بغداد – كتابات
على مسارين متوازيين أمريكيا وعربيا يبدو أن خطة استهداف إيران وفصائلها المسلحة في العراق قد باتت أقرب من أي وقت.
فقد كشف السيناتور الديمقراطي الأمريكي عن ولاية كونيكتيكوت، كريس ميرفي، أن مستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة جون بولتون، يمهد الطريق لحرب كبيرة ضد إيران.
يتزامن التصريح الأمريكي مع دعوات لتوحيد الصف العربي في مواجهة التحديات الإيرانية في المنطقة، وهو ما حرك البرلمان العربي إلى الدعوة لتشكيل لجنة لإعداد استراتيجية عربية موحدة تجاه إيران؛ كونها تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بتشكيل ورعاية ودعم “الميليشيات” والجماعات المسلحة داخل الدول العربية – العراق، اليمن، سوريا.
وهي ذات التهم التي توجهها الإدارة الأمريكية لإيران، وهو ما استدعى السيناتور الأمريكي للقول في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الثلاثاء 12 شباط / فبراير 2019 – ملحقا بها شريط فيديو يوثق كلمة لبولتون ألقاها الاثنين ردا على احتفال إيران بالذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، إن بولتون يتهم إيران صراحة الآن أنها تسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية، وهذا ببساطة مجرد كذبة.. الاستخبارات تقول العكس وهو يعرف ذلك، إلا أنه يمهد الأرضية لحرب وعلينا جميعا إبداء اليقظة.
إلى هنا انتهت تغريدة السيناتور الأمريكي، لكنها أشبه بإنذار أخير أطلقه الرجل بعد أن أيقن الديمقراطيون في الكونجرس نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتنفيذ مخططه باستهداف إيران وفصائلها المسلحة في العراق إن اقتضت الحاجة أو حاولت الرد أو تهديد الوجود الأمريكي في العراق.
إن دليل “ميرفي”، استناده إلى ما ذكره بولتون – المعروف بعدائه الشديد لإيران -، من أن “إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية وصواريخ باليستية من أجل ترويع الشعوب المسالمة حول العالم”.
كما وصف بولتون إيران في الكلمة، التي ألقاها بالتزامن مع الاحتفالات بالذكرى الـ40 لـ”انتصار الثورة الإسلامية”، بأنها “أكبر ممول للإرهاب الدولي الذي تتواجد قواته في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في العراق واليمن وسوريا..
بولتون وجه رسالة تزامنت مع شبيهتها التي حملت نفس المعنى والتي وجهها كذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، بقوله: لا اعتقد أنه ستكون أمامك سنوات أخرى للاحتفال بهذه الذكرى.
هنا الإشارة الأكثر وضوحا على نية واشنطن استهداف إيران، وهوهدف حركت من أجله حاملة الطائرات الأمريكية ذات المفاعلين المدمجين إلى مياه الخليج، الذي لم تدخله منذ نجحت في إسقاط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ونظامه في عام 2003، فضلا عن استدعائها القاذفات الشبحية المدمرة لإرسالها في مهمة عسكرية قريبة في الشرق الأوسط.