4 فبراير، 2025 2:41 م

“شرق” الإيرانية تستكشف .. نسخة “لاريجاني” المعتدلة !

“شرق” الإيرانية تستكشف .. نسخة “لاريجاني” المعتدلة !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

عرض رئيس البرلمان السابق؛ “علي لاريجاني”، ومستشار المرشد الإيراني، في برنامج (عنوان جانبي)، تقيّيمه للتطورات الراهنة على صعيد السياسة الخارجية الإيرانية، وقال: “أنا نفسي كنت سابقًا كبير المفاوضين الإيرانيين، وأعتقد أن الموضوع النووي هو جزء من قدراتنا الوطنية، لكن ليس كلها”. بحسب ما استهل “عبدالرحمن إلهي”؛ تقريره المنشور بصحيفة (شرق) الإيرانية.

وأكد بشكلٍ واضح على ضرورة أن يعيش الشعب، وتحقيق إنجازات في مختلف المجالات، ويعتقد: “تجاوزت القضية النووية الإيرانية حاليًا حد الأولويات، وأصبح نمتلك المعرفة النووية بشكلٍ كامل، وحققنا تطوير في بعض المجالات المختلفة، والآن حان الوقت لنجعل الأجواء أكثر سهولة عبر الدبلوماسية، وتطوير جميع أجزاء الدولة”.

وتحدث عن (فاتف)؛ وأضاف: “بالنهاية سوف ننضم إلى (فاتف)، لا شك في ذلك، ولو لم نفعل، فسوف تتوقف مصارفنا عن العمل”.

رؤية وسطية تعكس فكر الاعتدال..

هذا جزء من حديث رئيس البرلمان السابق، ورغم أنه يمكن اعتباره تعبيرًا عن رأيه بشأن بعض الإجراءات المتطرفة، وفي محاولة للنأي بنفسه عن التيارات الراديكالية الداخلية، لكن في الوقت نفسه، تحدث عن بعض الملاحظات التي تُثبّت أن “علي لاريجاني” لا يُفضل التعجل في المفاوضات، وهذه الرؤية الوسطية، هي بمثابة تأكيد على اعتناقه فكر الاعتدال.

كذلك وصف القرارات المتسّرعة فيما يخص المفاوضات: بـ”الخاطئة”، ونوه إلى أن للمفاوضات آليات وضورة وجود مقترحات مدونة.

واستمر هذا السياسي البارز في انتقاد الشروع المتعجل في المفاوضات، مضيفًا: “الآن نسمع في وسائلنا الإعلامية، مثل هذا الكلام، ولا يجب أن نولع بالوجاهة في هذه القضية، فلن يطرح عليك أحد مقترح ببدء المناقشات الآن”.

هل يكون “لاريجاني” سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي المقبل أم مسؤول المفاوضات المحتملة ؟

رُغم أن بعض وسائل الإعلام وصفت تصريحات “لاريجاني”؛ بسّهم الخلاص من المتشدَّدين وجبهة (بايداري)، وإعلان رفضه التام للتسّرع في المفاوضات، لكن بلا شك فإن تقيّيم وتحليل مستشار المرشد في حوزة السياسية الخارجية، قد يقوي التكهنات حول عودة “لاريجاني” إلى ساحة صناعة القرار؛ لا سيّما وأن فشله في تجاوز مصفاة الصلاحية في انتخابات رئاسة الجمهورية مرتين متتاليتين، دفع الرأي العام وجزء كبير من المحللين للاعتقاد في انتهاء حياته السياسية.

مع هذا؛ فإن زيارة “لاريجاني”؛ إلى “لبنان وسورية”، شباط/فبراير الماضي، ونقل رسالة المرشد إلى المسؤولين في البلدين، قبيل سقوط نظام “بشار الأسد”، كانت بمثابة تأكيد أن وجود نية لإقصائه عن الساحة السياسية الداخلية لا يتطابق والواقع الملموس تقريبًا.

وفي هذا الصدّد؛ كان موقع (جماران) قد كتب: “زيارة (لاريجاني) الأخيرة إلى سورية ولبنان؛ باعتباره مبعوث المرشد الخاص، ينطوي في حد ذاته على أهمية بالغة، لا سيّما في ظل الأوضاع الإقليمية الملتهبة، لكن ما يُلفت الانتباه أكثر في هذا التصرف السياسي، حديث (لاريجاني) بعد العودة إلى الموقع الإعلامي للمرشد؛ حيث أعلن أن الولايات المتحدة حتى وإن كانت لا تقبل بالاتفاق النووي، فسوف تتفاوض مع إيران على توقيع اتفاق جديد”.

هكذا تصريح من “لاريجاني”؛ باعتباره مبعوث المرشد الخاص، ونُشر هذا التصريح على موقع المرشد، يؤشر إلى وجود احتمال بتغيّير التوجهات الإيرانية في السياسة الخارجية والعلاقات مع الغرب.

وبعد الأسابيع الأول من فوز “مسعود بزشكيان” بالرئاسة، توقع الكثيرون أن يُختار “لاريجاني” لمنصب النائب الأول بالحكومة الرابعة عشر، وهو ما لم يحدث.

وقبل فترة انتشرت التكهنات عن احتمال تعييّن “لاريجاني” بمنصب أمين “المجلس الأعلى للأمن القومي”، وجولته الأخيرة بالمنطقة، وإعلان موقفه من الارتباط مع الغرب، ساهم في تقوية هذه التكهنات. ورُغم تأكيد “لاريجاني” أن احتمال تولى منصب أمين “المجلس الأعلى للأمن القومي”، هو مجرد تكهنات إعلامية، لكن الكثيرون اعتقدوا انطلاقًا من مواقفه القريبة من الحكومة والسلطة، وتجاربه كأمين “المجلس الأعلى للأمن القومي” مدة عامين، ومواقفه المعتدلة والواقعية في السياسة الخارجية، “أنه سيظل على الأرجح، حتى إذا لم يتم تعيينه رسميًا في منصب معين، شخصية مؤثرة في الجانبين السياسي الخارجي والداخلي، ويلعب دورًا بجانب الحكومة والسلطة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة