26 أبريل، 2024 9:28 ص
Search
Close this search box.

سَلطَنة عُمَان فِي مَرْمَى الاتِهَام .. مَملكة آل سَلْمَان تَقْذِفها بِالحَوثِيين ومَسقَط تَرد بـ”تَميم وأَردُوغان” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

في أغلب الأوقات هي على الحياد.. ترفض التورط، ليس فقط بالمواقف بل حتى بالكلمات، في أي أمور من شأنها اتخاذ منحى للتصعيد بين الدول في المنطقة.. منذ زمن بعيد ما يقرب من 4 عقود اتخذ سلطانها قراراً بالابتعاد عن الخوض في تفاصيل ما يدور في المنطقة واضعاً “سلطنته” في حسابات خاصة تحميها من أي تدخلات هنا أو هناك.. كما يقولون أغلق على نفسه ومُلكه بابه من منطلق “الباب الذي يجلب شراً يجب غلقه”..!

اتهامات بدور خفي في اليمن !

أما اليوم.. وضمن توترات المنطقة وتغييرات كبيرة نلمسها ونشهدها في الخليج، يبدو أن ثمة من يرى أن تلك الدولة لها دور تلعبه في الخفاء في اليمن !

“سلطنة عمان”.. تلك الدولة التي تشارك السعودية واليمن الحدود، فجأة بين شروق وغروب أضحت متهمة من قبل أبرز وأكبر دولة خليجية؛ بأنها أحد أهم داعمي أعدائها ولو بشكل غير مباشر.

نعم السلطنة التي تأتي ثالثة في المساحة ضمن دول شبه الجزيرة العربية بنحو 309.500 كيلو متراً مربعاً، وتحدها من الشمال “المملكة العربية السعودية” ومن الغرب “اليمن” ومن الشمال الشرقي دولة “الإمارات”، وجدت نفسها متهمة صراحة، ودون تلميحات، بأنها إحدى أهم الجهات التي تعبر منها الأسلحة الإيرانية إلى “الحوثيين” في اليمن للدفاع عن أنفسهم في مواجهة عدوان التحالف العربي بقيادة مملكة “آل سلمان” !

اتهام رسمي بصور صواريخ وأسلحة..

جاء الاتهام حصراً على لسان المتحدث باسم ما يسمى “التحالف العربي”، الذي تقوده السعودية في اليمن، العقيد الركن الطيار “تركي بن صالح المالكي”، والذي ألقى بالمسؤولية على سلطنة عُمان في تهريب الصواريخ لجماعة أنصار الله “الحوثية”، التي تتخذ من “صعدة” شمال اليمن مقراً لها.

تحدث الرجل، وفق ما تناقلت عنه وسائل إعلام سعودية رسمية، ضمن سياق حديثه عن “أساليب” تهريب الأسلحة لليمن رغم هذا الحصار المفروض براً وجواً وبحراً على اليمنيين من قبل قوات التحالف !

واستعرض المتحدث باسم التحالف لقطات مصورة لمضاد الدروع إيراني الصنع من نوع (دهلوي)، وكيفية ستخدامه داخل اليمن، إذ جرى الاستيلاء عليه من قبل قوات التحالف، على حد قوله.

ثم جاءت اللقطة، التي يتهم فيها صراحة “عمان” بالمشاركة في تهريب السلاح والصواريخ للحوثيين، مستعرضاً بعض الطرق لعمليات التهريب البري، وصوراً لإحدى الشاحنات المحملة بأسلحة كانت تحتوي على 24 صاروخاً متنوعة، نصفهم صواريخ (كورنيد) ذات الدقة في التوجيه عن بعد، والنصف الآخر لصاروخ (لو).. كلها، ووفق ما ذكر، كانت في طريقها للحوثيين عبر منفذ “صرفيت” العُماني !

أسلحة إيرانية تم رصد خروجها من عمان !

لم يتوقف الأمر على تقرير وكالة الأنباء السعودية الرسمية – التي وللمناسبة لا يمكنها نقل أي أخبار غير تلك المكلفة بنشرها من قبل إدارة التوجيه -، لتخرج علينا محطة (الإخبارية) السعودية الرسمية أيضاً، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، باتهام سلطنة “عمان” بالمسؤولية عن تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، مدعمة خبرها بصورة مرفقة بتغريدة قالت فيها: “جانب من تهريب (الانقلابيين) – الحوثيين – لعدد من الصواريخ عبر المنافذ البرية، وهي منافذ كلها تتبع عمان”.

فهل ثمة تغيير كبير في العلاقات بين الرياض ومسقط.. قد يكون له تبعات أكثر من تلك التلميحات، خاصة بعدما رفضت السلطنة، التي يترأسها السلطان “قابوس بن سعيد” ضمن نظام حكم سلطاني وراثي، وهو صاحب أطول فترة حكم في المنطقة لازال على قيد الحياة، الانجرار في معركة السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر.. بل وفضلت حل هذه المشكلات على طاولة دول “مجلس التعاون الخليجي” ؟

استغلال السواحل البحرية..

“سلطنة عمان” متهمة الآن بأنها تستغل سواحلها في تزويد “الحوثيين” بالسلاح؛ وأنها تعمل كوسيط بينهم و”طهران”، إذ تشترك في حدودها البحرية مع إيران وباكستان والإمارات واليمن، كما أن لديها ساحل جنوبي مطل على بحر العرب وبحر عمان من الشمال الشرقي، فضلاً عن أنها طالما اعتبرت المنفذ التجاري البحري الأكبر لدول الخليج قاطبة، وظلت العاصمة “مسقط” أيضاً ضمن أهم الموانئ التجارية في المحيط الهندي.

عدم الانحياز لأي طرف..

المؤكد أنه، ومنذ اندلاع الأزمة اليمنية، نهاية عام 2014، تعلن السلطنة عدم انحيازها لأي طرف على حساب طرف آخر، كما أنها لم تشارك في التحالف العربي، فضلاً عن تمتعها بعلاقات طيبة مع الحكومة اليمنية والحوثيين في الوقت عينه.

بل عملت “مسقط” على احتواء الأزمة في الدولة الجارة، واستضافت أشخاصاً من الطرفين ضمن مساعي السلام أكثر من مرة، لكن ما لا ترضاه اليوم السعودية في ظل حكم “آل سلمان” هو إبقاء سلطنة عمان على علاقات طيبة في الوقت نفسه مع إيران ولا نية لديها في التراجع عن ثمة هكذا علاقات !

الاستقلال في القرار وعدم السير خلف الرياض..

تعتمد “عمان” في قرارها السياسي الاستقلال، ولا تسير دائماً كأغلب دول الخليج في الماضي خلف السعودية دون حتى إبداء رأي في المواقف الكبرى.. ويدعمها في ذلك أنها أوجدت لنفسها سوقاً تجارية خاصة دون الحاجة للمرور عبر السعودية، فضلاً عن تمتعها باقتصاد نفطي مستقر، إذ تأتي في المرتبة 23 لاحتياطي النفط على مستوى العالم والمرتبة 27 في إحتياطي للغاز كذلك.

عدم انحياز السلطنة يعود إلى رغبتها المستمرة في الحفاظ على مكانتها كواحدة من ضمن الدول السياحية بـ 4 وجهات مميزة هي: “مسقط، صلالة، ولاية نزوي، ولاية خصب وولاية مطرح”، فضلاً على الحفاظ على نسيجها الاجتماعي الذي يضم مذاهب سنية شيعية والمذهب الأساسي في الحكم “الأباضي”.

اتجاه إلى إيران وقطر وتركيا وعدم ارتياح لـ”محمد بن سلمان” !

السلطنة وحكامها بدا واضحاً أنهم اليوم غير الأمس.. إذ يبدو أنها ستميل إلى “إيران” و”قطر” وربما “تركيا”، التي تستعد لاستقبال رئيسها “رجب طيب أردوغان” على أراضيها في تشرين ثان/نوفمبر 2017، بعد تسريبات حول عدم ارتياح في مسقط من تخطي “محمد بن سلمان” كبار عائلة “آل سعود” في السلطة والانفراد بالحكم بقرارات يراها البعض هناك ستضر بدول الخليج في وقت ليس ببعيد.

تتزامن تلك التسريبات مع لقاء أمير قطر “تميم بن حمد آل ثاني”، الثلاثاء السابع من تشرين ثان/نوفمبر 2017، وزير داخلية السلطنة “حمود بن فيصل بن سعيد البوسعيدي”، وبحثهما سوياً القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إذ استقبله الأمير في الديوان الأميري القطري بالعاصمة الدوحة.

يقول متابعون للشأن الخليجي إن أزمة الدوحة مع الرياض أعطت فرصة جيدة أمام السلطنة للتقارب مع قطر، خاصة أن مسقط لديها ذات التخوفات من أن تواجه نفس مصير قطر مع استمرار السياسة السعودية العدائية “المتهورة” في ظل تحكمات الأمير “الطامح” في كل سلطة بالمملكة والمنطقة !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب