خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
توجه وزير الخارجية الإيراني؛ “عباس عراقجي”، الخميس، إلى “الدوحة”، وكان قد ذكر في وقتٍ سابق، أن لقاء مسؤولي (حماس) ومناقشة آخر التطورات الفلسطينية، وتهنئة الشعب الفلسطيني على النصر في المقاومة الأسطورية على مدار (16) شهرًا من اندلاع (طوفان الأقصى)، على جدول أعمال هذه الزيارة. بحسّب تقرير “عبدالرحمن فتح إلهي”؛ المنشور بصحيفة (شرق) الإيرانية.
كما سيُناقش في اللقاء مع المسؤولين القطريين التطورات الراهنة في المنطقة والعلاقات الثنائية. وقدم بيان “الخارجية الإيرانية” المزيد من التفاصيل عن الزيارة، وأن المباحثات مع؛ الشيخ “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني”، تناولت عددًا من الموضوعات المهمة بالنسبة للطرفين، مثل العلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية؛ لا سيما المشهد الفلسطيني بعد وقف إطلاق النار، والأوضاع السياسية اللبنانية بعد انتخاب رئيس الجمهورية، وتكرار الانتهاكات الصهيونية لقرار وقف إطلاق النار، والتطورات السورية، وتأكيد الجانبين على دعم سيّادة ووحدة الأراضي السورية.
ندعم الحكومة التي تحظى بقبول الشعب السوري..
في جزء من حواره إلى فضائية (الجزيرة) القطرية؛ قال وزير الخارجية الإيراني: “ندعم الحكومة التي تحظى بقبول الشعب السوري، وكذلك وحدة الأراضي السورية”.
وأعلن في إطار التهنئة بانتصار “غزة” وعودة أسرى المقاومة، عن استعداد “طهران” مساعدة الغزاويين.
يقول السفير الإيراني الأسبق في ماليزيا؛ “قاسم محب علي”، تعليقًا على هذه التصريحات: “أدبيات وزير الخارجية بخصوص الاعتراف الرسمي بأي حكومة سورية تحظى بقبول الشعب، هو موقف دقيق ومدروس وذكي، يمكن أن يُلبي مصالح الجمهورية الإيرانية، والسورية، والشرق الأوسط، وأكد في إطار الحديث عن موقف التيارات الراديكالية الداخلية تجاه سورية ما بعد (الأسد)؛ أن أفضل مسّير بالنسبة لطهران وأقلها تكلفة، دعم مطالب الشعب السوري، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إحياء علاقات البلدين”.
في المقابل تبّنى السفير الإيراني الأسبق في البرازيل؛ “سيد علي سقائيان”، موقفًا مختلفًا تمامًا، ويعتقد: “أن موقف (عراقجي) بشأن دعم أي حكومة سورية يقبلها السوريون، لا يتنافى مع موقف الجمهورية الإيرانية تجاه مستقبل سورية، التي تشعر بالقلق في الوقت نفسه إزاء المحافظة على وحدة الأراضي السورية من الدور الإسرائيلي التخريبي”.
وتطرق مدير عام شؤون التشريفات بالخارجية الإيرانية، للحديث عن احتلال “إسرائيل” أجزاء من الأراضي السورية بذرائع واهية، وأضاف: “يتعين على الحكومة الجديدة في سورية الحذر تجاه المحافظة على سلامة سورية والتجاوزات والهجمات الإسرائيلية”.
زيارة “عراقجي” إلى الدوحة ووساطة “قطر” في اطلاق المفاوضات !
موضوع المفاوضات قد يكون من الأهداف المحتملة لتلك الزيارة؛ لأنه كلما برز موضوع التفاوض مع الغرب، كانت “الدوحة” تلعب باستمرار دور الوسيّط.
ومع عودة “دونالد ترمب” للبيت الأبيض، والحديث عن بدء المفاوضات، فثمة احتمال أن تلعب “الدوحة” دورًا في انطلاق المفاوضات بين “طهران” و”واشنطن”، وفي هذا الصدّد تحدث “سقائيان” عن إمكانية وجود هكذا سيناريو، ويعتقد: “لا يمكن القول بثقة إنه تُجرى حاليًا مفاوضات بوساطة القطريين، كما لا يمكن نفى هذا الاحتمال تمامًا”.
لكن لطالما حظي موضوع المفاوضات، وتخفيف حدة التوترات بين “إيران” والغرب، من منظور هذا الدبلوماسي، محل اهتمام بعض الأطراف الإقليمية الفاعلية وتحديدًا القطريين، فلطالما سّعت “الدوحة” للقيام بدور إيجابي في هذا الصدد.