“شرق” الإيرانية تكشف .. مزايا المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية

“شرق” الإيرانية تكشف .. مزايا المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

أثبتت تجربة عدة جوالات من المفاوضات غير المباشرة بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، أنه رُغم التفاؤل الحذر بشأن التقدم الجزئي في المفاوضات، لكن لم يمتلك الطرفين حتى الآن رؤية وفهمًا دقيقًا مشتركًا عن القضايا والموضوعات الخلافية العالقة أو على الأقل الوعي برؤى الطرف الآخر؛ بحيث لا يجدون بديلًا عن إعلان مواقفهما عن طريق وسائل الإعلام، وتوصيل رسالة للطرف الآخر أنه بقدوره عرقلة مسّار المفاوضات. بحسّب تحليل “جليل سازﮔـار نجاد”؛ المنشور بصحيفة (شرق) الإيرانية.

المفاوضات غير المباشرة كأسلوب غير مجدِ..

وإن أسلوب المفاوضات غير المباشرة في دبلوماسية العالم الآن، وفي عصر الاتصالات المتطورة؛ قلما يقترن بالتوفيق والنجاح المؤثر وتحقيق نتائج.

وهناك مسّاران بالعادة لحل الخلافات بين الدول: القانوني والسياسي. ففي المسّار الأول تُحال الصراعات للمراجع القانونية الدولية مثل “محكمة لاهاي”، لكن يستَّخدم المسَار الثاني بوسائل مختلفة مثل المفاوضات الثنائية أو متعدَّدة الأطراف أو الوسّاطة.

وبلا شك فإن أسرع؛ وأفضل، أسلوب في المفاوضات الثنائية وأكثرها صراحة، هو عقد اجتماعات مباشرة.

في هذا الأسلوب قد يُدرك الطرفين؛ في أقصر وقتٍ ممكن ودون إهدار للوقت، مواقف الطرف الآخر بشكلٍ شفاف. ومن منظور علم النفس حين يتحاور طرفان، فإن مراقبة لغة الجسد تتَّيح للطرفين فرصة أفضل لتقييّم ردود الفعل على ما يُقال ويُسمع، كما يتعرفون على المواقف الحقيقية لبعضهم البعض بشكلٍ أكثر دقة، بالإضافة إلى فهم آراء الطرف الآخر من خلال الأدبيات السياسية والقانونية السائدة.

في ضوء ذلك، إذا لم يكن لأحد الطرفين تصور صحيح عن رؤى الطرف المقابل، يتخذ خطوات سريعة للإصلاح واستيضاح الموضوع، والحيلولة دون سوء الفهم والتصورات الخاطئة.

أهمية “الوسيط”..

من جهة أخرى، حين تزداد الخلافات بين الدول عُمقًا، تظهر الحاجة لمشاركة وسيط موثوق وأمين، على غرار ما حدث في الجولات السابقة والحالية؛ حيث الاستفادة من دولة “عُمان” الشقيقة والموثوقة.

في هذا لأسلوب، من الضروري إقامة جلسات بحضور وإدارة وإشراف الطرف العُماني، حيث يتواجه الوفود الإيرانية والأميركية داخل قاعة واحدة، ويرى كل فريق الطرف الآخر ويتبادلون الحديث.

وإجراء الحوارات المباشرة ليس مسألة غير تقليدية أو غير أخلاقية، وإنما هو أسلوب عقلاني وذكي للمحافظة على حقوق الأمة بشكلٍ شفاف يُراعي الموازين القانونية والسياسية وبما يتناسب مع الثقافة والحضارة الإيرانية الفاخرة.

حتمية المفاوضات “المباشرة”..

في ضوء ما تقدم، تُعدّ المفاوضات المباشرة بعيدًا عن الضجيج الإعلامي تُعدّ أمرًا ضروريًا وحتميًا. بعدما تبادل قادة البلدين المراسلات المباشرة في خطوة مقبولة، وتلقوا رسائل بعضهم البعض وردوا عليها وقاموا بتوقّيعها.

والوفد الإيراني المفاوض صاحب الخبرات برئاسة؛ الدكتور “عباس عراقجي”، والذي شارك في المفاوضات “الإيرانية-الأميركية” على مدار العقد الماضي، وبادر غير مرة للحوار المباشر، لا يجب أن يتأثر بدعاية وبروباغندا المعارضين للتفاوض، والاستفادة من أفضل الوسائل لاستيفاء حقوق الشعب الإيراني.

والمقطوع به أنه في غضون ثلاث ساعات من المفاوضات المباشرة يُمكن أن يُعادل عدة مرات المفاوضات غير المباشرة؛ حيث يمكن في هذه الفترة الزمنية طرح المزيد من المطالب وأكثر دقة، والوصول في نهاية كل جلسة إلى نتيجة عملية أفضل.

والإقبال على المفاوضات المباشرة يُمثل ضرورة عقلانية للوصول إلى فهم مشترك والتعرف على مواقف كل طرف. ويتعين على مندوبي “الجمهورية الإيرانية” الدبلوماسيين، العمل بجرأة وشجاعة وبعيدًا عن الانهاك، مع الاستناد إلى العلم والخبرة والمبادئيء الحاكمة في السياسة الخارجية الإيرانية، والاستفادة من الثقافة والحضارة الإيرانية، طرح مواقف بلدنا برؤية إيجابية وبناءة تُراعي حقوق ومصالح الشعب الإيراني، وتعتمد أسلوب المرونة البطولية، والدخول في مفاوضات الجولة التالية بشكلٍ مباشر بجانب حسَّن نية الطرف العُماني، وتهيئة الفرص المتاحة للاستثمار وازدهار الاقتصاد الإيراني، وإبعاد البلاد عن التهديدات والتحديات القائمة والمحتملة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة