29 مارس، 2024 1:17 ص
Search
Close this search box.

“شبكة إحتواء إيران” .. أحدث الاستراتيجيات الأميركية لخنق إيران في مناطق الجوار

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بعد تأييد “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” الإيجابي، وتأكيد القوى الكبرى على مسألة توافق البرنامج النووي الإيراني، أخطر الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” الكونغرس بشأن تعليق العقوبات النووية على إيران مدة 120 يوماً، وحصلت إيران على مهلة حتى شهر تشرين أول/أكتوبر المقبل لأعادة النظر وإعلان موقفها النهائي في هذا الموضوع.

وكعادته يصف “ترامب” الاتفاق النووي بالأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، ويبحث باستمرار عن الحل المناسب لإلغاء الاتفاق. ويبدو من منظور “سیدة مسعوده میر مسعودی” رئيس تحرير مجلة “العلاقات الدولية” الإيرانية، أن الإدارة الأميركية تبنت استراتيجية جديدة حيال السياسات الإيرانية في المنطقة.

استراتيجية “شبكة إحتواء إيران”..

لا تعبأ الاستراتيجية الجديدة بالاتفاق النووي بشكل مباشر، ولكن تسعى بشكل غير مباشر إلى تشكيك الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي. وقد أشرف على وضع هذه الاستراتيجية الجديدة كلاً من وزير الدفاع “جميس ماتيس” بالتعاون مع وزير الخارجية “ريكس تيلرسون” ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض “هيربيرت ماك مستر” وآخرين. وقٌدمت هذه الاستراتيجية إلى مجلس الأمن القومي بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر الجاري، على أن يتم إعلان هذه الاستراتيجية بنهاية الشهر حال موافقة الرئيس الأميركي.

ويجب تسمية هذه الاستراتيجية بـ”شبكة إحتواء إيران”، لأنها تضع طهران تحت الضغط من جهات مختلفة. والحقيقة أن الإدارة الأميركية تسعى بتكتيكات جديدة إلى اثبات خروج إيران على روح الاتفاق النووي، ومن ثم اقناع الكونغرس بالخروج من الاتفاقية. وهذا نابع من عجز إدارة “ترامب” عن فرض الضغوط على إيران من خلال الاتفاق النووي. من ناحية أخرى إيران ملتزمة تماماً بتعهداتها وحصلت على علامات جيدة في كل اختبار الوكالة الدولية. وبالتالي فالإدارة الأميركية بصدد تغيير تكنيك “نقض روح الاتفاق النووي”، إلى تكنيك “احتواء الشبكة الإيرانية في المنطقة”.

إحتواء روح الاتفاق النووي..

يطلق مصطلح “روح الاتفاق النووي” على العمليات العسكرية وغير العسكرية الإيرانية في المنطقة، وهو ما يعرض وجه إيراني مختلف تماماً في المنطقة. ذلك أن الدخول في أي موضوع إقليمي يكون الدور الإيراني فيه حاضراً بقوة. من ناحية أخرى نجحت إيران في كسب ثقة العالم بإلتزامها ببنود الاتفاق، بحسب تأكيد “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” لدرجة دفعت المستشارة الألمانية لأقوى اقتصاد داخل الاتحاد الأوروبي “أنغيلا ميركل”، إلى المطالبة بتبني نموذج الاتفاق النووي الإيراني في احتواء البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية، هذا بخلاف التصريحات الأخرى التي دفعت الإدارة الأميركية إلى الانتقال لاستراتيجية احتواء إيران في المنطقة. والهدف من هذه الاستراتيجية زيادة الضغوط على طهران في محاولة لاحتواء برنامجها للصواريخ الباليستية ودعمها للميليشيات المنتشرة في المنطقة وكذلك مكافحة ما يُعرف بـ”التجسس الإلكتروني الإيراني”.

خريطة تطبيق الاستراتيجية..

هدف إيران في المنطقة، بحسب الرؤية الأميركية هو توفير الأموال ودعم الإرهاب وتوتير الأجواء الإقليمية، لاسيما في العراق وسوريا واليمن. وتحاول “سیدة مسعوده میر مسعودی” استقراء تفصيل الرؤية الأميركية في استراتيجية الشبكة والتكنيكات المحتملة الأميركية في الجوار الإيراني. فالهدف الرئيس من هذه الاستراتيجية هو تحديد نطاق أداء الجمهورية الإيرانية في المنطقة؛ وإلغاء الاتفاق النووي بغرض فرض عزلة دولية على إيران. ومناطق تطبيق هذه الاستراتيجية عبارة عن:

1 – الأزمة السورية: تلعب إيران بتحالفها مع الحكومة المركزية السورية دوراً رئيساً في الحرب على “داعش”. وتسعى أميركا باتهام الفصائل المدعومة من إيران والتقليل من الدور الإيراني في القضاء على “داعش”، إلى لصق تهمة الإرهاب بإيران، ومن ثم القضاء على دورها.

2 – الدور الإيراني الشيعي بالعراق: سفر الزوار الإيرانيين إلى العراق مما كان له الدور في تثبيت الحكومة الشيعية الحاكمة في العراق واضح ومعلن، والإدارة الأميركية ترى أن أي استراتيجية تنفيذية بالعراق إنما تهدف إلى تلبية الرؤى الإيرانية ولذا تسعى أميركا إلى تحجيم النطاق العملي لإيران عبر اتهامها بانتهاك السيادة العراقية، ومن ثم تقويض البرستيج الإيراني بخلق أزمات سياسية واجتماعية بالعراق.

3 – اليمن: العمليات السعودية في اليمن هي، من المنظور الأميركي، تعاملات بين الدول العربية وأداءة لزيادة القوة الإقليمية السعودية للعمل على موزانة القوى السنية ضد الدول الشيعية بزعامة إيران.

4 – قطر: انحياز قطر لمسار الانشقاق السياسي للدول السنية الخليجية، يضع إيران بشكل عملي في موقف قوي، ومن المسائل التي تضر السعودية، ولا تتحمل أميركا، بخلاف الإمارات والسعودية، رؤية القوة الإيرانية المنتشرة.

ويبدو من منظور رئيس تحرير مجلة “العلاقات الدولية”، أن هذه الاستراتيجية لن تنجح لسببين هما: “أولاً، حصول إيران على ثقة الدول الأوروبية، فضلاً عن استياء هذه الدول من أداء ترامب. ثانياً، يتحرك الفريق الدبلوماسي الإيراني في المنطقة بحذر شديد، ويسعى إلى التقدم تحت شعار التعامل العالمي ويستفيد من روسيا كحليف استراتيجي. ولذا يتيعن على أميركا اتباع نهج آخر لاثبات انتهاك إيران روح الاتفاق النووي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب