11 أبريل، 2024 10:06 ص
Search
Close this search box.

سياسي عراقي: ترشيح واشنطن بيكروفت سفيرا جديدا ببغداد تقليص لدورها في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

أعتبر سياسي عراقي على معرفة بروبرت ستيفن بيكروفت القائم بالاعمال الاميركي في بغداد حاليا   ترشيح الرئيس الاميركي باراك أوباما له سفيرا جديدا في العراق بمثابة نفض يد الولايات المتحدة عن هذا البلد مشيرا الى انه غير معروف كثيرا لدى الاوساط السياسية العراقية التي لاتربطه بها علاقات واسعة لان مهمته في السفارة أدارية أكثر منها سياسية وقال انه يقف على مسافة واحدة من تلك الاطراف ويرى ان حل خلافاتها يكمن في جلوسها وجها لوجه والتحاور لحل أزمات البلاد. 
ويستعد الكونغرس الاميركي حاليا لاستلام ترشيح الرئيس اوباما لبيكروفت قريبا للمصادقة على تعيين هذا الدبلوماسي سفيرا للولايات المتحدة في العراق بعد سحبه لمرشحه السابق بريت ماك غورك اثر معلومات اشارت الى تورطه في فضيحة رسائل غرامية. واعلن البيت الابيض تعيين بيكروفت الذي يعمل في السفارة الاميركية في العراق منذ تموز(يوليو) عام 2011 في البداية كنائب رئيس للبعثة وحاليا قائم بالاعمال.
وبيكروفت تخرج من جامعتي مورمون بريغهام- يونغ (يوتا) وبيركلي (كاليفورنيا) وكان سفيرا للولايات المتحدة في الاردن بين عامي 2008 و2011 وقد شغل مناصب عدة في سفارتي الولايات المتحدة في السعودية وسوريا كما عمل مساعدا تنفيذيا لدى وزيرين للخارجية الاميركية خلال ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش هما كولن باول وكوندوليزا رايس.
 ويفترض ان يوافق مجلس الشيوخ على تعيين بيكروفت مع العلم ان حلفاء الرئيس اوباما الديموقراطيين يتمتعون بالغالبية البسيطة والجمهوريين يتمعون باقلية معطلة. وكان ستة من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين دعوا اوباما منتصف حزيران (يونيو) الماضي الى سحب مرشحه السابق بريت ماك غورك بعد كشف قضية رسائل غرامية ارسلها في عام 2008 الى الصحافية جين شو التي اصبحت زوجته في ما بعد وقد انسحب غورك من الترشح طوعا أثر ذلك.
وفيما تنتظر الدبلوماسيّة الأميركيّة والعراقيّة موافقة مجلس الشيوخ على ترشيح أوباما للقائم بالاعمال الاميركي الحالي في بغداد بيكروفت سفيرا في العراق فقد أشار سياسي عراقي على معرفة بالدبلوماسي الاميركي مفضلا عدم ذكر أسمه في حديث مع “إيلاف” الى أن هذا المرشح الذي يقترب عمره من الستين عاما ويتحدث العربية قليلا تتركز مهماته في السفارة حاليا على القضايا الادارية وليس السياسية بالرغم من عمله مستشارا للسفير السابق ثم تحول قائما بالاعمال ثم نائبا للسفير. واوضح انه رجل هادئ جدا ومتماسك ودبلوماسي محترف وغير معروف كثيرا لدى الاوساط السياسية العراقية.
وأضاف ان بيكروفت يحتفظ بعلاقات متوازنة مع القوى السياسية العراقية الكبيرة وخاصة التحالف الوطني الشيعي وائتلاف العراقية والتحالف الكردستاني وعلاقته مع رئيس الوزراء نوري المالكي ادارية تنظيمية اكثر منها سياسية . وقال ان بيكروفت يصنف على انه مؤيد لسياسات المالكي برغم عدم اقتناعه  بأدائه تماما فهو يعتقد ان العراق دولة ذات سيادة تشهد عملية سياسية ديمقراطية ناشئة في مراحلها الاولى ومن الطبيعي ان تشهد احيانا اخفاقات وأخطاء.
وعن موقف بيكروفت من الازمة السياسية الحالية في العراق فقد اوضح السياسي العراقي ان بيكروفت يرى ان الحل لها يكمن بضرورة جلوس الفرقاء السياسيين على مائدة حوار واحدة وجها لوجه لحل مشاكلهم من دون ضغوط خارجية وهو لايفضل تدخلا اميركيا في هذا المجال. وقال انه لايعرف عن بيكروفت علاقات واسعة مع السياسيين العراقيين الذين نادرا ما يلتقي احدهم وحتى زياراته للمالكي فهي رسمية بطابعها العام.
وأوضح أنّ ترشيح بيكروفت يأتي في وقت تحرص الادارة الأميركية التي تواجه انتخابات رئاسية قريبة على عدم اثارة أزمات سياسية حادة في العراق في الظروف الراهنة قد تتسبب في انهيارات تزعزع العملية السياسية في العراق أو سقوطها وهي العملية التي ساهمت واشنطن في بنائها على مدى السنوات التسع الماضية التي اعقبت حرب العراق وسقوط نظامه السابق ربيع العام 2003.
وقال ان اعلان اوباما تسمية بيكروفت سفيرا يأتي في لحظة دقيقة في العراق في وقت ادين فيه طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي بارتكاب جرائم قتل وصدور حكم بالاعدام ضده وما رافق هذا من توتر سياسي وطائفي في البلاد رافقته موجة هجمات نفذها مسلحون الامر الذي يهدد بتعميق الازمة السياسية في العراق.
وأكد انه قد فوجئ بترشيح بيكروفت ليكون على رأس البعثة الاميركية في العراق مشيرا الى انه يعتقد ان تعيينه رسميا سفيرا في بغداد سيعني اضعافا كبيرا للدور الاميركي في هذا البلد الذي أقام فيه الاميركان نظاما مؤيدا لهم سرعان ماتحولت اتجاهاته شرقا نحو ايران التي بدأت عمليا بملء فراغ الانسحاب العسكري اميركي الكامل من العراق نهاية العام الماضي.
وختم السياسي العراقي حديثه مشددا بالقول “أعتقد ان تعيين بيكروفت سفيرا أميركيا جديدا في العراق سيكون بمثابة سحب اليد الاميركية تماما من العراق”.
يذكر انه في حال موافقة الكونغرس الاميركي على تعيين بيكروفت فانه سيخلف بذلك سفير الولايات المتحدة في بغداد “جيمس جيفري” بعد عامين امضاها في هذا المنصب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب