19 أبريل، 2024 12:27 م
Search
Close this search box.

“شطرنج سوريا” .. بين الإصلاحيين والأصوليين في إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

في “إيران” تتشابك وتتعارض السياسات الداخلية والخارجية.. وبنفس المقدار تعمل التحركات الإيرانية خارج الحدود على موازنة القوى بين الإصلاحيين والأصوليين، فالهدف من المناورات الداخلية إما تقييد أو فتح منغلق سياسي وتشكل الدبلوماسية الإيرانية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وحاليًا تغيرت موازنة القوى لصالح الأصوليين. بحسب ما نشره موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ نقلاً عن موقع (LOBELOG).

“داعش”.. وإضعاف جبهة الإصلاحيين..

حيث كان قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بشأن الانسحاب من “الاتفاق النووي” بمثابة ضربة قوية بالنسبة للإصلاحيين، وكذلك تؤثر “رقعة الشطرنج السورية” والفتن الطائفية في المنطقة على الحظوظ السياسية للإصلاحيين.

وقد وصلت تداعيات هذه المواجهات، في العام 2016، إلى المحافظات الحدودية الإيرانية ذات الأغلبية السُنية، حيث استطاعت فلول (داعش) الاتصال مع بعض التنظيمات داخل “إيران”.

ورغم أن الوقت مايزال مبكرًا على تقييم تأثير هذه العلاقات، لكن لا شك أن “الإرهاب الوهابي” قد استحال من المنظور الأمني التهديد الأكبر للاستقرار الداخلي الإيراني. وسعى من يعتقدون في مسؤولية “الولايات المتحدة” عن ظهور تنظيم (داعش) والتنظيمات الإرهابية الأخرى، بإعلان هذه المسألة في ضوء تنامي التهديدات الأمنية إلى حشد وتوحيد كل القوى السياسية بغرض دعم “الاتحاد الوطني” و”التحالف الشيعي” وفرض العزلة على الإصلاحيين.

من جهة أخرى؛ لم يحصل الإصلاحيون، حتى الآن، على تأكيد بشأن كيفية رد الفعل على المنافسين. فالبعض يعارض التحركات العسكرية الإيرانية في “سوريا”، والقول بأن الهدف من هذه العمليات هو التنمية الاقتصادية والاجتماعية الإيرانية. وينتظر الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، الإصلاحي، رؤية ما قد يحدث. لكن الأوضاع الإقليمية والعالمية، ومنها قرار “دونالد ترامب” المفاجيء بشأن انسحاب القوات الأميركية من “سوريا”، هيأ أسباب قبول الأصوليين؛ بينما يتأهبون للحرب المقبلة مع العناصر الجهادية المدعومة من “الولايات المتحدة الأميركية”.

الخلافات الداخلية والصراع “الأميركي-الإيراني”..

ويؤثر الخلاف الشديد، بين الأصوليين والإصلاحيين، على قرارات “الجمهورية الإيرانية” بشأن الوضع السوري.

إذ يرقب الأصوليون العالم بنظرة ريبة وشك ويصنفون أي تحدي قد يهدد الأمن الإيراني، ومن ذلك المصالح الإيرانية في “سوريا”، تحت بند الخطر. بل يتعدى الأمر إلى اتهام المعارضة الداخلية بـ”الطابور الخامس”، المدعوم أميركيًا.

في المقابل يعتقد الإصلاحيون أن التعامل مع الغرب، وإن كان محدودًا يقوي في الحقيقة “الجمهورية الإيرانية”. وهذا الاعتقاد ليس نابعًا من رغبة الإصلاحيين بإكتساب ثقة المستثمر الغربي، وإنما منشأه تجربة حياة الكثير من الإصلاحيين في الغرب، وكذلك حصول معظمهم على مؤهل علمي من الجامعات الأوروبية والأميركية.

ولا تقتصر دعاية الإصلاحيين على شعارات: “حوار الحضارات” و”التعامل بلا عنف”، وإنما تأكيد الإعتقاد على ضرورة الموازنة بين النضال بغرض تحقيق الأهداف الإيرانية مع المصالح الأساسية للجمهورية باعبتارها دولة حديثة.

وبعد فوز “حسن روحاني”، في انتخابات 2013، أضحى الفضاء السياسي أكثر انفتاحًا بالنسبة للإصلاحيين لإحياء رؤاهم للنظم السياسية والاقتصادية الأكثر ليبرالية. و”الاتفاق النووي”؛ هو نتاج جهود “روحاني”.

لكن؛ ورغم كل الابتسامات في “جنيف” أثناء التوقيع على “الاتفاق النووي”، خلقت التطورات في “سوريا” و”العراق” واقع جغرافي جديد أفسد جهود الإصلاحيين للتعامل مع الدول الخارجية والانفتاح السياسي الداخلي.

بعد إخفاقات التيار الإصلاحي.. الأمل مازال موجودًا !

ويصنف الأصوليون الإيرانيون، الحرب في “سوريا”، تحت بند “الحرب المذهبية” بين الشيعة والسُنة، والأهم أن العمليات الإيرانية في “سوريا” نابعة عن القلق المتزايد من دور العناصر الجهادية المدعومة من “المملكة العربية السعودية”. ويعتقد الأصوليون الإيرانيون أن الحل الأمثل للمواجهة، مع هكذا تهديد، هو العمليات العسكرية.

وقد جاهد الإصلاحيون بحثًا عن دبلوماسية عالمية للقضاء على هذا التهديد. وفي هذا الصدد تمكن، “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية، بخلق فضاءات حوار السلام في “سوريا”، عام 2014، من إثبات موقفه الواقعي، لكن التنظيمات السورية المعارضة، لاسيما المدعومة من “المملكة العربية السعودية” حالت دون مشاركة “إيران” في المفاوضات.

وهذه التطورات لم تؤثر سلبًا على مكانة “محمد جواد ظريف” فقط؛ وإنما أثرت كذلك على استمرار المباحثات الرامية إلى حل الأزمة السورية دبلوماسيًا. وبالنهاية استدعى الإيرانيون، في أيلول/سبتمبر 2015، “القوات الروسية” إلى المشهد السوري بالشكل الذي خول الإيرانيين إمكانية الهجوم.

من ثم فإن تنامي النفوذ العسكري الإيراني في “سوريا” جعل دور “جواد ظريف”، وباقي حلفاءه من الإصلاحيين في المستقبل السياسي السوري، شبه مستحيل.

لكن مايزال الاختلاف في وجهات النظر بين الأصوليين والإصلاحيين قائمًا؛ ويضع الرئيس، “حسن روحاني”، في موقف بالغ الصعوبة، لأنه مضطر للفصل في الاحتجاجات الداخلية، وأن يكون في الوقت نفسه صدى صوت المنافس الأصولي في إطار مساعيه للوحدة الوطنية. ويبدو أن هدفه من هذه الإجراءات هو خلق نوع من التوزان وشراء المزيد من الوقت بالنسبة للتيار الإصلاحي، الذي من المقرر أن يخوض، في الأعوام 2020 – 2021، انتخابات برلمانية ورئاسية، لأن هذه الانتخابات قد تمثل صراعًا حقيقيًا بين الفصائل السياسية الإيرانية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب