7 مارس، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

سياسيون : قناة العراقية تصب الزيت على نار الطائفية

Facebook
Twitter
LinkedIn

  ‏
اتهم نواب وخبراء في الشأن الإعلامي قناة “العراقية” المملوكة للدولة، بمشاركتها في الشحن الطائفي ‏المتصاعد منذ ايام بين عدد من الفضائيات المحلية والعربية حول تغطية حادثة مقتل العشرات من ‏المعتصمين في مدينة الحويجة وتداعياتها.

وجاءت الاتهامات بعد عرض “العراقية” لتسجيل فيديو يظهر صور الجنود الخمسة الذين قتلوا يوم ‏السبت قرب ساحة الاعتصام في الرمادي، وبثت العراقية صور الجثث التي تعرضت الى تشويش ‏وقامت بإعادة بثها اكثر من مرة في اوقات الذروة الاعلامية وفي نشراتها الاخبارية الرئيسية، بدون ‏‏”تحذير لمحتوى التسجيل او تنبيه للاطفال بعدم مشاهدة الفيديو”، ما دفع مراقبين للشأن الإعلامي الى ‏اتهام القناة الممولة من المال العام “بخدمة توجهات رئيس الحكومة نوري المالكي”.
وقررت هيئة الاعلام والاتصالات امس تعليق عمل 10 قنوات فضائية من ضمنها مكتب قناة الجزيرة ‏في العراق وقناة واحدة “دينية شيعية” بسبب ما اعتبرته “تبني خطاب طائفي” رافق أحداث الحويجة، ‏وأكدت أن تلك القنوات عملت على “تمزيق” نسيج العراق الاجتماعي من خلال التحريض على ‏العنف والكراهية الدينية والدعوة إلى ممارسة أنشطة “إجرامية انتقامية”.
وقال عضو كتلة الاحرار النيابية امير الكناني في تصريح الى “المدى” امس ان “قناة العراقية انزلقت ‏في منحدر رد الفعل على بعض الفضائيات التي تظهر استخدام الحكومة للعنف في تعاملها مع ‏المحتجين في الحويجة وباقي المناطق الغربية”.
واضاف ان تعليمات سابقة صدرت بمنع الفضائيات من نقل صور العنف او مشاهد القتل، مؤكدا ان ‏الكثير من القنوات الفضائية التزمت بالتعليمات، لافتا ان “العراقية وقعت في المحظور وبالغت في ‏ردة فعلها ضد القنوات التي تعارض توجهات الحكومة”.
وابدى الكناني تحفظ كتلته على اداء “شبكة الإعلام العراقي” ومن ضمنها قناة العراقية واعتبرها “قناة ‏حكومية تخدم المالكي وحزب الدعوة”، مؤكدا أن “قناة العراقية استخدمت المال العام في تلميع بعض ‏الشخصيات المقربة من رئيس الوزراء، وتتحكم الحكومة بالمواد التي يتم عرضها وبالشخصيات التي ‏يتم استضافتهم في البرامج الحوارية ونشرات الاخبار”.
واتهم الكناني شبكة الاعلام أيضا بتثقيف الناخب خلال فترة ما قبل الانتخابات لصالح قائمة رئيس ‏الوزراء، كاشفا عن مقترح كان يقضي باغلاق القناة قبل ثلاثة اشهر من   الانتخابات على ان يعاد ‏افتتاحها بعد انتهاء الاقتراع.
الى ذلك اتهم النائب عن كتلة الاحرار هيئة الإعلام والاتصالات أيضاً التي استثنت قناة العراقية عن ‏اي تنبيه او انذار حتى الان، على رغم ان الهيئة اصدرت امس بيانا منعت فيه عشر وسائل اعلام ‏عربية ومحلية عن العمل”، مؤكدا ان “هيئة الاعلام تحتاج الى مراجعة في عملها لاسيما وان اعضاء ‏في مجلس الامناء غير متواجدين في العراق ورواتبهم تصلهم الى مكان اقامتهم في الخارج”.
الى ذلك اعتبر مدير مرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي في تصريح الى “المدى” امس ان “قناة ‏العراقية حرضت على العنف وخرقت خصوصية القتلى”، مؤكدا ان “الفيديو الذي ظهر على القناة لا ‏يمكن عرضه لأنه ينافي المواثيق الدولية والمهنية”.
واضاف ان “الحكومة بسيطرتها على هذه القناة افقدتها المهنية في العمل”، منتقدا في الوقت نفسه قرار ‏هيئة الاعلام والاتصالات بغلق القنوات الفضائية، مؤكدا ان “التطويق الأمني على ساحات الاعتصام ‏جعل بعض القنوات يذهب للاعتماد على مصادر غير رسمية وغير موثوقة لتغطية أخبارها”. واعلن ‏عضو لجنة حقوق الانسان النيابية اسامة جميل رفضه لما قامت به قناة العراقية والقنوات الاخرى من ‏عرض صور مؤلمة للقتلى ومشاهد العنف”، واعتبر في اتصال مع “المدى” امس ان “تلك الصور ‏تعد انتهاكا صريحا لحقوق الانسان”، مطالبا جميع القنوات “بعدم عرض مشاهد القتل والعنف”.
واوضح بيان صدر عن هيئة الاعلام والاتصالات امس بان قرار اغلاق القنوات الفضائية اتخذ “درءا ‏للمخاطر المترتبة على الرسائل الإعلامية المتشنجة وغير المنضبطة التي تجاوزت كل الحدود ‏والمستويات المهنية التي تحتم على وسائل البث التزامها باعتبارها الهوية المهنية التي تسهم في خلق ‏فضاء وطني يعزز روح الانتماء والولاء للبلد”.
ورأت الهيئة ان “الخطاب والمضمون الذي ترتب على التغطيات التي انتهجتها قنوات (بغداد، ‏الشرقية، الشرقية نيوز، البابلية، صلاح الدين، الانوار2، التغيير، الفلوجة، الجزيرة، الغربية) تحريضا ‏وتصعيدا اقرب الى التضليل والتهويل والمبالغة منه الى الموضوعية لما حمله من دلالات واضحة ‏بالدعوة الى الإخلال بالنظام المدني والعملية الديمقراطية”.‏

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب