11 أبريل، 2024 4:26 م
Search
Close this search box.

سيناريو العراق ويوغوسلافيا .. ضرب سوريا خطة بديلة لإنقاذ “ترامب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

لم تكن الغارات الجوية، التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، السبت، هي الأولى من نوعها، فعادة ما تتعمد واشنطن التدخل عسكريًا في دول تشهد صراعات من أجل تحقيق أهداف تخدم مصالحها، بحسب صحيفة (غرانما) الكوبية.

ورغم رفض المشروع الأميركي المقدم إلى “مجلس الأمن”؛ الذي يقترح تشكيل آلية خاصة للتحقيق في الهجوم الكيميائي، وجهت واشنطن، السبت، ضربات جوية استهدفت مواقع ومقار عسكرية عدة باستخدام 100 صاروخ (أرض-جو).

وكالعادة لم يكن للأمم المتحدة أي موقف بعيدًا عن الشجب والتنديد، إذ دعا الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”، عقب الهجوم الأميركي، الدول الأعضاء إلى ضبط النفس والإمتناع عن كل عمل من شأنه أن يؤدي إلى التصعيد.

وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد هدد بالتدخل عسكريًا للرد على هجوم كيميائي، مشكوك فيه، على بلدة “دوما” بالغوطة الشرقية؛ الواقعة تحت سيطرة المعارضة قبل نحو أسبوع.

 تدمير يوغوسلافيا والعراق..

لم تكن مصادفة أن تتسبب الولايات المتحدة في تدمير عدة دول، ونذكر عندما تدخلت – كعادتها – في “يوغوسلافيا” السابقة؛ وشنت هجومًا ضدها عام 1999 في ظل إدارة الرئيس الأسبق، “بيل كلينتون”، وسط تجاهل تام من جانب “مجلس الأمن” و”الأمم المتحدة”، وتسبب التدخل الأميركي في تدمير الدولة وتقسيمها وسقوط آلاف القتلى والمصابين إثر تفجير قنابل (اليورانيوم) المضعف، التي لا يزال تأثيرها موجودًا في “دول البلقان”.

وفي عام 2003 عندما أرادت الولايات المتحدة شن حرب جديدة، لم يكن من الصعب أن تبتدع كذبة وجود أسلحة دمار شامل في “العراق”؛ وشنت على إثرها – إلى جانب حلف شمال الأطلسي (ناتو) – أبشع حملة عسكرية تسببت في مقتل وإصابة ما لا يقل عن مليون شخص، ودمرت البلد العربي الغني بالبترول، وانتشرت فوضى به حتى الآن لم يتم السيطرة عليها.

ومثلما حدث مع “يوغوسلافيا”؛ لم يكن للأمم المتحدة أو مجلس الأمن أي موقف يمنع حملة الإبادة الجماعية التي بدأتها واشنطن، رغم أن الرئيس الأسبق، “جورج بوش” الابن، اعترف بعد ذلك أن “غزو العراق” كان خطأ، لأن العراق لم يكن يومًا به أسلحة دمار شامل، لكن الضرر لحق به على أية حال.

خطة بديلة لإنقاذ “ترامب”..

اليوم؛ كان على واشنطن إعداد خطة بديلة، بعدما أدركت فشل خطتها التي اعتمدت على دعم مجموعات متطرفة تابعة لها في سوريا بهدف التسبب في الإطاحة بالرئيس السوري، “بشار الأسد”، لذا بدأت في عمل “بروباغاندا” إعلامية حول استخدام الجيش التابع لـ”بشار” أسلحة كيميائية ضد مدنيين.

وعقب الهجوم نشر “ترامب” سلسلة من التغريدات ندد فيها بهجوم “دوما” الكيميائي وهدد بالتدخل للرد.

والحقيقة أن “ترامب” يحتاج إلى هذه الخطة لإنقاذ نفسه من آثار الفشل الذي مُني به، وعليه بدء حرب جديدة لتشتيت إنتباه العالم والتغطية على فشله في مهامه الرئاسية على المستوى الداخلي والخارجي، كما يرغب في إستعادة ثقة شعبه؛ بعدما أوضحت استطلاعات رأي أنه الرئيس الأقل شعبية.

ويؤكد محللون أن تعامل “ترامب” مع الهجوم الكميائي على بلدة “دوما” القريبة من دمشق؛ له أهداف بعيدة عن الرغبة في حماية المدنيين.

وصرحت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ بأن تدخل “ترامب” في سوريا لن يعود بالنفع عليه، بل قد يتسبب في وقوع كارثة، خاصة وأنه لا تزال لديه القدرة على زيادة الأمور سوءًا.

والسؤال الذي نطرحه اليوم هل يريد “ترامب” السير على خطى “بوش” وتوصيل “سوريا” إلى نفس مصير “يوغوسلافيا” السابقة أو “العراق” ؟.. والواقع يقول إن العالم تغير كثيرًا عن السابق وأي تدخل سيكون له عواقب مختلفة، وإذا كان لدى “ترامب” بقايا حكمة فعليه أن يتنجب وقوع حرب جديدة سيكون لها نتائج سلبية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب