خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
تجاهل الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، الصارخ للقوانين الدولية، وحدود السيّادة، وحلفاء الـ (ناتو)، بمجموعة من التهديدات المضحكة بشأن ضم (غرينلاند) بالقوة، أثار رد فعلٍ سريع وموحد من جانب “فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا”، فأعلن الكثير من قادة “أوروبا” دعم “الدنمارك” والتعبير عن الصدمة من تصريحات “ترمب”. بحسّب “محمود فاضلي”؛ الدبلوماسي السابق وخبير الشأن الدولي، في تحليله المنشور بصحيفة (شرق) الإيرانية.
استراتيجية “ترمب-ماسك” في مواجهة أوروبا..
وثمة احتمال كبير أن تتفتت “أوروبا”؛ التي تتبع نهجًا أكثر قومية في مجالات مثل التجارة، والتكنولوجيا، والفضاء، في مواجهة “الولايات المتحدة”؛ التي تتبع سياسة التفرقة والحكم عبر افتعال الفجوات، وهذا بدقة نفس الشيء الذي يرغب فيه محور “ترمب-ماسك”.
فقد أثبت “ترمب” بوضوح في الجولة الثانية من انتخابه، أسلوبه العملي، والذي لا يمكن توقعه. كثير من المسؤولين الأوروبيين الذين لا يرغبون في الكشف عن أسمائهم، يؤكدون في مقابلات خاصة مع شبكات إخبارية؛ أنهم قلقون بشأن آراء “ترمب” الخاصة بسبب عدم القدرة على التنبؤ بها.
هؤلاء القادة الذين يعيشون حاليًا أوضاعًا غير مناسبة بسبب الحرب الأوكرانية، وصراعات الشرق الأوسط، والمشكلات الداخلية المتزايدة، والآن عليهم أيضًا التعامل مع العلاقات المعقدَّة والمزعجة مع “أميركا”؛ تحت رئاسة “دونالد ترمب”.
“دافوس” تفضح العجز الأوروبي..
وجاءت طموحات الرئيس الأميركي الجديد للتفاوض مباشرة مع قادة “الاتحاد الأوروبي”، وعدم رغبة إدارته في إقامة أي اتصال أو تفاعل مع ممثلي هذه الكتلة في مدينة “بروكسل”، مخالفة لتوقعات المسؤولين الأوروبيين.
وتُعاني الدول الأوروبية فترة دولية جديدة صعبة، وقد أثبتت مشاركة السيد “أورسولا فون دير لاين”؛ رئيس لجنة “الاتحاد الأوروبي”، في قمة (دافوس) الاقتصادية، أن الاتحاد ما يزال يفتقر إلى الاستراتيجية اللازمة لذلك الأمر.
والأكثر إثارة لليأس، أنها باعتباره أقوى من دول “الاتحاد الأوروبي”، لم تقدم في خطابها بقمة (دافوس) رؤية واضحة عن كيفية تعاطي “أوروبا” مع هذا الوضع الجديد. ويمكن أن تؤثر سياسات “ترمب” بعمق على علاقات وأمن “أوروبا”، وبينما تواجه تحديات داخلية وخارجية، فإن رد الفعل على سياسات الرئيس الأميركي قد يؤثر على مستقبل “الاتحاد الأوروبي” واستقرار هذه المنطقة.
مخاوف من إنهيار أوروبي..
ومع بدء الفترة الثانية من رئاسة “ترمب” الولايات المتحدة، أعرب المسؤولون الأوروبيون عن قلقهم البالغ إزاء انهيار الوحدة الأوروبية؛ لا سيّما وأنهم يواجهون تحديات مختلفة في مجال توفير ميزانية لـ (الناتو)، والعلاقات التجارية، ودعم “أوكرانيا”.
والتجارب السابقة عن فترة “ترمب” الرئاسية الأولى، تقوي هذه المخاوف. وبدء الفترة الثانية من رئاسة “ترمب”؛ قد يكون اختبار جديد لـ”الاتحاد الأوروبي”، وقد تفاقم سياساته من التحديات الأوروبية. ويتعيّن على المسؤولين الأوروبيين التعاون في البحث عن حلول للتعامل مع هذه التحديات، وإلا قد تتهدد وحدة “أوروبا” واستقرارها.
وكما سبقت الإشارة؛ تتخوف الدول الأوروبية من سياسات “ترمب” الخارجية، لأنهم يعتبرونه شخصًا غير متوقع، وهو صاجب القول الفصل في كل القضايا، ومن ثم فالعداء العام في “أوروبا”؛ تجاه “ترمب”، أكبر مقارنة بمناطق أخرى.
وتواجه الدول أعضاء “الاتحاد الأوروبي” تحديات سياسية واقتصادية؛ لا سيما في “ألمانيا وفرنسا”. ويدعم “ترمب” أحزاب اليمبن المتطرف في “أوروبا”؛ والتي تُطالب بالانسحاب من “الاتحاد الأوربي”… وبلا شك فقد أثار ترويج أجندات اليمين المتطرف، وبيانات “ترمب” الخطرة والتهديدية، القلق في أنحاء العالم. وبحسّب اثنين من استطلاعات الرأي المنشورة في “اليونان”، فقد أبدى اليونانيون قلقًا حيال بدء فترة “ترمب” الرئاسية الثانية بعكس حكومة اليمين المتطرف في هذا البلد، وحسّب استطلاع مؤسسة (PULSE) اليونانية، أبدى: (27%) من المواطنين قلقًا حيال بدء فترة “ترمب” الرئاسية الثانية، مقابل تشاؤم: (12%)؛ وقبول: (9%) بإعادة انتخاب “ترمب”، وتفاؤل: (9%) آخرين برئاسته “الولايات المتحدة الأميركية”. فيما كشف استطلاع مؤسسة (GPO).