15 أبريل، 2024 8:45 ص
Search
Close this search box.

شهادة إسرائيلية .. روسيا تجني ثمار المواجهة بين إسرائيل وإيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

أدت جولة التصعيد التي شهدتها الجبهة الشمالية الإسرائيلية – السورية، يوم السبت الماضي، إلى تعزيز مكانة الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، وأصبح كأنه صاحب الكلمة الأخيرة فى المنطقة. ويحاول المحللون الإسرائيليون منذ ذلك التصعيد دراسة الأوضاع الاستراتيجية وتداعيات التدخل الإيراني في سوريا, والدور الذي يلعبه الدب الروسي في ظل تراجع النفوز الأميركي بمنطقة الشرق الأوسط عموماً وسوريا تحديداً.

الجانب الروسي هو المستفيد..

في هذا السياق نشر موقع (ميدا) العبري مقالاً تحليلياً للكاتب الإسرائيلي، “أليكس غرينبرغ”، قال فيه: “يبدو أن التصعيد الأخير على الحدود الشمالية لإسرائيل قد توقف بسبب التدخل المباشر من جانب الرئيس الروسي «بوتين». وبالطبع ليس هناك دليل مؤكد على ذلك, لكن من خلال مراقبة تسلسل الأحداث يمكن القول إن الغارات الجوية الإسرائيلية قد توقفت بعد المحادثة التي جرت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» والرئيس الروسي، ومن هنا يتبين أن الجانب الروسي تحديداً هو الذي استفاد من أول مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران”.

إسرائيل في حاجة إلى روسيا..

أورد الكاتب تصريحات، “مايكل أورين” – الذي يتقلد منصب نائب وزير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي – في مقابلة له مع شبكة (بلومبرغ)، والتي قال فيها: “إن الدولة العبرية تثق في قدرة الرئيس «بوتين» على منع إنزلاق المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى حرب, في وقت ليس فيه للولايات المتحدة تأثير ميداني. وبالطبع فإن تلك الكلمات التي تم توجيهها إلى الأذن الروسية لاقت استحساناً, لأن الاستفادة التي تحققها روسيا من مثل هذه الأزمات تكمن تحديداً في الإعتراف العلني لدولة إقليمية قوية، (وهي إسرائيل)، بالتفوق الدبلوماسي الروسي وبعجز الدولة العظمى التي ترعاها، وهي الولايات المتحدة الأميركية. معنى ذلك أن جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية أصبحت بحاجة إلى روسيا.

موسكو ضد إنتهاك السيادة السورية..

أشار “غرينبرغ” إلى أن بيان وزارة الخارجية الروسية، الذي صدر بعد التصعيد، لم يوجه لإسرائيل إدانة صريحة، لكنه أعرب عن القلق من “إنتهاك السيادة السورية” وتجاهل تماماً إطلاق الطائرات الإيرانية، بدون طيار، إلى الأجواء الإسرائيلية.

وأضاف، البيان، أن “السلوك الذي يهدد حياة العسكريين الروس المتواجدين في سوريا بطلب رسمي من الحكومة الشرعية غير مقبول بالمرة”. ولا يمكن بطبيعة الحال أن نستخلص من هذا البيان أن عسكريين روس أُصيبوا نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة، ولكن مثل تلك المخاوف تراود الروس بالتأكيد. ويعتقد الروس أيضاً أن إطلاق الطائرة الإيرانية كان رداً على هجوم جوي نفذه سلاح الطيران الإسرائيلي في عمق الأراضي السورية، وبالتالي لا يمكن اعتباره عملاً عدوانياً. وترى أجهزة الاستخبارات الروسية أن تلك المصانع الإيرانية في الأراضي السورية لا تشكل أي تهديد لأمن إسرائيل، لأن إيران مشغولة تماماً بمشاكلها الداخلية والحفاظ على الاتفاق النووي مع أوروبا وإحداث الوقيعة بين أوروبا والولايات المتحدة.

الغارات الإسرائيلية في سوريا تُغضب موسكو..

تحدث الكاتب الإسرائيلي عن مقال نشره مركز دراسات روسي متخصص في الشؤون الشرق أوسطية لأحد الباحثين الروس, يؤكد أن الهجمات الإسرائيلية في عُمق الأراضي السورية، وبالقرب من العاصمة “دمشق”، بدأت تثير غضب موسكو التي تخشى من أن الغارات الجوية الإسرائيلية ستعرقل الاستراتيجية الروسية العامة في سوريا، والتي تهدف إلى تدمير الجيوب التابعة  لقوى الفصائل الإسلامية.

ويتضمن المقالة أيضاً تهديداً ضمنياً، ينبغي لإسرائيل أن تأخذه في الحُسبان، وهو أن “موسكو ربما لن تكبح بعد الآن جماح مضادات الدفاع الجوي لكل من إيران وسوريا، كما أن إيران يمكنها تحريك منظومة الدفاع الجوي المتقدمة من طراز (S-400) إلى الأراضي السورية”. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الباحث الروسي يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتنياهو”، يقوم بتضخيم خطر المحور الإيراني – الشيعي، وذلك لخدمة أجندته الانتخابية. مؤكداً على أن سوريا لن توافق على إطلاق صواريخ من أراضيها لإستهداف إسرائيل ولا حتى رداً على الإستفزاز الإسرائيلي.

طهران لا تريد المواجة..

وفقاً لما يبدو حتى الآن، فإن إيران مشغولة فعلياً بأمور أخرى. ففي حين لا تزال تعزز وجودها في سوريا ولبنان، إلا أنها لا تنوي إشعال مواجهة مع إسرائيل في هذه المرحلة. حيث نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي”، أي وجود لطائرة إيرانية مُسيرة في “الجولان”، ووصف تلك المزاعم بأنها مثير للسخرية, وأضاف أن دور إيران في سوريا يقتصر على “تقديم المشورة”. وفي الحقيقة أن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، قد أشاد بإسقاط الطائرة الإسرائيلية، لكنه نفى بشكل قاطع سقوط أي طائرة إيرانية بدون طيار.

القوات الروسية تعاني في سوريا..

في الختام يرى الكاتب الإسرائيلي أن روسيا لا زالت تواجه صعوبات في سوريا، فيقول: “لا ينبغى أن ننسى بأن روسيا نفسها قد فقدت مؤخراً طائرة مقاتلة وقُتل طيارها، كما أن وسائل الإعلام نشرت تقارير عن مقتل العديد من المرتزقة الروس في غارات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي، وبالتالي لا يمكن القول إن روسيا تعمل في سوريا بهدوء أو دون مُنغصات”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب