11 أبريل، 2024 11:00 ص
Search
Close this search box.

سياسة “الثواب والعقاب” الروسية .. في اختيار المدن المضيفة لـ”مونديال 2018″ !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية أن اختيارات “روسيا” لبعض مقرات الملاعب التي استضافت مباريات “كأس العالم”، أثارت التساؤلات الواسعة، تكشف عن سيطرة المركزية السياسية في “روسيا” على ألعاب البطولة.

وفي تقرير الصحيفة، قالت أن جماهير “كأس العالم” تحولوا جميعًا لمتابعة 64 مباراة كروية مثيرة تجري في 11 مدينة روسية وحتى 15 تموز/يوليو الجاري، حيث عقدت بعض المباريات في مدن لا تثير الإستغراب مثل “موسكو” و”سان بطرسبرغ” و”سوتشي”، التي استضافت دورة “الألعاب الأولمبية” الشتوية لعام 2014، و”كازان” التي تضم ملاعب جديدة وكبيرة، لكن هناك مواقع أخرى مختارة، أثارت الدهشة.

توزيع الملاعب حسب نسب ولاء مسؤولي المدن..

أفادت الصحيفة الإميركية أن من بين المواقع المثيرة للدهشة؛ مدينة “ايكاتنبيرغ”، “كالينينغراد” و”فولغوغراد”، الذين يقعون على حدود البلاد وكانوا غير مجهزين مطلقًا لمطالبات (الفيفا) في شكل ملاعب البطولة، في حين أنه كان هناك ملاعب خاصة مجهزة في مدينة “كراسنودار” الجنوبية و”موسكو”، لكن تم إستبعادهم.

كما كشفت (واشنطن بوست) عن أن “موسكو” وزعت بناء الملاعب على سبع مدن، وفقًا لسياسة “الثواب والعقاب” مع المسؤولين المحليين، حيث كافأت ولاء بعض المسؤولين المحليين في المناطق الروسية، ببناء الملاعب بينما إستبعدت مناطق أخرى، لم يكن المسؤولين فيها مرضي عن أدائهم.

وأكدت الصحيفة الأميركية على أن الملاعب الكبيرة التي شيدت للأحداث الشعبية، مثل “كأس العالم”، ليس لها تأثيرات اقتصادية مشكوك فيها فحسب، بل قد تكون غير مستخدمة بعد إنتهاء الأحداث. ومع ذلك، يمكن للمسؤولين المحليين الإستفادة من خلال الإشارة إلى الاستاد كإنجاز رئيس للأشغال العامة، أو استخدام بناء ملعب للربح الخاص. وعلى سبيل المثال، يُشتبه في أن المسؤولين اختلسوا أكثر من ربع مبلغ الـ 48 مليار دولار المستخدم لبناء أماكن وبنية تحتية لأولمبياد 2014 في “سوتشي”.

بالنسبة لـ”كأس العالم”، لم تدفع الحكومة الفيدرالية فقط الملاعب، بل تعرضت لضغوط لدفع تكاليف صيانتها. وبالتالي؛ قد يستفيد المسؤولون المحليون سياسيًا وماليًا من الملاعب الجديدة في “كأس العالم” في مدينتهم، دون تحمل العبء المالي.

ونظرًا لاهتمام المسؤولين المحليين بالحصول على مكان جديد، قد تستخدم الحكومة الفيدرالية بناء ملعب جديد من أجل مكافأة المسؤولين المحليين أو معاقبتهم أو إغرائهم.

تظهر الأبحاث، سواء داخل “روسيا” أو في سياقات أخرى، أن آليات العقاب والمكافأة هذه شائعة في النظم الفيدرالية، حيث تسعى الحكومات المركزية إلى ولاء المسؤولين المحليين.

التأييد السياسي لعب دوره..

كشفت الصحيفة الأميركية عن أدلة تؤكد إتباع حكومة “روسيا” الفيدرالية لسياسة إستبعاد المدن من اسضافة مباريات “المونديال” وفقًا لنسبة التأييد السياسي بها، حيث يوجد في “روسيا” 45 مدينة، يزيد عدد سكانها كل منها على 300 ألف نسمة، تنافست المدن على 10 أماكن لعروض ألعاب “المونديال”، بالإضافة إلى ستة منافذ كانت مخصصة لـ”موسكو”، و”سانت بطرسبورغ”، و”كازان”، و”سوتشي”. إنتهت المنافسة على تخفيض عدد مراكز العرض إلى 12 بدلاً من 16، على نطاق 11 مدينة.

وإستبعدت مناطق “سيبيريا والشرق الأقصى وشمال القوقاز” من المنافسة بشكل صريح، في حين أن عاصمة “جمهورية موردوفيا” الروسية، اختيرت عاصمتها “سارانسك”، لإستضافة ملاعب “المونديال” بعد أن صوت 93 في المئة من المنطقة لصالح حزب روسيا الحاكم، “روسيا المتحدة”، في الانتخابات الرئاسية الروسية.

قالت (واشنطن بوست) أن هناك معيارين يتم تحديد عطاءات المدن على أساسهما.. الأول: النسبة المئوية للناخبين الذين دعموا “حزب روسيا المتحدة”، والثاني: نسبة الروس العرقيين في منطقة معينة. وبالنسبة للمدن التي تضم أعداداً كبيرة من الأقليات العرقية، كان لدعم الحزب دور أساس في ترسية العطاءات على المدن المؤيدة.

من ناحية أخرى؛ أكدت الصحيفة الأميركية على أن تأييد الحزب من عدمه، أحيانًا لم يكن له أي تأثير في تحديد المدن المضيفة، حيث حصلت “مدينة ياروسلافل”، التي يبلغ عدد سكانها 600 ألف نسمة، على حق الإستضافة بعد التصويت بنسبة  53 في المئة لصالح الحزب، بينما إستبعدت “مدينة فورونيغ”، التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة، رغم دعمها للحزب بنسبة 57 في المئة. وفي حين حصلت “فولغوغراد” على حق الإستضافة بعد تصويت بنسبة 57%، لم تحصل مدن “بيرم” و”ساراتوف”، التي صوتت بنسبة 60% على أي منحة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب