17 يوليو، 2025 10:41 ص

شبكات تكذب ارقام المفوضية : المشاركة بالانتخابات 46% 

شبكات تكذب ارقام المفوضية : المشاركة بالانتخابات 46% 

على خلاف ما اعلنت عنه المفوضية العليا للانتخابات العراقية بأن نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية ‏التي جرت السبت الماضي قد بلغت 51% فقد اكدت اكبر شبكتين عراقيتين لمراقبة الانتخابات ان نسبة ‏التصويت لم تتعد 46 % مؤكدة انها سجلت 300 خرقا للتصويت .‏

واكدت منظمتا تموز وشمس العراقيتين لمراقبة الاتخابات أن نسبة  المشاركة الحقيقية في الانتخابات ‏بلغـت ستا وأربعين في المئة  بينما تم تسجيل اكثر من ثلاثمائة خرق انتخابي . واشارت الى ان نسبة ‏المقترعين التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات وهي 51%غير صحيحة حيث ان هذه النسبة لم ‏تتجاوز 46% . واوضحت ان عدد المصوتين في المحافظات الاثنا عشر التي شهدت الانتخابات بلغت ‏‏6.4 مليون من أصل 13.8 مليون ناخب. ‏
واوضحتا انه بطريقة حسابية فان عدد الناخبين في عموم العراق ممن يحق لهم التصويت 13800000 ‏ناخب وعدد المصوتين هو 6477000 ولكي تتحقق نسبة 50% كان يجب ان يكون عدد المصوتين ‏‏6900000 وهذا مالم يتحقق‎ .‎
‏ وقالت رئيسة  منظمة تموز فيان شيخ علي في مؤتمرٍ صِحافي في بغداد اِن المراقبين من منظمتي تموز ‏وشمس رصدوا خروقاتٍ حصلت في عملية ِ الانتخابات ومن بينِها استغلال الياتِ وعجلاتِ الدولة من قبل ‏بعضِ الجهات النافذة للترويج الانتخابي . واضافت ان الشبكتين وزعتا 7111 مراقب قاموا بسجيل ‏ملاحظاتهم حول الانتخابات.‏
اما رئيس منظمة شمس لمراقبة الانتخابات هوكر جتو فاشار الى ان المنظمة رصدت أكثر من 300 ‏خرق في الانتخابات المحلية من بينها إستغلال مؤسسات الدولة بضمنها الآليات للترويج لقوائم معينة يوم ‏الانتخابات وإستمرار الدعاية الانتخابية داخل بعض المراكز الانتخابية وبالقرب منها على الرغم من ‏الصمت الانتخابي الذي دخل حيز التنفيذ قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع العام. واوضح ان المنظمة سجلت ‏ايضا عدم وجود أسماء العديد من الناخبين واخطاء بأسماء آخرين على الرغم من وجود أسمائهم في ‏الإنتخابات السابقة اضافة الى تسجيل خروقات أخرى تمثلا بالتصويت الجماعي والتصويت بالنيابة ‏وخاصة عن الأميين .‏
واضاف انه بالرغم من الانضباط الذي اتسمت به الأجهزة الأمنية في يوم لانتخاب الا انه تم رصد عمليات ‏ترويج من قبل بعض أفرادها لقوائم معينة إضافة إلى وجود عدد من عناصر الاجهزة الأمنية داخل ‏المحطات الانتخابية .‏
وفي تقرير مشترك للشبكتين اطلعت على نصه “ايلاف” فقد اشارت الشبكتان الى انه لم تكن مجريات ‏العملية الانتخابية لمجالس المحافظات في 12 محافظة، إضافة إلى إقليم كردستان ومحافظة كركوك ‏ونينوى والانبار للمهجرين، قد تضمنت أي مفاجآت سواء من حيث نسبة المقترعين أو طبيعة الظرف ‏الأمني شبه المستتب والمتسم بالكثير من الهدوء‎.
واضافتا انهما لاحظتا عدم مراعاة جمهرة غفيرة من الناخبين في المناطق النائية بشكل خاص، عند توزيع ‏مراكز الاقتراع و محطاتها‎.‎‏ وعدم كفاءة بعض من كوادر مفوضية الانتخابات في إدارة المراكز ‏والمحطات الانتخابية، إضافة إلى عدم تحلي بعضهم بالحيادية .. اضافة الى منع عدد من المراقبين ووكلاء ‏الكيانات السياسية من الدخول الى المراكز او اعطاء فرصة الى مراقبة سير العملية بالكامل‎ .
واشارتا الى ‏‎ ‎منع العديد من المراقبين والناخبين من الوصول او دخول المراكز الانتخابية من قبل الجهات ‏الأمنية بحجج غير مقنعة ووجود عدد غير قليل من القوى الأمنية حتى داخل قاعة التصويت أحياناً وبشكل ‏يعرقل حركة الناخبين ويحدث أرباك بشأن ضمان خصوصيته في التصويت‎.
واوصت الشبكتان في الختام بالاسراع بالإسراع في تنفيذ إحصاء عام يثبت تعداد الناخبين ومناطق ‏سكناهم، بقصد تحقيق ضمان أفضل وتقسيم مناسب لتوزيع الناخبين، وضمان عدم حرمان أي من ‏المواطنين من حقه الانتخابي نتيجة نواقص السجل الانتخابي الراهن .. وتعجيل إصدار قانون الأحزاب ‏الذي ينظم مصادر تمويلها، ويلزمها بالتقيد بتعليمات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وبالأخص عدم ‏استخدام ممتلكات الدولة لصالح أي كيان متنافس في الانتخابات‎.‎‏ كما دعتا الى ضمان كفاءة أعلى لجميع ‏ملاكات مفوضية الانتخابات، سواء من حيث مستوى الإدارة، أو الحيادية، أو الجرأة في الإنهاء الفوري ‏لأي تجاوز من أي من جهة كانت او كيان سياسي أو مرشح من أجل حماية العملية الانتخابية‎.‎‏ وكذلك ‏‎ ‎العمل على المزيد من الشفافية وأعلان السجلين الخاص والعام للتأكد منها واعطاء جميع الكيانات المسجلة ‏والمراقبين نسخة من استمارة نتائج المحطات ليوم الاقتراع العام و الخاص‎. 
وشددت على اهمية العمل على تعجيل الإعلان عن نتائج الاقتراع في أقصر فترة زمنية بعد غلق صناديق ‏التصويت من أجل تجنب ما قد يشجع على إثارة الشكوك بشأن سلامة الفرز وعد الأصوات‎.‎
وقد عتبر عراقيون نسبة المشاركة المنخفضة في انتخابات مجالس المحافظات بمثابة احتجاج على ‏أوضاعهم الأمنية والسياسية والخدمية المتدهورة، إذ تعتبر هذه النسبة الأقل مشاركة في عمليات الإقتراع ‏التي شهدها العراق منذ التغيير عام 2003.‏
وجاءت نسبة المشاركة المنخفضة بمثابة احتجاج من قبل المواطنين على أوضاعهم المتدهورة أمنياً ‏وسياسيًا وخدميًا، وكذلك احباط من سوء اداء مجالس المحافظات التي تعتبر الحكومات المحلية لمحافظاتهم ‏وفشلها في تقديم الخدمات لهم، إضافة إلى الفساد المستشري في مفاصل هذه الحكومات.‏
ويشير العزوف عن التصويت والعدد القليل للمشاركين في الانتخاب إلى عدم انتخاب اعضاء مجالس ‏محافظات قادرين على خدمة المواطنين وتقديم الافضل مما قدمه لهم الاعضاء السابقون، حيث لا تبشر ‏المرحلة المقبلة من عمل الحكومات المحلية الجديدة بانجازات افضل من الحالية.‏
‏  ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة