حذر سياسيون عراقيون من تداعيات ضرب البلد الجار على امن واستقرار المنطقة وخاصة العراق واستبعدوا ان تؤدي الضربات التي ستوجه لسوريا الى اسقاط نظامها.
وقال نائب الرئيس العراقي سابقا القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عادل عبد المهدي ان المصالح الاقليمية والدولية ستدمر سوريا وتزيد من وضعها تعقيدا كما سبق لها وان دمرت العراق مشيرا الى ان القوى الاجنبية ستدرك تسرعها وستنسحب وستساعد على نشر الارهاب، كما حدث في العراق.
واضاف عبد المهدي في كلمة سجلها على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ان منذ اندلاع الاحداث في سوريا مطلع عام 2011 “ونحن على اتصال باطراف الازمة، واطلعناها رؤيتنا، شفاهة وكتابة، لاجراء اصلاحات وتغييرات تلبي مطالب الشعب، بدون تمييز، وان يتم مواجهة الارهابيين بدعم مطالب الجماهير (كما في المناطق الكردية)، وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، تضم القوى الاسلامية والوطنية من المعارضة، والقوى المخلصة والنزيهة في النظام والمقاومة لاسرائيل، وطالبنا بالغاء احتكار السلطة والحزب الواحد، واجراء انتخابات نزيهة، واعداد دستور جديداً للبلاد يحفظ كيان الدولة ووحدة البلاد “.
واشار الى ان الصراع في سوريا قد توقف في ان يكون بين معارضة ونظام، وصار بين جماعات وجبهات، لكل منها جماهيرها، فلا طائرات النظام ودباباته حسمت الصراع او قادرة على حسمه، ولن تحسمه صواريخ كروز، فاي تقدم يحققه طرف سيكون مؤقتاً وظاهرياً، فقد تغير الضربة موازين القوى في جبهة، لكنها ستغيرها ايضاً في جبهات اخرى لغير صالحها، وستتراكم الغيوم والصعوبات مجدداً، وستدرك القوى الاجنبية تسرعها وستنسحب، وستساعد على نشر الارهاب، كما في العراق، اما سوريا وشعبها فلن يجنيا شيئا فهما كالعراق وشعبه سيدفعان الثمن مرتين، مرة عندما تشجع القوى الاجنبية الاستبداد، ومرة عندما تدمر مرتكزات البلاد وتدفع الشعوب ثمن المغامرات والقرارات المرتجلة “.
اما النائب عن كتلة الاحرار الصدرية النيابية، حسين علوان فقد حذر من ان توجيه ضربة عسكرية لسوريا سيؤثر سلبا على الوضع الاقليمي والمنطقة باجملها وقال ان “تردي الواقع الامني في العراق، يدفعنا الى التخوف اكثر من تحقق هذه الضربة، وذلك لان العراق سيكون مهدد بان تطاله يد الارهاب التي طالت سوريا”. واضاف في تصريح صحافي اليوم ان “من المفترض علينا الان ان نكون جادين، ونعمل على تقوية الاجهزة الامنية، والجهد الامني، من اجل تحصين البلد مّما يتربص به”.
ومن جهته شدد علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي على موقف الحكومة الرافض لاستعمال القوة معربا عن قلق بلاده من الوضع الاقليمي. وقال الموسوي في تصريح صحافي ”اننا ضد استعمال القوة كونها لا تصنع حلولا ولا تعمل الا على تصعيد الازمة وتعقيدها”، داعيا الى حل يجبر جميع الاطراف على الحوار للوصول الى نتائج مرضية لجميع الاطراف. واشار الى ان الاجواء الاقليمية والدولية ملبدة جدا ولا توحي بالارتياح “ونحن قلقون من الوضع الاقليمي وخاصة ما يتعلق بسوريا” .. مؤكدا عدم موافقة العراق على استخدام أجوائه أو أراضيه “للاعتداء على سوريا” اوي اي دولة عربية اخرى.
كما حذرت كتلة حزب الفضيلة النيابية من الانعكاسات السلبية لأي ضربة عسكرية ضد سوريا على أمن العراق. وأشار رئيس الكتلة النائب عمار طعمة في بيان صحافي اليوم إلى أن ضربات الغرب العسكرية قد تنعكس سلباً على أمن العراق بتوفير الزخم للجماعات الإرهابية. وقال “نحذر من احتمالية الانعكاس السلبي للتطورات الإقليمية المتوقعة جراء ضربات الغرب العسكرية التي قد تعطي زخماً لتلك الجماعات الإرهابية في تصعيد نشاطاتها مما يدعو لتصعيد القوات الأمنية فعالياتها الميدانية وتوسيعها وأخذ زمام المبادرة لمنع الإرهاب من التحضير لأعمال إجرامية في المرحلة المقبلة”.
اما رئيس تجمع كفاءات الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية سابقا علي الدباغ فقد حذر من خطورة انزلاق العراق في الصراع بسوريا وقال في كلمة بصفتحه على “فيسبوك” ان ضرب سوريا سيكون موجعا لكنه لن يسقط النظام وانما سيعطيه جرعة تأييد شعبي اضافية. واوضح ان الضربات ستكون محدودة ولفترة قصيرة هدفها اضعاف الموقف الحكومي في مفاوضات جنيف 2 المنتظرة بين النظام ومعارضيه.
وحذر الدباغ من ان الخطر الاكبر لهذا التطور هو توسع رقعة الصراع الى خارج حدود سوريا وهو ما يجب الاحتراس منه عراقيا وقال “ليس من المعقول ان نبقى نحن ندفع ضريبة صراع اقيمي فلدينا يوميا دماء تسيل في وضع سياسي عبثي يدفع ثمنه الشعب العراقي مما يتطلب الحذر من الانزلاق نحو المأزق السوري”.
ومن جانبه حذر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم امس من جر العراق للصراع ”الجائر” في المنطقة نتيجة قرع طبول الحرب على سوريا التي أصبحت ساحة لمعارك وصراعات إقليمية ودولية . وقال الحكيم إن قرع طبول الحرب على سوريا مؤشر على خطورة المرحلة موضحا إن ما يجري في سوريا ليس حراكا شعبيا صرفا أو صراعا بين المواطنين ونظامهم وإنما أصبحت سوريا ساحة لمعارك وصراعات إقليمية ودولية. وحذر من مشروع جر العراق للصراع الجائر في المنطقة الذي وصفه بالمشروع “الخسيس”.
ويبررالعراق مخاوفه من التدخل العسكري او نشوب حرب اهلية في سوريا في امكانية انعكاس الاوضاع هناك على استقراره والتأثير في وضعه الامني الهش اصلا .