سياسات إحتواء “إيران” .. “روسيا” أكبر مستفيد من العقوبات المفروضة على “طهران” !

سياسات إحتواء “إيران” .. “روسيا” أكبر مستفيد من العقوبات المفروضة على “طهران” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أكد “محمد علي بصيري”، الأستاذ بجامعة “أصفهان” وخبير العلاقات الدولية، استفادة “روسيا”؛ على نحو أكبر عن غيرها، من العقوبات المفروضة على “الجمهورية الإيرانية” !

وقال: “رغم عدم وجود مواقف عدائية، بين روسيا وإيران، لكن يمكننا فهم تفضيل قيادات (الكرملين) العهود والمواثيق مع إيران؛ حرصًا على مصالحهم، لاسيما فيما يخص موضوع اتفاقية الغاز مع باكستان”. بحسب صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية.

“لافروف” في طهران بعد إسلام آباد !

قال “سيرغي لافروف”، وزير الخارجية الروسي، خلال لقاء نظيره الإيراني، “محمد جواد ظريف”، في “طهران”: “نسعى لإنتاج لقاح (كورونا)، بالاشتراك مع إيران”.

وهو يقصد لقاح (سبوتنيك V)، حيث حصلت “إيران” على عدد 4 شحنات من هذا اللقاح، حتى الآن.

ومن الطبيعي أن تتأثر مباحثات “لافروف”، في “طهران”، بحادثة منشأة (نطنز)، وقال “ظريف”: “راهن الإسرائيليون بشكل سيء”.

كذا تناولت مباحثات “لافروف”، مع الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، موضوعات إنتاج: (سبوتنيك V)؛ و”الاتفاق النووي” و”إسرائيل”، وغّرد “علي رضا معزي”، مساعد الاتصالات بمكتب رئيس الجمهورية، على (تويتر): “فيما يخص مسألة إحياء الاتفاق النووي، تتبنى روسيا موقفًا متجانس مع إيران؛ ووقف إلى جانب إيران في مفاوضات فينيا، ويتطلع الطرفان لإلغاء العقوبات ورفض إضافة أي مواضيع تخرج عن نطاق الاتفاق النووي”.

القضايا الدفاعية والإقليمية تخرج عن نطاق “الاتفاق النووي” !

استعرض تقرير موقع (جماران)؛ الموضوعات المطروحة في زيارة “لافروف”، ورغم إعلان “الجمهورية الإيرانية” مرارًا؛ عدم الرغبة في مناقشة القضايا الدفاعية والإقليمية، نقل الموقع عن وزير الخارجية الروسي قوله: “قد تتم مناقشة القضايا الإقليمية أو التطوير العسكري خارج إطار الاتفاق النووي… في رأينا من غير المفيد أن على إيران القبول بشروط جديدة في إطار الاتفاق النووي أو العمل بما يتجاوز تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق… وأي برتوكول إضافي بخصوص الدور الإقليمي أو التطوير العسكري قد تتم مناقشته في إطار توفير أمن المنطقة والخليج بمشاركة دول المنطقة وعلى نحو منفصل”.

تمديد الاتفاقية “الإيرانية-الروسية” مدة 5 سنوات..

وتعليقًا على أهم أهداف وزير الخارجية الروسي؛ يقول “بصيري”: “لدينا خطة طويلة المدى، بين إيران وروسيا، تجدد كل 5 سنوات. ويبدو أن من أهداف، لافروف، هو تمديد الخطة الإستراتيجية الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والاجتماعية، مدة 5 سنوات”.

مضيفًا: “إلى جانب ذلك؛ شملت المباحثات قضية التطورات الأساسية الراهنة في اجتماعات فينيا والتحركات الإسرائيلية، ومشكلة (نطنز)، وكذلك التعاون في مجال إنتاج لقاح (كورونا)”.

هل تماهي إيران مع روسيا إستراتيجي ومرحلي ؟

يضيف خبير العلاقات الدولية: “تعرضت إيران، قبل 3 سنوات، وتحديدًا؛ بعد انسحاب، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي، إلى ضغوط الحد الأقصى. والقنوات التي كانت قادرة على تخفيف هذه الضغوط هى القنوات الصينية والروسية، رغم تماهي سياسات البلدين العامة مع السياسات الأميركية والأوروبية في إحتواء إيران، وهناك تعاون مباشر وغير مباشر بين هذه القوى، على غرار إستراتيجية (1+5)”.

متابعًا: “كما قادت هذه الدول، في القرن الـ 19، حروبًا مشتركة على أساس الأرض والكثافة السكانية لإحتواء إيران. وفي اتفاقيات تركمانجاي وجلستان واتفاقية فصل أفغانستان والقوقاز عن إيران؛ وغيرها من المناطق في إطار محاولات إحتواء إيران… وحاليًا يتم التعبير عن نفس السياسات بشكل آخر”.

مبينًا: “بمعنى أن مكونات القوة حاليًا تأخذ شكل القوة الاقتصادية، والعملية، والفنية والتكنولوجية. وقامت إيران، على مدى العقود الأربع الماضية، تحركات رفعت وفق تصريحاتهم القوة الإقليمية الإيرانية، تحت عنوان (محور المقاومة) على نحو يهدد مصالح هذه القوى وحلفاءها. والتحالف غير المكتوب بين القوى الخمس بذريعة الملف النووي والعقوبات إنما ينسجم ونفس تحركات، القرن الـ 19، في إطار إحتواء إيران”.

روسيا الفائز الرئيس بالعقوبات الإيرانية !

ويختتم “بصيري”، حديثه؛ بالتعليق على زيارة “لافروف”، إلى “باكستان”، واتفاقية الغاز؛ ومدى تأثيرها على تغيير علاقات “إيران” مع (الكرملين): “سوف تستمر العلاقات (الإيرانية-الروسية) على نفس المنوال، لأنها ليست مرحلية، وفي الوقت نفسه، لا يبدو أن موسكو تواجه مشكلة مع إيران؛ فيما يخص الاتفاق النووي، وإن غلب التنافس على علاقات البلدين في المجالات الأخرى.

ويمكن القول؛ حقق الروس أعلى فائدة من العقوبات على قطاعات النفط والغاز والمصارف الإيرانية، وهي وإن كانت حليفًا إستراتيجيًا لـ”الجمهورية الإيرانية”، فإنها لا تمانع دخول المجالات التي تتمتع فيها “إيران” بمزية نسبية. ويمكن فهم هذه المسألة بوضوح في إطار الإستراتيجية الروسية لإحتواء “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة