “.
واشار الى انه يقدر ايضا تضحية احد الضباط الاميركان الذي دفع حياته ثمنا لانقاذ مجموعة من البيشمركة حوصروا اثناء العملية “علما بان القوة الاميركية لم تكن مكلفة بالتدخل المباشر وكان تدخل الضابط مبادرة شخصية هدفها انقاذ زملاء سلاح من البيشمركة “. وقال ان الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بعدم التدخل على الارض حيث ان مشاركتها تتضمن تقديم الدعم والمشورة والامور اللوجستية فضلا عن الدعم الجوي في استهداف اوكار وتجمعات تنظيم داعش الارهابي وبالتالي يعد مقتل الضابط حدثا عرضيا لا يمثل تغييرا في نهج الولايات المتحدة العسكري في التعامل مع داعش على الارض العراقية .
واشار ائتلاف متحدون للاصلاح الى ان هذه العملية النوعية المشتركة بين الاميركان عبر توفيرهم وتجهيزهم طائرات الانزال وبين قوة خاصة من البيشمركة بهدف تنفيذ الواجب واطلاق سراح الاسرى من جنود الفرقة الثانية عشرة وعدد من مواطني الحويجة فضلا عن اعتقال عدد من قيادات داعش تستوجب التحية لهدفها الانساني العميق في انقاذ ابرياء من موت محقق وكسر شوكة الارهاب عبر عملية انزال نوعية ناجحة .