“شرق” الإيرانية ترصد .. فن موازنة “بغداد” بين أميركا وإيران

“شرق” الإيرانية ترصد .. فن موازنة “بغداد” بين أميركا وإيران

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

على مدار العامين الماضيين؛ حافظ “محمد شيّاع السوداني”، رئيس الوزراء العراقي، بحذر على بلاده بمنأى عن الصراعات العسكرية الكبرى المشتَّعلة في دول الجوار، وهو إنجاز يستّدعي الموازنة بين العلاقات مع دولتين متنافستين؛ أي “أميركا” و”إيران”. بحسب ما استهلت صحيفة (شرق) الإيرانية؛ أحدث تقاريرها الذي أعدته ونشرته مؤخرًا.

وقد بلغت هذه الموازنة ذروتها؛ الشهر الماضي، في آتون الحرب بين “إسرائيل”؛ (حليف الولايات المتحدة)، و”إيران”؛ حيث استهدفت “الولايات المتحدة” المنشآت النووية الإيرانية.

وكان “السوداني” قد اتخذ إجراءات هي مزيج من الضغوط السياسية والعسكرية للحيلولة دون مشاركة الفصائل المسلحة المحسّوبة على “إيران” في هذه الأزمة، وشرح في حوار مع وكالة (آسوشيتد برس) الأميركية؛ تفاصيل هذه الإجراءات، وخططه للسيّطرة على هذه الفصائل مستقبلًا، وكذلك أسباب عزوفه عن التقارب مع الإدارة الأميركية، بالتوازي مع المحافظة على العلاقات مع الأحزاب المحسّوبة على “إيران” والتي كانت سببًا رئيسًا في صعوده للسلطة على 2022م، وأوضح: “بعد العمليات الجوية الإسرائيلية، ورد الفعل الإيراني الصاروخي، سعت الفصائل العراقية المسلحة، لقصف إسرائيل والقواعد الأميركية في العراق بالصواريخ والمُسيّرات، لكن نجحت العمليات الأميركية في إجهاض هذه المحاولات نحو: (29) مرة دون توضيح التفاصيل”.

وأضاف: “لطالما سعت إسرائيل إلى اتباع سياسية نشر الحرب بالمنطقة. وعليه كنا حذرين بحيث لا نمنح أي طرف ذريعة لاستهداف العراق”. ونوه إلى تواصل حكومته مع مسؤولين إيرانيين، ودعوتهم للتهدئة والعودة للمفاوضات.

مستقبل الوجود الأميركي في العراق..

اتفق “العراق” و”أميركا”؛ العام الماضي، على إنهاء مهمة (التحالف الدولي) بقيادة “الولايات المتحدة” لمكافحة (داعش) في “العراق”، وأعلن “السوداني”؛ في آذار/مارس الماضي، مقتل زعيم (داعش) في “العراق وسورية” في عملية “عراقية-أميركية” مشتركة.

ومن المَّقرر اكتمال المرحلة الأولى من انسحاب قوات (التحالف) حتى أيلول/سبتمبر 2025م، مع هذا لا توجد مؤشرات عن تقدم ملموس في هذا الملف.

ويقول رئيس الوزراء العراقي: “سوف تتفاوض أميركا والعراق حتى نهاية العام الجاري؛ بشأن تنظيم العلاقات الأمنية الثنائية”.

وأعرب عن أمله أن تسَّاهم الاستثمارات الاقتصادية الأميركية في تدعيم الأمن الإقليمي، وازدهار البلدين.

ومن بين أصعب التحديات التي تواجه “السوداني”؛ كيفية التعامل مع قوات (الحشد الشعبي)؛ وهو تحالف يتألف غالبًا من شيعة مدعومين من “إيران”، تشّكل بهدف مكافحة تنظيم (داعش). وقد انتظمت هذه القوات رسميًا تحت قيادة الجيش العراقي في العام 2016م، لكنها عمليًا ما تزال تعمل بشكلٍ مستقل.

ويدّرس “البرلمان العراقي” حاليًا مشروع تثبيّت وتوطيد العلاقة القانونية بين الجيش وقوات (الحشد الشعبي)، الأمر الذي أثار احتجاج “واشنطن”؛ بذريعة أن هذا المشروع سوف يُعمّق نفوذ “إيران” والمجموعات المسلحة في “العراق”، وسيُضّر بسيّادة البلاد.

في المقابل؛ دافع “السوداني” عن المشروع، وقال: “خطوة لضمان السيّطرة الشرعية الحكومية… ويجب أن تعمل المؤسسات الأمنية في إطار القانون وأن تكون خاضعة للمساءلة”.

تحدي هجمات الطائرات المُسيّرة والأزمات الأمنية..

تعرضت في الأسابيع الأخيرة؛ منشآت النفط في “إقليم كُردستان العراق”، للعديد من الهجمات بالطائرات المُسيّرة. واتهم مسؤولو الإقليم جماعات من قوات (الحشد الشعبي) بالمسؤولية عن هذه الهجمات، إلا أن “بغداد” نفت هذه الاتهامات دون إعلان هوية الجناة.

بدوره؛ وصف “السوداني” الهجمات: بـ”العمل الإرهابي”، ويقول: “تتعاون الحكومة في بغداد مع المسؤولين الأكراد وقوات التحالف في تحديد المسؤولين ومعاقبتهم”.

بالوقت نفس؛ كشفت هذه الهجمات ضعف سيّطرة “بغداد” على الجماعات المسلحة، فقد أعادت قضية اختفاء؛ “إليزابيت تسوركوف”، الباحثة “الإسرائيلية-الروسية”، التي اختُطفت في “العراق” عام 2023م، إلى الواجهة؛ حيث تعتقد عائلتها في احتجازها من جانب (كتائب حزب الله).

ويبدو أن هناك مفاوضات جارية للإفراج عنها بوساطة أميركية. ولم يذكر “السوداني” اسم الجماعة المسؤولة عن هذا الاختطاف، لكنه أكد أن فريقًا خاصًا في حكومته يُتابع القضية بجدية، وأضاف: “لا نتفاوض مع العصابات والخاطفين، لكن هذا الفريق على اتصال بالجماعات السياسية التي قد تُساعد في تحديد مكان احتجازها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة