28 مارس، 2024 3:56 م
Search
Close this search box.

شعاراتهم تصرخ بمطالبهم .. الشعوب العربية تحدد مصيرها من الطبقة الحاكمة والطائفية والفساد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

ما يجري في الوطن العربي من حراك مستمر لا يتوقف منذ إنطلاق الثورة في “تونس” و”مصر”؛ وليس انتهاءًا بـ”العراق ولبنان والسودان والجزائر”.. يعني شيئًا واحدًا؛ هو أن هذه الشعوب لم تجد بين الطبقة الحاكمة برمتها من يلبي طموحات الإصلاح والتغيير.. فلم تُعد الإجراءات الترقيعية تجدي نفعًا، وقد أثبتت كافة التجارب العربية أن أنصاف الثورات وأنصاف الحلول تكون أشد كارثية في وقعها من اللاثورة.. ويبدو أن الطبقة الفقيرة والمطحونة، بين سندان الفقر ومطرقة الفساد والقمع، تعي جيدًا أن كل هذه الطغمة شاركت في ضياع البلاد وإذلال العباد لسنوات، وأنه لا رجاء منهم جميعًا.

وتجلت تلك المفاهيم في شعارات بدأت: بـ”الشعب يريد إسقاط النظام “، في ثورتي “تونس” و”مصر”، ولكن الطبقات الحاكمة في بلاد الثورات العربية يبدو أنها لم تفهم الرسالة أو هكذا إدعت لتفسر مفهوم النظام بأنه رأس النظام فقط؛ ويظل الحال كما هو عليه وربما يأتي للحكم أحد رموز النظام القديم، كما حدث في “اليمن”، على سبيل المثال لا الحصر، ومن هنا تطلب الأمر من الحناجر الثائرة أن تُقدم مزيد من التفسير لمعنى: “سقاط النظام”.. النظام كله، ففسر كل شعب بلهجته المحلية الخاصة معنى، “إسقاط النظام”، فظهرت مصطلحات: “شلع قلع”، “كلن يعني كلن”، “ويتحا وقع”.

“شلع قلع”.. العراق..

ففي “العراق”؛ كان الزعيم الشيعي، “مقتدى الصدر”، أول من أطلق شعار: “شلع قلع” كتعبير عن رفضه  للطبقة السياسية الحاكمة، (التي هو جزء منها)، بجملتها، وهو ما لقي قبولًا لدى المتظاهرين الذين كانوا يرفضون كل الطبقة الحاكمة، ولكن سرعان ما ردت الرصاصة التي أطلقها “الصدر” في صدره هو ذاته؛ عندما انقلب على ثورة الشعب ليثبتوا له أنه لا أحد فوق مصلحة شعب “العراق”.

وفي ميدان الثورة تردد شعار: “شلع قلع واللي قالها وياهم”، كانت الجملة التي رددها المحتجون العراقيون ردًا على خطوة رجل الدين الشيعي، “مقتدى الصدر”، التي سحب من خلالها أنصاره من ساحات الاحتجاجات ومهدت الطريق لعمليات قمع حكومية استهدفت المتظاهرين، في “بغداد” و”البصرة” ومدن أخرى، بل وشارك رجاله في عمليات قمع المتظاهرين.

وترددت الهتافات بشكل أساس في “ساحة التحرير”، وسط “بغداد”، وفي “البصرة”، وفي مدينة “النجف”، مسقط رأس “الصدر”.

“ويتحا وقع”.. الجزائر..

لم يتوقف حراك “الجزائر”، منذ عام تقريبًا، ضد نظام الرئيس، “عبدالعزيز بوتفليقة”، في مواجهة أسئلة حول استمراريته، بعد أن فشل في منع انتخاب رئيس محسوب على النظام، في كانون أول/ديسمبر الفائت، وفي وقت يبدو أن هذا النظام استعاد زمام الأمور.

في عامه الثاني يدخل الحراك غير الرسمي وغير المنظم، والمرتكز على عبارتين أساسيتين: “سلمية” و”يتحاو قع”، (ليرحلوا جميعًا)، تختبيء وراءهما مجموعة آراء متباينة وشرخ حقيقي بين الإيديولوجيات، مع تساؤلات عديدة سيضطر إلى الإجابة عنها وبسرعة.

ويرى مراقبون أن الحركة التي يقودها شباب؛ كل شيء يتم فيها بعفوية وبالإكتشاف والتجربة، وكذلك في ظل الاختلافات، وإن كان الحراك الشعبي نجح في دفع بوتفليقة إلى الاستقالة العام الماضي، إلا أن الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها، عبدالمجيد تبون، رئيس الوزراء السابق في عهد بوتفليقة، والذي يُعد نتاجًا خالصًا لـ”النظام”، دفن المطلب الرئيس للحراك، وهو نهاية النظام الحاكم منذ الاستقلال في عام 1962، والدخول في “مرحلة انتقالية” بمؤسسات جديدة.

ولم تصل “الجزائر” بعد إلى الانتقال السياسي، ما زلنا في مرحلة التفكير فيه، فبينما لا تزال التعبئة موجودة يمكننا أن نرى أن هناك صعوبة حقيقية في الانتقال إلى شيء آخر غير التظاهرات الأسبوعية.

نشطاء الحراك متفقون فقط على الشعارين الأساسيين، ولكن ليس على أساليب العمل، ولا على تحويل الحراك إلى مؤسسة. ليسوا متفقين أيضًا على القيادة والقضايا التي يتعين معالجتها. كما أن عدم وجود قيادة خدم الحراك كثيرًا حتى الآن، ومنع اعتقالهم كما كان يحصل مع المعارضة السابقة. وفي الوقت نفسه، فإن غياب شخصيات بارزة يعوق قدرة الحركة على التفاوض مع السلطة.

وبسبب عدم وجود أحزاب معارضة حقيقية ونقابات وصحافة مستقلة في “الجزائر”، فإن قوى المعارضة التي كان من الممكن أن تتولى القيادة؛ ليست موجودة أيضًا، إن “الخيار السلمي الوحيد” للحركة الاحتجاجية “هو إعادة بناء الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية من أجل التحضير للانتخابات المحلية والوطنية”. بذلك، يكون هناك مسؤولون منتخبون قادرون على “نقل صوت الحراك في المؤسسات، لكن المشكلة تكمن في أنه، على الرغم من حبهم للسياسة، لدى الجزائريين ثقة محدودة للغاية في المؤسسات القائمة مع ذلك، بدأت الحركة في تنظيم نفسها على المستوى المحلي”.

لكن الجزائريين الذين عانوا لسنوات من العنف الدموي، يترددون في إتخاذ أشكال أخرى من العمل السياسي، مثل الإضراب العام أو العصيان المدني. فهم: “يفكرون مرتين قبل قرار المواجهة”.

“كلن يعني كلن “.. لبنان..

وفي “لبنان” إنطلقت الشعارات في “ساحة رياض الصلح”، وسط “بيروت”؛ تهتف: “الشعب يريد إسقاط النظام”، و”ثورة ثورة”، “حكومة حرامية”، كان واضحًا أن السبب هو تعثر مؤسسات الدولة اللبنانية في أداء وظائفها الأساسية وتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وتزايد سياسات الإعتماد على نموذج الجباية الضريبية، لذلك كان أهم هتاف: “كلن يعني كلن”، في إشارة إلى المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والنواب، لم تهدأ المظاهرات بل إزدادت اشتعالًا فقام المتظاهرون بقطع الطرق المؤدية إلى “مطار رفيق الحريري”، وحرق القمامة وإطارات السيارات، وتدخلت قوات فض الشغب بإطلاق الغازات المسيلة للدموع، لكن التظاهرات لم تتوقف بل عادت من جديد يومًا بعد يوم وإزدادت الأعداد إلى حجم يُصنف بالأضخم بعد “ثورة الآرز”، في آذار/مارس 2005، بل إن خروج المتظاهرين لم يقتصر على “بيروت” وحدها؛ بل خرج المتظاهرون في مدن كبيرة أخرى كـ”طرابلس وصور والنبطية والبترون”، وقطع المتظاهرون كل الطرق الحيوية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب