وكالات – كتابات :
أصدر “مجلس الأمن الدولي”، الجمعة 13 آيار/مايو 2022، بيانًا يُدين بشدة مقتل الصحافية الفلسطينية؛ “شيرين أبوعاقلة”، برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيتها اقتحامًا في “مخيم جنين”، في وقت كشفت فيه القناة الـ (12) الإسرائيلية تقارير جديدة تؤكد تورط “تل أبيب” في اغتيال “أبوعاقلة”؛ إذ قالت إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي؛ “أفيف كوخافي”، استمع إلى تقارير داخلية، أظهرت أن الجيش الإسرائيلي هو من أطلق النار على “شيرين أبوعاقلة”، وأن ذلك مُرجح بقوة.
بيان المجلس دعا إلى إجراء تحقيق فوري وشامل وشفاف وعادل ونزيه في مقتل “أبوعاقلة”، مشددًا على الحاجة إلى ضمان المساءلة بشأن مقتلها.
كما أكد البيان على وجوب حماية الصحافيين بصفتهم مدنيين، وأضاف أن المجلس سيواصل مراقبة الوضع عن كثب بعد مقتل “شيرين أبوعاقلة”.
تقارير جديدة تكشف تورط “إسرائيل”..
وبالتزامن قالت القناة الإسرائيلية؛ إن مصدرين أمنيين من “تل أبيب”، قالا إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي طلب التريث بالنشر حول احتمال إطلاق جنوده النار على الزميلة؛ “شيرين أبوعاقلة”، وطلب إجراء إعادة تمثيل لما جرى بحضور خبراء، كما اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في الاجتماع بأن احتمال قتل جندي إسرائيلي لـ”شيرين أبوعاقلة”؛ عن طريق الخطأ قائم بالفعل.
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه النيابة الفلسطينية العامة، في أولى نتائج تحقيقات أولية لها حول اغتيال الصحافية؛ “شيرين أبوعاقلة”، أن الجيش الإسرائيلي كان مصدر إطلاق النار: “الوحيد” لحظة إصابتها قبل استشهادها؛ الأربعاء.
ونشرت النيابة، في بيان، نتائج تحقيقاتها الأولية في مقتل: “أبوعاقلة”؛ بمدينة “جنين”، صباح الأربعاء 11 آيار/مايو 2022، والتي أكدت فيها تعمُّد الجيش الإسرائيلي: “ارتكاب جريمته”.
أوضح البيان أن: “إجراءات الكشف والمعاينة لمسرح الجريمة بيّنت وجود آثار وعلامات حديثة ومتقاربة على الشجرة التي أصيبت قربها شيرين، ناتجة عن إطلاق النار بشكلٍ مباشر باتجاه موقع الجريمة”.
وأضاف أنَّ: “تمركز أقرب قوة إسرائيلية كان يبعد عن؛ أبوعاقلة، عند إصابتها نحو: 150 مترًا، وكانت ترتدي الزي الصحافي والخوذة الواقية”.
كما لفت إلى أن: “إطلاق النار تجاه المكان استمر إلى ما بعد إصابتها، ما أعاق محاولات الوصول إليها لإسعافها من قبل زملائها والمواطنين”.
وأكدت النيابة العامة أن: “نتائج التقرير الأولي للطب العدلي تُشير إلى أن سبب الوفاة المباشر هو تهتك الدماغ، الناجم عن الإصابة بمقذوف ناري ذي سرعة عالية نافذ إلى داخل تجويف الجمجمة من خلال جرح المدخل”.
اغتيال “صوت فلسطين”..
والأربعاء، أعلنت “وزارة الصحة” الفلسطينية استشهاد مراسلة قناة (الجزيرة) القطرية، “شيرين أبوعاقلة”؛ (51 عامًا)، جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة “جنين”.
واتهمت كل من “السلطة الفلسطينية” وشبكة (الجزيرة)؛ “إسرائيل”، بتعمُّد قتل “أبوعاقلة” بإطلاق النار عليها، بينما كانت تُمارس عملها، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن تقديراته الأولية تُفيد بأنها: “قُتلت برصاص مسلحين فلسطينيين”.
في غضون ذلك؛ أدانت “وزارة الخارجية” الفلسطينية اعتداء الشرطة الإسرائيلية على جنازة الصحافية؛ “أبوعاقلة”، بـ”القدس الشرقية”.
وقالت الوزارة في بيان؛ أطلعت عليه (الأناضول) التركية، إن الشرطة الإسرائيلية: “اعتدت على نعش الشهيدة؛ أبوعاقلة، والمواطنين الذين يحملونه، ومنعت خروج الجثمان من المستشفى بالقوة وقمعت مسيرة التشييع”.
كما أدانت “الخارجية” الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الشرطة الإسرائيلية لفرض مزيد من التضييق على مسيرة الجنازة، ومنع أعداد كبيرة من الفلسطينيين من الوصول إليها والمشاركة فيها، ومنع رفع العلم الفلسطيني والهتافات.
واعتبرت أن هذا الاعتداء يُعبر عن: “إرهاب دولة منظم لم يكتفِ بإعدام الشهيدة الصحافية؛ أبوعاقلة، بدمٍ بارد، بل طارد جثمانها حتى دفنها”.
في وقت سابق من الجمعة، هاجمت الشرطة الإسرائيلية؛ فلسطينيين، بعد شروعهم في تشييع “أبوعاقلة”، ما أدى إلى إصابة عشرات منهم، بينما زعمت الشرطة الإسرائيلية أن: “المشيعين خرقوا القانون واستغلوا الجنازة للإخلال بالنظام”.
و”أبوعاقلة”؛ من مواليد مدينة “القدس”؛ عام 1971، ومن أوائل مراسلي قناة (الجزيرة)، التي انضمت إليها عام 1997.
“بايدن” يتجنب إدانة ما حدث بجنازة “أبوعاقلة”..
تجنَّب الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، الجمعة 13 آيار/مايو 2022، إدانة أعمال العنف التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال مراسم تشييع جنازة صحافية (الجزيرة)؛ “شيرين أبوعاقلة”، في مدينة “القدس” المحتلة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي، شهد سؤاله عما إذا كان سيُدين قيام القوات الإسرائيلية بالتعدي وضرب المشاركين في جنازة؛ “شيرين أبوعاقلة”، وقال: “لا أعرف التفاصيل الكاملة لما حدث؛ (خلال مراسم جنازة شيرين أبوعاقلة).. لكني أعلم أنه يجب فتح تحقيق في الأمر”.
“البيت الأبيض” يدعي انزعاجه..
قبيل المؤتمر الصحافي لـ”بايدن”، أكدت متحدثة “البيت الأبيض”؛ “جين ساكي”، أن الإدارة الأميركية: “منزعجة بشدة” إزاء مشاهد العنف المرتكب من قبل القوات الإسرائيلية خلال جنازة الصحافية؛ “شيرين أبوعاقلة”.
كما أدانت “ساكي”؛ ما وصفته بأنها مقاطع مصورة: “مزعجة للغاية لشرطة إسرائيلية تحمل هراوات وتقتحم جنازة مراسلة قناة (الجزيرة)؛ (المواطنة)، الأميركية؛ شيرين أبوعاقلة”.
في حين أضافت: “نأسف لاقتحام ما كان ينبغي أن يكون مسيرة سلمية. لقد طالبنا باحترام موكب الجنازة والمشيعين والأسرة في هذا الوقت الحساس”.
في السياق، أعربت مبعوثة “الولايات المتحدة” لدى الأمم المتحدة؛ “ليندا توماس غرينفيلد”، عن حزنها الشديد إزاء العنف الممارَس من قبل القوات الإسرائيلية خلال جنازة: “أبوعاقلة”.
قالت “غرينفيلد” على (تويتر): “أشعر بالحزن الشديد من صور جنازة؛ شيرين أبوعاقلة”، وأضافت: “يجب التعامل مع مأساة قتلها بأقصى درجات الاحترام والرصانة والعناية”.
هجوم إسرائيلي على جنازة “أبوعاقلة”..
يُذكر أنه وفي وقت سابق من الجمعة، هاجمت الشرطة الإسرائيلية؛ فلسطينيين، بعد شروعهم في تشييع جثمان الصحافية؛ “أبوعاقلة”، بـ”القدس الشرقية”.
حيث حاول المشيعون الفلسطينيون الخروج من “المستشفى الفرنسي”؛ في حي “الشيخ جراح”، وهم يحملون الجثمان، وسط ترديد شعارات وطنية والتلويح بالأعلام الفلسطينية.
من جانبه؛ قال (الهلال الأحمر) الفلسطيني، في بيان، إن: “عشرات الفلسطينيين أصيبوا خلال اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمستشفى الفرنسي”.
في المقابل أوضحت الشرطة الإسرائيلية، في بيان: “قيام مشاغبين بخرق القانون، وأعمال شغب واستغلال الجنازة، والإخلال بالنظام قبل بداية المراسم”.
إدانات عربية لما حدث في الجنازة..
في سياق موازٍ أدانت “قطر” و”مصر”، الجمعة، اعتداء الشرطة الإسرائيلية على جنازة الصحافية الفلسطينية؛ “شيرين أبوعاقلة”، خلال تشييع جثمانها في مدينة “القدس” المحتلة.
حيث أعربت “وزارة الخارجية” القطرية، في بيان أطلعت عليه (الأناضول)، عن إدانتها واستنكارها الشديدَين لمنع شرطة الاحتلال الإسرائيلي في “القدس”؛ خروج جثمان الإعلامية؛ “أبوعاقلة”، من “المستشفى الفرنسي”، وقمعها مسيرة التشييع.
قالت “الخارجية”؛ إن: “سلطات الاحتلال لم تكتفِ بقتل شيرين بدم بارد أثناء أداء واجبها، بل استمرت في إرهاب المدنيين والمشاركين في الجنازة حتى مثواها الأخير، ما يعكس وحشية نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وتجرده من القيم الإنسانية كافة”.
كما شددت على: “ضرورة وقف إسرائيل إجراءاتها التعسفية بشكل فوري”، مجددةً دعوة دولة “قطر” إلى: “مساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن جريمة اغتيال؛ أبوعاقلة، وتقديم الضالعين فيها إلى العدالة الدولية”.
“مصر” تُدين انتهاكات إسرائيل..
من جانبها؛ قالت “وزارة الخارجية” المصرية، في بيان عبر صفحتها بـ (فيس بوك): “نُعرب عن رفضنا وإدانتنا البالغة للاعتداءات التي تعرضت لها جنازة الإعلامية الراحلة؛ أبوعاقلة، من قِبل السلطات الإسرائيلية”.
حيث أكد السفير “أحمد حافظ”، متحدث الخارجية، حسب البيان، أن: “مثل تلك الاعتداءات غير المقبولة أو المبررة تُمثل انتهاكًا لحقوق الشعب الفلسطيني ولحرمة الموتى، وتؤدي إلى زيادة الإحتقان وعدم الاستقرار في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
“الاتحاد الأوروبي” يُدين انتهاكات إسرائيل..
من جانبه؛ أدان “الاتحاد الأوروبي”، الجمعة، تدخُّل الشرطة الإسرائيلية ضد مشيعي جثمان الصحافية الفلسطينية؛ “شيرين أبوعاقلة”، جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي؛ “جوزيب بوريل”.
حيث ذكر البيان أن الصور القادمة من مشاهد وقعت خلال جنازة “أبوعاقلة”؛ في “القدس الشرقية”، الجمعة، أصابت “الاتحاد الأوروبي”: بـ”الفزع”. وأضاف: “يُدين الاتحاد الأوروبي الاستخدام غير المتناسب للقوة والمعاملة غير اللائقة من قِبل الشرطة الإسرائيلية تجاه من حضروا الجنازة”.
كما شدد على أن السماح بالوداع السلمي والحداد دون مضايقة وإهانة يُعد أدنى درجات الاحترام الإنساني، وجدد “الاتحاد الأوروبي” دعوته إلى إجراء تحقيق مستقل وشامل في ملابسات مقتل: “أبوعاقلة”.