9 أبريل، 2024 5:31 م
Search
Close this search box.

“شكرًا بوش.. فضحت حقيقة أميركا” .. غزو العراق “الوحشي غير المبرر” سيظل كابوس “واشنطن” المزمن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

ربما كانت زلة لسان أن يستخدم الرئيس الأميركي الأسبق؛ “جورج بوش” الابن، وصف: “وحشي وغير مبرر” للإشارة إلى غزو “العراق”، في معرض حديثه عن الهجوم الروسي على “أوكرانيا”، لكن المؤكد هو أن الجريمة أصبحت كابوسًا يُطاردهم إلى الأبد.

كان “بوش” الابن؛ يُلقي كلمة خلال حفل في “دالاس”؛ الأربعاء 18 آيار/مايو، وقال: “النتيجة هي غياب الضوابط والتوازنات في روسيا، وقرار رجل واحد شنَّ غزو وحشي غير مبرر بالمرة للعراق”. وصمت “بوش” قليلاً وهز رأسه قائلاً: “أقصد لأوكرانيا”.

“75 عامًا !”، قالها “بوش”؛ وهو يهز رأسه مازحًا، في إشارة إلى أن السبب في ذلك “الخطأ” أو “زلة اللسان” هو تقدمه في العمر، وانفجر الجمهور بالضحك. لكن وصف “جورج دبليو بوش”؛ لغزو “العراق”، بأنه: “وحشي وغير مبرر” قطع آلاف الأميال في لمح البصر ونكأ، في “العراق” وحول العالم، جراحًا لم تندمل بعد رغم مرور نحو 20 عامًا عليها.

غزو “العراق” كان “غير مبرر” بالمرّة..

يصف الأميركيون العملية الروسية العسكرية الخاصة في “أوكرانيا”؛ بأنه: “غزو وحشي؛ وغير مبرر”، بينما تقول “موسكو” إنها عملية عسكرية خاصة تهدف إلى منع عسكرة “كييف”. وهناك اتهامات موجهة للأميركيين بأنهم أحد أسباب إشعال تلك الحرب بهدف احتواء “روسيا”؛ وحرمان “فلاديمير بوتين”، من استعادة مكانة “روسيا” كقوة عظمى على الساحة الدولية.

على أية حال تظل الأزمة الأوكرانية، في طبيعتها، أزمة جيوسياسية عنوانها مناطق النفوذ بين حلف الـ (ناتو)؛ بزعامة “أميركا” من جهة؛ و”روسيا” من جهة أخرى، وهذه هي الحقيقة الوحيدة المؤكدة حتى الآن على الأقل، بحسب جميع الخبراء والمحللين في الشرق والغرب، وسواء كانوا يتبنون وجهة نظر “بوتين” أو وجهة نظر “بايدن” والغرب.

لكن القرار الأميركي بغزو “العراق”؛ لم يكن له ما يُبرره على الإطلاق، بل كان قرار إدارة “جورج دبليو بوش”، التي فشلت في إقناع العالم بمبرراتها، ورغم ذلك أقدمت على غزو دولة ذات سيادة؛ وهي “العراق”، على أية حال.

ففي يوم 05 شباط/فبراير عام 2003، وقف “كولن باول”؛ أمام “مجلس الأمن” عارضًا ملفًا كان الغرض منه إظهار: “أدلة موثوقة” على وجود أسلحة دمار شامل في “العراق”، رغم كونه وزير الخارجية وقتها، ولم يكن دوره يستدعي أن يقوم بنفسه بعرض: “ذلك الملف الاستخباراتي”.

كانت إدارة “جورج بوش” الابن قد استغلت هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، على الأراضي الأميركية لإطلاق ما وصفتها بأنها: “الحرب على الإرهاب”، وغزت “أفغانستان” بعد أقل من شهر على الهجمات الدامية؛ تحت ذريعة رفض حركة (طالبان)؛ وقتها، تسليم قيادات تنظيم (القاعدة)؛ الذي تبنى الهجمات.

ثم أراد “بوش” الابن أن يغزو “العراق” كذلك، لكن لم تكن هناك أسباب يمكن توظيفها لتبرير ذلك الغزو؛ ولو من ناحية الشكل. فالنظام العراقي بزعامة؛ “صدام حسين”، لم تكن له علاقات من أي نوع بتنظيم (القاعدة).

وهذا ليس تحليلاً من معارضين للغزو، بل معلومات أدلى بها؛ “كولن باول”، وزير خارجية “أميركا” وقتها، الذي قال في مقابلاته المتعددة بعد مغادرة منصبه، إنه لم يكن: “متحمسًا” لغزو “العراق”، مؤكدًا أنه لم يطّلع على أي شيء يُشير إلى وجود علاقة بين النظام العراقي وتنظيم (القاعدة).

أسلحة الدمار الشامل.. “كذبة القرن”..

وسعى “بوش” وإدارته ومسؤولوه لترويج ما أصبحت توصف بأنها: “كذبة القرن”، أي امتلاك “العراق” أسلحة دمار شامل، لكن المعارضة الشرسة لتلك الذريعة، سواء خارجيًا أو حتى داخل “الولايات المتحدة” نفسها؛ وحليفتها “بريطانيا”، لم تمنع إدارة “بوش” من “فبركة” الأدلة.

وهكذا وقف “كولن باول”؛ بـ”مجلس الأمن الدولي”، في شباط/فبراير 2003، وقدّم عرضًا مدعمًا بصور أقمار صناعية وتقارير استخباراتية زعمت ملاحقة شحنة من مكونات تستخدم في تصنيع أسلحة بيولوجية وقنابل إشعاعية: “قنابل قذرة”، من “النيجر” في “إفريقيا”؛ حتى وصولها إلى “العراق” وتخزينها في منشآت لتصنيع تلك الأسلحة وتخزينها، مقدمًا صورًا لتلك المواقع المزعومة.

لكن “باول”، الذي قتله فيروس (كورونا)؛ في تشرين أول/أكتوبر 2021، قال لاحقًا عن ذلك العرض: “لقد كان خطأ رهيبًا. وصمة سوف تظل مرتبطة بتاريخي المهني. لقد كان مؤلمًا. لا يزال مؤلمًا حتى اليوم. وسيظل مؤلمًا حتى النهاية”، في إشارة إلى ما قام به من تقديم: “معلومات مفبركة وأدلة لا أساس لها من الصحة”؛ على امتلاك “العراق” أسلحة دمار شامل، مؤكدًا أن: “هذا يجعل نظام صدام يُمثل تهديدًا خطيرًا ومباشرًا على الولايات المتحدة ومصالحها”، بحسب مقابلة معه أجرتها شبكة (ABC) الأميركية؛ عام 2005.

لكن موقع (The Intercept) الأميركي، وبعد 15 عامًا من غزو “العراق”، نشر تقريرًا عنوانه: “كذبة بعد كذبة.. ما الذي كان يعرفه كولن باول عن العراق قبل 15 عامًا وما الذي قاله للعالم ؟”، رصد تفاصيل ما حدث وأعاد تقديم الأدلة الموثوقة على أن: “باول؛ كذب على العالم بشكل واعٍ تمام”.

غزو “العراق” كان “وحشيًا” أيضًا !

لم يكن هناك أي مبرر لغزو “العراق” إذاً، فهل كان ذلك الغزو وحشيًا ؟.. الإجابة يفضحها ليس فقط ماضي “العراق”؛ قبل نحو 20 عامًا عندما حدث الغزو، بل حاضر البلاد الآن أيضًا، إذ أوقع الغزو الأميركي؛ “بلاد الرافدين”، في حقبة دامية في تاريخ البلاد.

الغزو الأميركي نفسه أوقع، بحسب التقارير الأميركية نفسها، أكثر من: 100 ألف مدني، وتلك تقارير متحفظة للغاية وتتحدث فقط عن الفترة من: 2003 وحتى 2011، وهو التاريخ الذي أعلنت فيه “أميركا” الانسحاب من “العراق”. لكن الخراب والدمار والفوضى التي خلفها الغزو الأميركي، من الصعب حصرها بدقة.

فمن فضائح “سجن أبوغريب”، إلى تغذية الطائفية في البلاد ونهب خيراتها من “النفط والغاز” والموارد الطبيعية الأخرى، إلى فرض نظام حكم قائم على المحاصصة الطائفية؛ فتح الباب أمام استشراء الفساد ودمر البنية التحتية لـ”العراق” وأسقطها في قبضة الميليشيات المسلحة، لتتحول البلاد إلى ساحة صراع مفتوحة بين “طهران” و”واشنطن” حتى الآن.

وفي هذا السياق؛ أثارت “زلة لسان”؛ “جورج دبليو بوش”، الذي كان قد تعرض للقذف بالحذاء في رأسه من جانب صحافي عراقي؛ في كانون أول/ديسمبر 2008، عاصفة من الغضب عبر منصات التواصل الاجتماعي في “العراق” وعبر العالم العربي.

وتداولت وسائل إعلام عربية عديدةٌ مقطع الفيديو المذكور. وعلى منصات التواصل، علق صحافيون وباحثون مهتمون بالعالم العربي على المقطع وقاموا بمشاركته على حساباتهم، بحسب تقرير لموقع (فرانس24) الفرنسي.

واعتبر الحقوقي اللبناني؛ “عمر نشابة”، في تغريدة، أن: “جورج بوش؛ قالها بنفسه واختصر كل التقارير والتحقيقات والكتب والخلاصات، وعرّف بشكل واضح، طبيعة الإدارة الأميركية. شكرًا بوش للاختصار”.

فيما رأى الإعلامي العراقي؛ “عمر الجنابي”، في تغريدة أيضًا، أن: “شبح غزو العراق وتدميره يُلاحق بوش الابن، وعقله الباطن يفضحه عندما تفوّق على لسانه، ليؤكد الأخير أن ما جرى في العراق أبشع بألف مرة من الذي يجري في أوكرانيا”.

وفيما لم يُعلق سياسيون كبار أو سلطات البلاد على الأمر، قابل العراقيون على موقع (فيس بوك) الموقف بمرارة. وكتب المستخدم؛ “حمزة قصي”: “الآن تبين الحق من الباطل؛ وإن غزو العراق كابوس يعيش معك طول الحياة وتشعر بعذاب الضمير”.

وكتب “عصام الوسمي”، من جهته: “صدقت الآن، وكذبت وتكلمت بتفاهات عن العراق في السابق”. وكتب “ناهض التميمي”: “ستبقى جريمة احتلالكم للعراق وتدميره كابوسًا يؤرق مضاجعكم ويؤنّب ضمائركم الميتة يا مجرمين”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب