خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
ابتدأ السيد “سید عباس عراقچي”؛ الثلاثاء الماضي، رسميًا عمله كمسؤول عن “وزارة الخارجية” بعد الحصول على أغلبية أصوات نواب البرلمان. وعليه تعتزم الحكومة الرابعة عشر السّعي وفق الرؤية الجديدة وإعلان رئيس الجمهورية، للبدء في العمل على التخلص من العقوبات وإنجاح المفاوضات النووية. بحسّب ما استهل “سيد علي موسوي خلخالي”؛ تقريره التحليلي المنشور بصحيفة (شرق) الإيرانية.
في اللحظات التاريخية..
ويترأس “عراقچي”؛ وزارة الخارجية، بينما تعيش “إيران” أحد لحظاتها التاريخية، بحيث يمكن القول: إنها تعيش منعطفًا في مستقبلها التاريخي.
من هذا المنطلق سوف أناقش في سلسلة من المقالات نقاط قوة وضعف الدبلوماسية الإيرانية؛ في الأبعاد المختلفة للسياسة الخارجية، والإشارة بالطبع إلى المشكلات التي تواجه جهاز السياسية الخارجية في مقابل الإمكانيات.
وتُصارع “إيران”؛ في هذه اللحظة التاريخية الحساسة، العديد من المشكلات، أحدها يرتبط بالتطورات الداخلية، وفي المقدمة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تزداد صعوبة بشكلٍ يومي.
ثانيًا الأزمات الدولية؛ حيث تقع “إيران” في مركز الكثير من هذه المشكلات، أبرزها الحرب الإسرائيلية غير المباشرة ضد “إيران” في جبهات أمنية وإقليمية متعددة، وكذلك العقوبات الغربية المُّهلكة؛ والتي قد تقضي على الأمان الاقتصادي الإيراني حال استمرار الوضع على ما هو عليه.
كذلك وصل تحليل البُنية التحتية؛ لا سيما في مجالات الكهرباء، والغاز، والنفط، إلى طريق مسدود. وقد أعلن الرئيس؛ “مسعود بزشكيان”، وفريق السياسة الخارجية، أن إلغاء العقوبات والقضاء على المشكلات السياسية من الأولويات.
يُذكر أن “بزشكيان” قال على وجه في المنافسات الانتخابية: “إيران تُصارع أزمة في مجال الطاقة، ووسوف نواجه في المستقبل القريب مشكلات كبرى في مجال صناعات الطاقة؛ (بما في ذلك الكهرباء والغاز والنفط)، في حالة عدم الحصول على استثمارات جديدة، وهذا لن يتحقق بدون رفع العقوبات وجذب الاستثمارات الأجنبية”.
أولويات الدبلوماسية الوطنية..
بدأت الحكومة الرابعة عشر عملها في ظل الحرب الراهنة على “غزة” وتصاعد وتيرة التوتر بين “إيران” و”إسرائيل” سريعًا. وكان الجزء الأكبر من وقت جهاز الدبلوماسية الإيرانية قد انصرف؛ منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023م، على أزمة “غزة”.
وكان المرحوم “حسين عبداللهيان”؛ قد بذل جهودًا مضنية لوقف الحرب على “غزة” منذ بداية الأزمة، وحاول وقف الحرب دون كلل. الآن وبعد مرور قرابة العشرة شهور على الحرب، تزداد المخاوف من اتساع نطاقها بحيث تشمل (حزب الله) اللبناني، وقوات المقاومة في “العراق”، و(الحوثيين) في “اليمن”، بل والحرب المباشرة مع “إيران”.
في ظل هذا الوضع، من غير المتصور أن تتمكن الحكومة الرابعة عشر الحديث عن المفاوضات النووي مع الغرب للتخلص من العقوبات دون إنهاء الحرب على “غزة”.
صحيح أن ما يجري في “غزة” إبادة للفلسطينيين، لكن الصهاينة لا ينكرون أن الهدف من هذه الحرب هو المواجهة النهائية مع “إيران”؛ وتوحيد مشكلتهم الأمنية في المنطقة. و”إيران” تُمثل حاليًا معضلة أمنية لـ”الكيان الإسرائيلي” في المنطقة.
والنظام الصهيوني يُريد حل مشكلته مع “إيران” بشكلٍ دائم، وتتذرع بـ”فلسطين” في تحقيق هذا الهدف.
وكان “عراقجي” قد أوضح في حوار مع التليفزيون الوطني، صعوبة حل بعض مشكلات “طهران” مع “واشنطن”؛ لكن لابد من إدارة التوتر مع “الولايات المتحدة”، وقال: “الحكومة الرابعة عشر تُفكر في ترميم العلاقات مع أوروبا، كل أوروبا وأميركا حلفاء إسرائيل، بينما تتسارع وتيرة التوترات الإيرانية مع إسرائيل، وبالتالي لا يمكن توقع إدارة التوتر مع الغرب، والشروع في مفاوضات بين إيران وأوروبا وأميركا حول إلغاء العقوبات دون وقف إطلاق النار في غزة؛ لا سيما بعد اتضاح حقيقة سّعي (نتانياهو) إلى توتير الأجواء مع إيران، وأنه يريد مراعاة المصالح الإسرائيلية في أي اتفاق (إيراني-غربي) محتمل”.