خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
يُمثل “كير ستارمر”؛ رئيس الوزراء البريطاني، و”بيدرو سانشيز”؛ رئيس الوزراء الإسباني، و”إيمانويل ماكرون”؛ الرئيس الفرنسي، الجيل الجديد من السياسيين الأوروبيين، الذين واجهوا مسألة “الإبادة الجماعية” في “غزة”. بحسب ما استهلت “مهسا مژدهي”؛ تقريرها المنشور بصحيفة (شرق) الإيرانية.
تلك القضية التي دفعتهم إلى تبّنى نهج محافظ مقارنة بـ”الولايات المتحدة الأميركية”، في مواجهة الرأي العام، ووسائل الإعلام، بل وأحزابهم.
الضغوط على لندن للاعتراف بالدولة الفلسطينية..
وكان رئيس الوزراء الإسباني، المنتَّمي إلى حزب (العمال الاشتراكي)، قد عارض منذ البداية الهجمات الإسرائيلية على “قطاع غزة”، واتخذ مواقف متشدَّدة ضد “نتانياهو”، لكن كان موقف “ماكرون” و”ستارمر” أكثر تحفظًا.
فأظهر الأخير؛ عضو حزب (العمال) البريطاني، والبالغ من العمر: (63) عامًا، رُغم أن ملامح وجه تبدو أكثر شبابًا من شبابنا، موقف أكثر تعقيدًا حيال وقائع “غزة”؛ حيث دان للوهلة الأولى؛ (كغيره من القادة الأوروبيين) عمليات السابع من تشرين أول/أكتوبر، واستمر على هذا الموقف عدة شهور، لكنه بنهاية شباط/فبراير 2024م، طالب بوقف فوري وثابت لإطلاق النار.
ثم أعلن في تموز/يوليو الجاري؛ أن الأوضاع في “غزة” تستّعصي على الوصف، وتحدث عن ضرورة تغييّر النهج الإسرائيلي والوصول إلى وقف لإطلاق النار. واعتبر أن تشكيل “دولة فلسطينية” هو حق مشروع للشعب الفلسطيني وخطوة على طريق “حل الدولتين”.
مع هذا لم يتعجل “ستارمر”؛ حتى الآن، في الإقدام على خطوة الاعتراف الرسمي بـ”الدولة الفلسطينة” رغم الضغوط الشديد، وأعلن أنه سوف يتشاور مع القادة في “فرنسا وإيطاليا وألمانيا” حول هذا الموضوع.
في غضون ذلك، كان رئيس وزراء “السلطة الفلسطينية” قد حل، في نيسان/إبريل الماضي، ضيفًا على البريطانيين، وكان المتوقع أن يُعلن مواقفه في “لندن” مما يضع البريطانيين تحت الضغط للاعتراف بـ”دولة فلسطين”.
أهمية القرار الفرنسي المزمع الاعتراف بدولة فلسطين..
“إيمانويل ماكرون”؛ هو أحد القادة الأوروبيين الذين استغرقوا وقتًا طويلًا لإدانة أحداث السابع من تشرين أول/أكتوبر.
ومع تصاعد جرائم “إسرائيل” في “غزة”، ركزت وسائل الإعلام الفرنسية بشكلٍ مكثف على المجازر والجرائم الحربية في المنطقة، لكن ذلك لم يدفع “باريس” إلى التراجع عن دعم “تل أبيب”.
وبينما أكد الفرنسيون مرارًا أنهم لا يبيعون أسلحة لـ”إسرائيل”، على عكس “برلين” التي تفتخر بذلك، تُظهر وثائق استمرار صادرات الأسلحة الفرنسية إلى “إسرائيل” بعد تشرين أول/أكتوبر 2023م.
ويضم فريق “ماكرون”؛ كلًا من وزيرة الدفاع؛ “برزت كريستين لوكورنو”، ووزير الخارجية؛ “ستيفان سيغورني”، كأبرز المسؤولين الذين أدانوا الهجمات على “غزة”؛ حيث أكدت “لوكورنو” أن بلادها لا تُرسّل أسلحة إلى “إسرائيل”، بينما وصف “سيغورني” أحداث توزيع الغذاء في “غزة”: بـ”الفضيحة الكبرى”.
ورغم علاقات “ماكرون” الجيدة مع “نتانياهو”، ودعم هجمات “تل أبيب” على “غزة” سابقًا، فقد أعلن الرئيس الفرنسي مؤخرًا نية بلاده الاعتراف قريبًا بـ”دولة فلسطين” المستقلة. ويحظى هذا القرار بأهمية كبرى نظرًا لمكانة “فرنسا” في “أوروبا”، مما قد يدفع دولًا أخرى في “الاتحاد الأوروبي” وخارجه إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
ويؤكد “ماكرون”؛ البالغ من العمر: (47) عامًا، أن الأولوية اليوم هي إنهاء الحرب وإنقاذ المدنيين، والتزام “فرنسا” بإقامة سلام عادل ودائم. وقد أثار هذه الموقف هجمات استياء المسؤولين الإسرائيليين، واستهدفوا حياته الشخصية وخلافاته مع زوجته.
الموقف الإسباني أكثر حزمًا..
في السيّاق ذاته؛ تبّنى “سانشيز”؛ رئيس الحكومة الإسبانية، البالغ من العمر: (53) عامًا، موقفًا أكثر حزمًا تجاه الأحداث في “غزة” مقارنة بزملائه الأوروبيين، وذلك بسبب دعم الشعب الإسباني لـ”القضية الفلسطينية”، حيث وصف جرائم “إسرائيل”: بـ”أكبر إبادة جماعية في القرن”، وطالب مرامرًا بوقف الحرب.
وهو يرى أن “حل الدولتين” هو الطريق الوحيد للسلام، مع تأكيده على ضرورة إنشاء “دولة فلسطينية” عاصمتها “القدس الشرقية”.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ وإنما دعا دول “الاتحاد الأوروبي” إلى قطع العلاقات مع “إسرائيل”، ووصف العمليات الإسرائيلية، وتدمير البُنية التحتية والمستشفيات: بـ”الوحشية”، وقال: “نعيش في وقتٍ تبدأ فيه شاشات التلفاز كل يوم ببث صور مستشفيات غزة المدمرة”.
وأضاف: “مات مئات الأطباء والممرضين لأنهم رفضوا التخلي عن مرضاهم، وبذلوا جهودهم حتى اللحظة الأخيرة لإنقاذ الأرواح”.
وشدّد على ضرورة تكريم ذكرى هؤلاء الأبطال. واختتم كلمته باقتباس كلمات “البابا فرنسيس”: “من أجل الإنسانية والكرامة والعدالة، يجب وقف هذه الوحشية”.