“سياق” الإيراني يسأل .. هل تساهم تداعيات الحرب “الإسرائيلية-الإيرانية” في تغييّر موقف مقتدى الصدر ؟

“سياق” الإيراني يسأل .. هل تساهم تداعيات الحرب “الإسرائيلية-الإيرانية” في تغييّر موقف مقتدى الصدر ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

يُمكن البحث عن أهم تداعيات الحرب الأخيرة بين “إيران” والكيان الصهيوني، في تأثيرها على موقف فصائل المقاومة بـ”العراق”. بحسّب ما استهل “شهاب نوراني”؛ تقريره المنشور على الموقع التحليلي (سياق) الإيراني.

ويبدو رُغم الصمود والمقاومة الإيرانية ضد الكيان الصهيوني و”الولايات المتحدة” والغرب، أن الضربات الإسرائيلية على “إيران” بلغت من القوة بالحد الذي ضاعف من ثقة “الولايات المتحدة” في قُدرتها على فرض المزيد من الضغوط؛ ليس فقط فيما يتعلق بالسلاح ووجود فصائل “المقاومة العراقية”، لكن حتى على هيكل (الحشد الشعبي)؛ باعتباره كيان محسّوب على الحكومة.

مثل هذه الأجواء ضد تخّلق فراغًا في موازمة القوة بالسياسية العراقية، وفي حال نجاح هذا الفراغ في إضعاف وجود المقاومة، فقد يُمثّل تهديدًا للمكون الشيعي، الأمر الذي قد يُجبر؛ “مقتدى الصدر”، على إعادة النظر في موقفه والعودة للساحة السياسية مجددًا.

لماذا انسحب “الصدر” من الساحة السياسية ؟

تبدو الإجابة على هذا السؤال؛ مفتاحًا ومدخلًا لفهم أجواء عودة “مقتدى الصدر” للساحة السياسية. والإجابة تتطلب العودة إلى الأعوام: (2021-2022م)، حين قرر “الصدر” خوض الانتخابات للفوز بعدد: (100) مقعد وتشكيل حكومة “صدرية” بالكامل.

لكنه نجح في الفوز بعدد: (73) مقعدًا فقط. من ثم واجه “الصدر” عقبة حقيقة تمثّلت في تجمع خصومه ومعارضيه من الأحزاب الشيعية في قالب (الإطار التنسيّقي الشيعي)، هذا التحالف تسبّب في عدم قدرة “الصدر” وحلفائه من الأكراد والسَّنة في قالب تحالف (السيّادة)، من تنصيّب “ريبر أحمد خالد”؛ رئيسيًا للجمهورية العراقية، نتيجة تعطيل تحالف (الإطار التنسيّقي) جلسات البرلمان. فقرر “الصدر” الانسحاب من البرلمان وسّعى؛ عبر محاولة بائسة، الاستفادة من المواجهات المسلحة، في إقصاء جميع الأحزاب السياسية، وكسّب السيّادة السياسية الشيعية من خلال مواجهات الشارع هذه المرة.

إلا أن فشل هذا المسّار والعجز عن تشكيل الحكومة التي كان يُريد، دفعه للانسحاب الكامل من المشهد السياسي، ويترقب تفكك أو ضعف مكانة (الإطار التنسيّقي) السياسية، للعودة مجددًا للمشهد السياسي.

ولم يكن هذا ميسَّرًا قبل (طوفان الأقصى)، لأسباب مثل أداء حكومة؛ “محمد شيّاع السوداني”، الإيجابي نسبيًا في قطاعات العمران والخدمات، ومن ثم الحيلولة دون نزول العراقيين إلى الشارع؛ حيث ينتظر “الصدر” ركوب الموجة.

لكن حاليًا؛ لا توجد شواهد واضحة على ضعف (الإطار التنسيّقي) من حيث الضغوط الداخلية، لكن الأمر مختلف من حيث الضغوط الخارجية.

“طوفان الأقصى” والضغط على “محور المقاومة”..

تداعيات حرب (طوفان الأقصى) على الأوضاع في “العراق”؛ هو أحد المتغيَّرات المهمة الأخرى في موضوع عودة “الصدر” المحتَّملة إلى الساحة السياسية.

ورُغم أن الموقف الرسمي للحكومة العراقية، يُدّين الكيان الصهيوني عبر الوسائل الدبلوماسية، وعدم مشاركة كل فصائل المقاومة في هذه الحرب؛ (عدا كتائب سيد الشهداء، وحزب الله، وأنصار الله الأوفياء، وحركة النجباء)، لكن الحكومة المدّعومة من (الإطار التنسيّقي)؛ برئاسة “السوداني”، ليست بمأمن من التهديدات “الأميركية-الإسرائيلية” الواضحة.

وقد ازدادت وتيرة هذه التهديدات والوعيد بعقوبات سياسية واقتصادية بل وعسكرية، بعد نجاح عمليات فصائل “المقاومة العراقية” ضد مواقع الكيان الصهيوني في “الجولان” المحتلة.

بخلاف ذلك؛ تُضّفي التطورات السورية بُعدًا آخر من الضغوط. إذ لا يُمثّل سقوط؛ “بشار الأسد”، وصعود مجموعة “أبو محمد الجولاني”، تهديدًا أمنيًا فقط، وإنما صعود حكومة ذات ميول سنَّية حليف للحكومة التركية، يُفرض زيادة ثقة أهل السَّنة في مواجهة الشيعة بـ”العراق”، ويُمهدّ لظهور حليف إقليمي جديد بالنسبة لأهل السَّنة بـ”العراق”، وبالتالي الإخلال بتوازن القوة في هذا البلد.

تأثير الحرب الأخيرة على عودة “الصدر” للسياسة من عدمها..

يُمكن دراسة هذا الموضوع من جهتين:

الأولى: ترتبط بمواقف “الصدر” الأخيرة؛ لا سيّما بخصوص الانتخابات. فقد أكد في رسالته الأخيرة على مقاطعة الانتخابات، أكد ارتباط مشاركته المحتملة بتحقيق الشروط التالية:

01 – تسلم سلاح الفصائل للدولة.

02 – حل جميع المليشيات.

03 – تقوية الجيش والشرطة.

04 – المحافظة على استقلال “العراق”.

05 – العمل للإصلاح ومكافحة الفساد.

الثانية: ترتبط بجهود “الصدر” الانتهازية؛ فيما يتعلق بمستقبل فصائل المقاومة.

وفي هذا الإطار قد يسعى “الصدر” للاستفادة من الأوضاع القائمة، ورفع شعارات مثل: “الإنقاذ والمحافظة على مكانة الشيعية في هيكل السلطة” في العودة مجددًا للساحة السياسية والانتخابات، وتقديم نفسه كمنُقذّ ومدَّافع عن الشيعة في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية المحتَّملة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة