15 أبريل، 2024 8:19 ص
Search
Close this search box.

شجاعة مواطنين سنة لصد هجوم ضد شيعة توجه ضربة للطائفية

Facebook
Twitter
LinkedIn

  شجاعة مواطنين عراقيين من السنة قتلا خلال محاولتهما منع مهاجم انتحاري من قتل زوار شيعة اعتبرت مؤشرا على أن العراق قادر على التغلب على الانقسامات الطائفية وسط أسوأ أزمة سياسية يعيشها منذ عام. وقتل الملازم اول نزهان الجبوري ونائب العريف علي السبع الأسبوع الماضي حين انقضا على مهاجم وسط حشد عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة قرب مدينة الناصرية بجنوب العراق في محاولة لمنع الهجوم.

وأسفر التفجير عن مقتل 44 وإصابة عشرات فيما تدفق الزوار على مدينة كربلاء المقدسة عند الشيعة للاحتفال بأربعينية الامام الحسين لكن البعض قال إن عدد الضحايا كان سيصبح أعلى من هذا لولا ما فعله الاثنان.

وأصبحت قصة الإيثار موضوعا لافتتاحيات الصحف وأحاديث المواطنين في انحاء البلاد حيث أحيا خلاف سياسي المخاوف من نشوب صراع طائفي.

وشارك ساسة ومسؤولون حكوميون وزعماء عشائر في تشييع جنازتيهما بحضور آلاف من السنة والشيعة.

وقال محمود عبد وهو شاهد شيعي ساعد في إجلاء الضحايا من موقع الهجوم “ما حدث طمأننا بأنه لم يعد هناك تصنيفات مثل شيعة او سنة.” وأضاف “اليوم أحب السنة اكثر من اي وقت مضى.”

وصوب الرجلان سلاحيهما تجاه المهاجم وكانا على بعد بضعة امتار منه حين فجر سترته الناسفة.

وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إنهما قدما روحيهما فداء للواجب ولم يتعاملا مع الموقف على أساس طائفي.

ويشهد العراق توترا منذ حاولت حكومة المالكي اعتقال طارق الهاشمي النائب السني لرئيس العراق بتهمة إدارة فرق إعدام وطلب رئيس الوزراء وهو شيعي من البرلمان إقالة نائبه السني صالح المطلك. ووقعت هذه الأحداث بعد انسحاب القوات الأمريكية بالكامل مباشرة في ديسمبر كانون الأول.

وتهدد الأزمة السياسية الحالية بتفتيت الحكومة الائتلافية الهشة في العراق.

وكان هجوم الناصرية الاكثر دموية ضمن سلسلة تفجيرات استهدفت الشيعة وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى في الأسابيع القليلة الماضية.

ووضعت قوات الأمن العراقية في حالة تأهب قصوى هذا الأسبوع تحسبا لوقوع مزيد من الهجمات فيما يتجمع مئات الآلاف من الشيعة مجددا في كربلاء.

وكان الجبوري وهو من كركوك متزوجا وله طفل اما علي السبع وهو من ديالى فترك وراءه زوجة وثلاثة ابناء. كان الاثنان في اواخر العشرينات من العمر.

وقال احمد السبع والد علي “استشهد لي ابنان وأصبح علي الثالث… انا وعلي وعشيرتي كلها ضحينا من اجل هذا البلد لمجرد أن نثبت أنه لا يوجد فرق بين شيعي وسني.”

وأسفر القتال الطائفي في 2006 و2007 عن سقوط آلاف القتلى ودفع العراق الى شفا حرب أهلية.

وقال اللواء صباح الفتلاوي قائد شرطة محافظة ذي قار إن “الإرهابيين” يريدون إشعال الفتنة بالقتل في المناطق الشيعية والسنية لاتهام السنة بأنهم يقفون وراء كل هذا.

وأضاف أنه لسوء حظهم أن قوات الشرطة والجيش التي كانت تعمل في هذا الوقت بتلك المنطقة تضمنت “اخواننا” السنة.

ورقى المالكي الرجلين رتبتين وخصص شقتين لأسرتيهما علاوة على مبلغ نقدي يبلغ نحو 25 الف دولار.

وقال اللواء الفتلاوي إن مسارعة الجبوري وعلي السبع تجاه المهاجم تبعث برسالة مكتوبة بالدم مفادها أنه لا فرق بين شيعي وسني.

ويتعشم بعض العراقيين أن يعي زعماؤهم السياسيين هذه الرسالة. وقال عبد الرزاق البطاط وهو شيعي من مدينة الصدر “هذه رسالة لكل الساسة الخبثاء مفادها أنهم لا يستطيعون تقسيم العراق او استغلال الطائفية لتقسيمه.”

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب