كتب نجاح محمد علي : أيام وتفصلنا عن عام ميلادي جديد، تُرى ماذا تخبيء السنة المقبلة لعراقنا الجديد؟!. هل ستشهد ساحة التحرير ببغداد تلك المظاهرات الشعبية العارمة التي طالبت قبل عامين تقريباً بالتغيير، وحققت ” التغيير ” لكنْ.. بالمقلوب لصالح ” المقاولين السياسيين ” بذهاب رؤوس التحريض عليه وقتلهم بكواتم الصوت و” هادي المهدي ” نموذجاً، وكص راس واكطع خبر.
نعم ..كانت البداية مع ” هادي المهدي ” لبث الرعب في قلوب آخرين.وتم تعويم القضية ولاندري أين وصل التحقيق فيها” أصلاً هل كان هناك تحقيق؟”. ولماذا ” يفتحون عيون عليهم ” مادامت الكواتم شغّالة، وشماعة “البعث الصامد والقاعدة ” جاهزة ” … كافي مو طاح الصنم “!..
فاليوم يعيد شبان على صفحات التواصل الاجتماعي الدعوة الى التظاهر مطالبين بالتغيير ويختارون بدلالة واضحة ” الخامس والعشرين من يناير كانون ثاني المقبل “- حيث سقط في القاهرة صنم وجاء هبل – لكي ينطلقوا في مسيرات احتجاجية تطالب بتغيير، لايشبه ماحدث في تونس أو في مصر. ولا يريدونه أبداً على شاكلة ثورتي ليبيا وسوريا الدمويتين. وطبعاً فان التغيير المخدر بالقات اليمني لم يرق لهم ولنْ يلقوا له بالاً.
” شباب التغيير ” نشروا أفكارهم وهي ستحرج جميع ” المقاولين السياسيين” ، ومعهم أولئك الذين يسمون أنفسهم ” مقاومة ” وأنا كما تعرفون لا أعترف بشيء إسمه ” مقاومة ” ، فكلها برأيي دكاكين هدفها لايخرج عن معادلة تقاسم الحصص. وإن اختلفوا فعلى الميزان.
” فالمقاومة ” في العراق هي انعكاس لصراعات اقليمية بالدرجة الأولى لتعزيز نفوذ طائفة أو عرق في معادلة ” تقاسم الحصص”، وهي بالمقام الثاني “إرهاب” تورط به مشاركون في ” العملية السياسية ” ممن هم بالوجه مرايه وبالكٌفه سلّاية، ولست خجولا حين أصارحهم بحقيقتهم إن حظيرة خنزير أطهر من أطهرهم ” إذا أكو طاهر “. المهم كم يقتل وكم يلهف: ومن ثم فليحيا الوطن.
ماعلينا..والعذر عند مظفر النواب مقبول، فان ” شباب التغيير ” رفعوا شعارات في غاية الجدية والذكاء: فهم ليسوا مع ” العملية السياسة ” ولا مع البعثين وأزلام النظام السابق. كما أنهم يطالبون بتغيير حقيقي سلمي ملتزم بكل القوانين الراهنة وتفاصيل دستور لايهش ولاينش، والتي تسمح بالتظاهر السلمي، وألزموهم بما ألزموا به أنفسهم .
وياجماعة الخير : إن المطالبة بالتغيير عبر مظاهرات سلمية تبدأ صغيرة ثم تتحول الى كرة ثلج ” وخاشوكة خاشوكة تنترس البستوكة” . وسيرى هؤلاء الذين أخلدوا الى الأرض وقيمها ، أن مظاهرات التغيير إذا جاءت “بشرطها وشروطها” برفض التدخل من الخارج، فلن تكون “لعب جعاب”. وهالمرة مالازم تسلم الجرة.
من الشعارات التي لفتتني لدى شباب التغيير:
- لا نعادي ايران ولا السعودية كما لا نعادي بريطانيا ولا أمريكا : نحن حركة تغيير وطنية تريد بناء وطن مستقل له علاقات متوازنة مع الجميع ولتحقيق مصالح العراق أولاً.
- نطالب بحل الحكومة والبرلمان وانتخابات حرة نزيهة بإشراف دولي محايد وان تجري الانتخابات فردية.
يحرم من الانتخابات كل الذين شاركوا في العملية السياسية لأنهم فاسدون وافسدوا الديمقراطية .والذين دعموا الإرهاب واجرموا بحق الشعب العراقي يحرموا من الانتخابات.
- البعثيون لا يحق لهم الترشيح. رجال امن صدام والعسكريون لا يحق لهم الترشيح. رجال الدين لا يحق لهم الترشيح.
فيا شباب التغيير تذكروا دائماً “الناس ويّه ْ الواگَفْ ” وإنْ سقط هادي المهدي، فالواقفون يجب أن يكونوا كثيرين … في ساحة التحرير.
مسمار :
مارضينا بجزّة .. رضينا بجزّة وخروف!