15 أبريل، 2024 8:52 م
Search
Close this search box.

شهود عيان يروون أهوال مسلمي بورما لـ”تليغرام” : كل ما نريده هو حق الحياة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

من خلال متابعة أعداد مسلمي الروهينغا الفارين من اضطهاد حكومة بورما، نجد أن اعدادهم قفزت لتقارب 125 ألف شخص حتى الآن، وهي دولة آسيوية تعرف أيضاً باسم “ميانمار”، بحثاً عن الأمان في بنغلاديش، حيث يقضي النازحين أكثر من اسبوع سيراً على الأقدام أملاً في الوصول إلى مكان أكثر أمناً على حياتهم, ورغم ذلك لا يبدو أن رحلة النزوح تقارب على النهاية, من وجهة نظر شهود عيان تحدثت إليهم صحيفة “تليغراف” البريطانية.

روت الصحيفة, من خلال مقابلة لاجئي الروهينغا مشاهد مأساوية لأمهات يعانين الجوع والوهن أثناء حمل أطفالهن في الرحلة إلى “بنغلاديش”, بينما يتولى آخرون مسؤولية الجرحى نتيجة اعمال العنف في بورما, وبعضاً آخر يهتم بالمسنين.

عذاب رحلة الهروب..

شاهد محرري الصحيفة البريطانية شاباً روهينغياً يدعى “محمد”، 14 عاماً، يجلس داخل بطانية مربوطة على عصا من البامبو السميك, وهو يرتجف من الحمى وعيناه زائغتان، حيث كان في الخارج للعب مع أصدقائه عندما تعرضت قريته للهجوم وأطلق عليه الرصاص في منطقة الفخذ.

وقالت والدته “ديدار”: “كان فاقداً للوعي, وفقد الكثير من الدماء.. أطلقوا النار علينا بقاذفات صواريخ وبنادق. ورأيت بأم عيني خمسة أشخاص يموتون.. لم يكن هناك وقتاً إلا لجمع الجرحى والقتلى كان علينا تركهم”.

أصيب جرح “محمد” بالعدوى خلال الرحلة التى استغرقت 11 يوماً إلى “بنغلاديش”, إلا أن قامت مجموعة من المارة بمنح امه تبرعات نقدية وإرساله إلى عيادة طبية قريبة تديرها “منظمة أطباء بلا حدود”.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص من “الروهينغا” يعيشون في بورما، حيث حرموا من الجنسية بسبب نزاع مستمر حول ما إذا كان معظمهم من المسلمين البنغاليين أم البورميين.

وفى تشرين أول/أكتوبر من العام الماضى, قامت مجموعة متمردة من “الروهينغا” بتنسيق سلسلة من الهجمات ضد قوات الأمن فى ولاية “راخين” فى بورما, مما أثار اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين.

منذ ذلك الحين تزايدت حدة النزاع, ومع وجود مساحات واسعة من بورما متاحة لدخول الأجانب والعاملين في مجال الإغاثة ووسائط الإعلام، اصبح الحصول على شهادات سليمة من ولاية “راخين” أمر غير أكيد.

وقال “نيبين جانغاداران”, مدير منظمة العمل ضد الجوع في “بنغلاديش”: “أن اعداد الافراد الذين يفرون تستمر فى الارتفاع, ولا يزال يجري حرق القرى البورمية، حتى يمكنك أن ترى الدخان من هنا، من جانب آخر إن حصولنا على السماعدات الإنسانية فقط يساعد في انقاذ ما يمكن انقاذه”.

كوابيس الهروب من القتل..

من ناحبتها تؤكد “خاتيزا سانغانا”، وهي أم لسبعة أطفال، على إن ابنها “كاليم”، البالغ من العمر 15 عاماً، احتجز داخل منزله في قرية “تونغ بازار” عندما أطلق عليها النار من قبل رجال مسلحين, تمكن من الفرار ولكن  بعد ان حرق جلده.

وصف “كاليم” رحلته, التي استمرت 12 يوماً عبر الحدود إلى “بنغلاديش”، قائلاً: “بعض الايام كان علينا أن نتضور جوعاً، حاولنا أن نستريح تحت الأشجار ليلاً، ولكن في كثير من الأحيان لم يستطع النوم أن يغلبنا من شدة الارهاق”.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن روهينغي يدعى “زوكيرانه”, كان يحمل امه ذات السبعين عاماً طوال رحلة الإثنى عشر يوماً ومن وراءه ابنته “ياسمين” البالغة من العمر 19 عاماً التي كانت تبكي دون أي سيطرة على نسفها.

كانت “ياسمين” تحمل كيساً من البلاستيك الأبيض يحتوي على جميع ممتلكات العائلة, تمكنت من إقتناصه من منزلهم قبل الهرب, وكانت تحمله كمعزي لها اثناء البكاء !

واثناء ما كان يتوجه “زوكير” وعائلته إلى مخيم “نايابا” للاجئين, قال: “لقد استخدموا قاذفات صواريخ لمهاجمتنا. وقتلوا الناس وحرقوا حلوقهم”.

وروت شهادة آخرى لأم تدعى “غانيدا”, كانت تحاول تهدئة ابنتها “روجينا”, التي تبلغ من العمر 10 اشهر، بعد مقتل زوجها بالرصاص قبل ستة أيام.

وقالت: “لقد سافرت ستة أيام، كان علي أن أتوسل للحصول على الطعام طول الطريق.. إن  طفلتي جائعة، وهي تبكي طوال الوقت. لكني لا أخاف الآن, لا يوجد الآن أي مدعاة للخوف”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب