“شروع” الإيرانية تجيب .. هل زيارة “ترمب” للمنطقة هامة ؟

“شروع” الإيرانية تجيب .. هل زيارة “ترمب” للمنطقة هامة ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

“المملكة العربية السعودية”؛ هي أساس جولة الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، في الخليج، لكن زيارته المرتقبة لـ”الإمارات وقطر” مهمة كذلك. بحسّب ما استهل “عبدالرضا فرجي راد”؛ الخبير السياسي، مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (شروع) الإيرانية.

لكن بغض النظر عن علاقات “الولايات المتحدة” الثنائية مع كل من الدول الثلاث، تحظى هذه الزيارة بأهمية خاصة من المنظور الإقليمي، للأسباب التالية:

بالنسبة للاقتصاد والسياسة الداخلية الأميركية..

01 – بخلاف الفترة الرئاسية السابقة، انتبه “ترمب”؛ في هذه الفترة الجديدة، للدور الكبير الذي يُمكن أن تلعبه دور الخليج الثرية في الاقتصاد والسياسة الداخلية الأميركية، وفي المنطقة وحتى على المستوى العالمي باعتبارها حليف لـ”الولايات المتحدة”.

ومساعدات هذه الدول لـ”ترمب”؛ ومرشحي “الكونغرس” الأميركي عن الحزب (الجمهوري)، مهمة من المنظور السياسي.

وتميل هذه الدول للحزب (الجمهوري)؛ حيث غلب الفتور على علاقات هذه الدول مع الديمقراطيين؛ لا سيّما بعد فترة “باراك أوباما” الرئاسية.

علاوة على ذلك؛ تقوم سياسة “ترمب” من المنظور الاقتصادي، على جذب الحد الأكبر من الاستثمارات للداخل الأميركي بهدف توفير فرص عمل، وزيادات الإنتاج والتصدير، وتخزين الثروة، لذلك تحظى الدول التي تستطيع تقديم مثل هذه الاستثمارات بأولية الصداقة مع إدارة “ترمب”.

ومن المقرر؛ بحسّب الأخبار المتداولة، أن تستثمر “السعودية” مبلغ: (1000)؛ و”الإمارات” مبلغ: (1200) مليار دولار بـ”الولايات المتحدة” خلال فترة “ترمب” الرئاسية.

في السيّاق ذاته؛ أبدت “قطر” الرغبة في الاستثمار بـ”الولايات المتحدة”. وإهداء الرئيس الأميركي طائرة شخصية طراز (بوينغ-747) بقيمة: (400) مليون دولار يمكن أن يكون مؤشرًا على تعاون “الدوحة” مع “ترمب” وإدارته.

بالنسبة لقضايا المنطقة..

02 – من المَّقرر أن يُجري قادة دول الخليج الست حوارًا مع الرئيس الأميركي في “السعودية”. والطبيعي أن تشهد “الرياض” مناقشة قضايا مختلفة بشكلٍ جماعي، أو بشكلٍ فردي مع قادة “السعودية وقطر والإمارات” في “الرياض، والدوحة، وأبوظبي”، منها “القضية الفلسطينية وغزة”، ومقاومة “نتانياهو” ضد قرار وقف إطلاق النار في “غزة”، والعمل بـ”حل الدولتين”.

وكذلك قد تكون هجمات “إسرائيل” المتَّكررة على “لبنان وسورية”، وكذلك الاعتراف بالحكومة الجديدة ورفع العقوبات عن “سورية” على جدول المناقشات.

وفي الواقع سوف يحرص “ترمب”؛ خلال الزيارة، على طرح موضوع “صفقة القرن” و”المشروع الإبراهيمي”، ولا يمكن ذلك دون وقف إطلاق النار في “غزة”، وعودة الهدوء إلى “سورية ولبنان”.

بالنسبة للمباحثات النووية..

03 – مسألة المفاوضات “الإيرانية-الأميركية” فيما يتعلق بالمشكلة النووية؛ من جُملة الموضوعات التي يمكن أن تُطرح في مباحثات “ترمب” مع قادة دول الخليج.

فالدول العربية في الخليج تُريد أن تعلم أولًا: ما هي الضمانات التي سوف يُقدمها لهم الرئيس الأميركي، وتُلبّي مطالبهم حال الاتفاق مع “إيران”.

ثانيًا: ابلاغ “ترمب” بعدم رغبتهم في اندلاع أي توتر أو مواجهات في منطقة الخليج. ذلك أن استراتيجية هذه الدول القائمة على التنمية، تتطلب بيع الطاقة بسهولة، واقرار الأمن والاستقرار في المنطقة يستّدعي التهدئة.

ويجب أن تكون رسالة القادة العرب جماعية حتى يمكن أن تؤثر في الحد من التوتر في منطقة الخليج، لأن التوتر والمواجهات مع “إيران” تًهدّد مصالح العرب و”الولايات المتحدة” على السواء، علمًا أن تهديد صادرات الطاقة وعدم الاستقرار قد يؤدي إلى تراجع العوائد والاستثمارات السعودية، والإماراتية، والقطرية المرتقبة في “الولايات المتحدة”، وهو ما لم يُمكن أن يكون محل قبول من “ترمب”.

بالنسبة للنفوذ الصيني..

04 – أخيرًا تُمثل القضية الصينية والتعاون الكبير مع الدول العربية في الخليج؛ مسألة هامة لـ”الولايات المتحدة الأميركية”.

وقد بدأت هذه الحساسية منذ فترة “أوباما” وازدادت وتيرتها في فترة “بايدن” الرئاسية؛ حيث أبدت الإدارة الأميركية آنذاك حساسية تجاه بعض مشاريع التعاون مع “الصين”، مثل إنتاج الصواريخ في “السعودية”، وتأسيس مدينة عسكرية في “الإمارات”، وغيرها من المشاريع الأخرى.

لكن الدول العربية لا تبدَّي حتى الآن استعدادًا لخفض مستويات التعاون مع “الصين”، والسبب واضح، وهو أن “الصين” أكبر مشتري للنفط، بالإضافة إلى حاجة استرايتجيات دول الخليج التنموية إلى التكنولوجيا الصينية.

من ثم قد يكون خفض مستوى تعاون الدول العربية في الخليج مع “الصين”، والزيادة التدريجية في تنمية هذا التعاون مع “الهند”؛ بما لها من علاقات قوية مع “الولايات المتحدة”، قد يكون من جُملة أهداف “ترمب” و”الولايات المتحدة” في المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة