خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
دخلت العلاقات “الإيرانية-السعودية” مرحلة جديدة بصعود الحكومة الرابعة عشر، وازداد التقارب بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على “إيران”؛ بحسّب المحللين.
وتسعى “السعودية”؛ باعتبارها الزعيم الروحي للعرب في الخليج، إلى التهدئة في منطقة الشرق الأوسط حتى قيل إن “الرياض” بدأت الوسّاطة لتحسيّن العلاقات بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”. بحسّب التقرير الذي أعدته ونشرته صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
وفي هذا الصدّد؛ تُجدّر الإشارة إلى زيارة؛ “خالد بن سلمان”، وزير الدفاع السعودي، إلى “واشنطن” ولقاء الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، الأمر الذي سّاهم في زيادة التكهنات حول مسّاعي “الرياض” مليء فراغ الوسّاطة.
وفي هذا الصدّد؛ يجب أيضًا الإشارة إلى الاستثمارات المتبادلة بين “أميركا” ودول “الخليج العربي”، التي شملت أرقامًا بمليارات الدولارات. إلا أن هذه الاستثمارات تواجه الآن تحديًا بسبب الحرب بين “إيران” و”إسرائيل”، وهي مهدَّدة بشدة.
كانت “المملكة العربية السعودية” أول دولة تدَّين الهجمات الإسرائيلية على “إيران” وتُطالب بحل الخلافات مع “إيران” حول برنامجها النووي من خلال الحوار والمفاوضات.
في هذا الشأن، أجرت (آرمان ملي) مقابلة مع؛ “سيد جلال ساداتيان”، الدبلوماسي السابق ومحلل الشؤون الدولية، والذي يعتقد أن “السعودية” تسّعى إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط من أجل الوصول إلى أهداف التنمية وتحقيق الاستثمارات…
استراتيجية “ابن سلمان” والمملكة العربية السعودية..
يقول “ساداتيان”؛ تعليقًا على آخر التطورات الدبلوماسية بالشرق الأوسط، والأخبار عن وسّاطة “السعودية” في المصالحة بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”: “إذا أخذنا في الاعتبار للإجراءات السعودية خلال السنوات الأخيرة، ثم وجود محمد بن سلمان؛ على رأس السلطة، يجب أن نقول: إن المملكة أجرت تغيَّرات على مسار نشاطاتها، وأنها بصدّد التحول من دولة (وهابية) متشدَّدة إلى دولة حديثة بأفكار جديدة؛ ويُمكن أن تصل إلى ذروة التطور وفقًا للبرامج التي تمتلك، خاصةً مع التكنولوجيا الغربية الحديثة التي ستمتلك. ويسّعى (ابن سلمان) الذي يُعتبر عمليًا ملك السعودية، إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة من خلال أفكاره الجديدة والحريات المدنية وغيرها، لكنه يظل دائمًا حريصًا على مصالح بلاده وكيفية تحقيق أكبر قدر من المكاسب”.
ويُضيف مشيرًا إلى خطط ولي العهد: “بدأ (ابن سلمان) بسّحب السعودية من حرب اليمن والابتعاد عن الصراعات الإقليمية، ثم استجاب لاقتراح الصين بتحسيّن العلاقات مع إيران، ولا يزال يسعى لتعزيز العلاقات مع طهران. لا بُدّ من الاعتراف بأن السعودية تسعى إلى تهدئة الشرق الأوسط، لكن ليس بالمفهوم الذي يسَّاهم في تقوية إيران، وإنما الحد من التوتر”.
أوراق “الرياض” في اللعبة..
وتطرق هذا المحلل الدولي للحديث عن زيارة وزير الدفاع السعودي الأخيرة إلى “واشنطن”، وتابع: “زار (خالد بن سلمان)؛ وزير الدفاع السعودي، العاصمة واشنطن للقاء (دونالد ترمب)؛ للبحث عن حلول للمشاكل الإقليمية، سعيًا لإقرار السلام في المنطقة كما سبقت الإشارة. فإذا كانت بعض الحكومات تسعى بعد السابع من تشرين أول/أكتوبر لإبعاد السعودية عن إسرائيل، فإن الرياض يُمكنها الآن استخدام هذه الورقة، بالإضافة إلى (اتفاقية إبراهيم)، للتفاوض مع الولايات المتحدة. الرياض تستخدم أوراقها في اللعبة لتحقيق مصالحها. وهي تسعى إلى خفض التوتر مع إيران”.
متابعًا: “و(ابن سلمان) لا يضع كل بيضه في سلة أميركا، حتى مع التقارب بين الرياض وواشنطن الذي نتج عنه توقيع عقود مليارية بعد زيارة (ترمب) للسعودية. وقال وزير الدفاع السعودي للأميركيين: إذا كنتم تريدون أن تؤتي هذه العقود ثمارها، فلا بُدّ من احتواء التوتر في الشرق الأوسط، وكذلك قبول كيان للفلسطينيين. السعودية تسيّر في هذا المسار بالفعل لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، لأن استمرار هذا الصراع سيَّعرض السعودية للفوضى والأضرار الاقتصادية والعسكرية. كما يجب أن نذّكر أن السعودية لا تُريد أن تُقدّم إسرائيل نفسها كحاكم للمنطقة”.
وقال “ساداتيان”؛ ردًا على سؤال حول كيفية تقييّم مستقبل السلام في المنطقة: “تحركات إسرائيل العدوانية لن تسمح للسعودية والإمارات وقطر وغيرها بتطوير برامجها الاقتصادية. وأؤكد أن هذا يعني سعي الرياض لتحقيق مصالحها الوطنية، وهو ما يعود بجزء منه لصالح إيران”.