سيارة “بنتلي” .. وسر هبات الخليجيين للاعبي كرة القدم

سيارة “بنتلي” .. وسر هبات الخليجيين للاعبي كرة القدم

تفاخر وتباهي.. أم عادات وتقاليد متأصلة في الخليجيين تتمثل في منحهم عطايا وهدايا باهظة الثمن للاعبي كرة القدم، أغلبها سيارات فاخرة كـ”البنتلي والفيراري”.. كان آخر هذه الهدايا ما قدمه أحد رجال الأعمال السعوديين لللاعب المصري “محمود كهربا” تكريماً له على إحرازه هدف الفوز لفريق اتحاد جدة أمام منافسه فريق النصر السعودي في نهائي بطولة كأس ولي العهد في العاشر من آذار/مارس 2017.

كرم.. أم بحثاً عن الشهرة

يقول المتابعون إن منح الهديا والهبات عند العرب نوع من إظهار الكرم ومنافسة فيما بينهم لإظهار “الجود”، بينما يفعلها آخرون بحثاً عن الشهرة وكي تذكره دائماً وسائل الإعلام، بينما يشكك البعض في منح الهديا إذا ما كانت مقدمة لفنانة أو مطربة فيلمحون إلى أن وراءها غرض ما!

 

لكن في عالم الساحرة المستديرة، كثيراً ما نسمع عن منح اللاعب الفلاني سيارة وآخر شقة، وبالطبع فإن “الهدية على قدر الذي يهادي”.. إذ ليس من طباع الخليجيين أن يهادوا بالقليل طالما أنهم يملكون المال – يعتبرونها عيب في حقهم – فليست مفاجأة أن يمنح السعودي “عبدالله شرف” المتيم بعشق نادي اتحاد جدة وعضو شرف به ومسؤول عن إتمام كثير من الصفقات للنادي منذ صيف 2016، اللاعب الذي نجح هو في استعارته من نادي الزمالك المصري وإقناع رئيس النادي “مرتضى منصور” بانتقاله لمدة عام للعب في السعودية، سيارة “بنتلي” فاخرة يتجاوز سعرها الـ320 ألف يورو.

 

فالسيارة التي كثيراً ما تكون على رأس الهدايا الممنوحة للاعبين، وهي من طراز بنتلى كونتيننتال GT سبيد 2017، تتميز بـمحرك W12 سعة 6 لترات مع شاحن توربيني مزدوج يولد قوة 633 حصاناً و840 نيوتن.متر من عزم الدوران، يتصل بصندوق تروس (جير) أوتوماتيكي من 8 سرعات ينقل القوة إلى عجلات السيارة من خلال نظام دفع رباعي.

 

ضغوط ومسؤولية

اللاعبون يدركون جيداً أن منحهم مثل هذه الهدايا يضع ضغوطاً عليهم أكثر وأكثر، إذ عليهم أن يثبتوا دائماً أنهم على مستوى المسؤولية الملقاة عليهم أملاً في الحصول على هدايا أخرى، “فمن يذق العسل يعتاد عليه”، وعسل الخليجيين له قيمة كبيرة عند اللاعبين، فسيارة بنتلي تتسارع من صفر إلى 100 كم/س خلال أقل من 3.9 ثانية، وتبلغ سرعتها القصوى 330 كم/س، تستحق بذل كل الجهد الممكن من اللاعب “كهربا” وغيره من اللاعبين في الخليج.

الهدية “عروسة”

رجل الأعمال السعودي داعب اللاعب المصري بقوله: “عروسة كهربا سيارة بنتلي مستنياه فى جدة مثلما وعدته فى حالة تسجيله هدف الفوز”، هكذا يرى الرجل السيارة الفاخرة التي قرر إهداءها لللاعب بمثابة العروسة التي يتفاخر بتقديمها له.

 

ما قدمه “شرف” السعودي ليس أول ما يقدم لللاعبين، فطالما تلقى لاعبو كرة القدم سيارات باهظة الثمن كهدايا من معجبين أو من شخصيات نافذة في مجتمعاتها، إذ حصل اللاعب السويدي “أندريس سفينسون” على سيارة جديدة من طراز “فولفو”، في احتفال سنوي أقامه الاتحاد السويدي لكرة القدم في عام 2013، تكريماً وتقديراً له لتجاوزه الرقم القياسي السابق في عدد المباريات الدولية الذي كان يحمله الحارس “توماس رافيلي”، بمجرد وصوله إلى المباراة الـ146.

“البنتلي” ماركة مسجلة

البنتلي لا تغيب عن الخليجيين كهدية مميزة لللاعبين، فكما يحدث في السعودية، الحال نفسه في “قطر” المشتركة في الحدود مع المملكة، إذ منح مجلس إدارة “نادي أم صلال” القطري اللاعب البرازيلي “فيكتور سيموس” سيارة “بنتلي” كهدية والسبب كما ذكرت إدارة النادي هو الأداء المميز لللاعب في أثناء مشاركاته مع النادي القطري، وبدوره لم يخف البرازيلي “سيموس” سعادته بالهدية وسارع بنشر صورة له في السيارة البنتلي على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.

“فيراري” مشجعة إماراتية

أما ما وقع من مشجعة إماراتية في العام 2014 فكان الأغرب على الإطلاق في عالم كرة القدم “الخليجية”، إذ قدمت هدية لللاعب السعودي “جمال باجندوح”، والذي يلعب في نادي الاتحاد السعودي، سيارة باهظة الثمن من نوع “فيراري” بقيمة مليون وربع المليون  ريال سعودي، مبررة الهدية بأنها تقديراً لدوره مع النادي، وتشجيعاً له لمواصلة الأداء المتميز.

 

عطايا الخليجيين لم تتوقف هنا، فقد سبق أن منح “نادي الاتحاد السعودي” نفسه أيضاً اللاعب البرازيلي “جيبسون” سيارة فيراري مكافأة له، نتيجة إحرازه هدفين في مرمى “نادي الفتح” في الجولة الثالثة للدوري السعودي، حيث كانت هذه أول مباراة رسمية له مع الفريق، وعلى الفور قام اللاعب بنشر صورة له مع السيارة الجديدة على حسابه الشخصي في “إنستغرام” في العام 2013، قبل أن ينقلب النادي عليه ويتسبب في إيقافه عن اللعب 4 سنوات بتهمة تعاطي المنشطات.

عطايا “الوليد” لا تنتهي

ما يؤكد ولع الخليجيون بالتباري بعطاياهم ووجود السيارة البنتلي على رأس تلك العطايا وأن الأمر يتجاوز كرة القدم، ما شاهده الجميع من هدايا قدمها الأمير السعودي “الوليد بن طلال” للطيارين السعوديين المشاركين في “عاصفة الحزم” على اليمن وبلغت مائة سيارة من طراز “بنتلي” قيمة الواحدة 310 آلاف يورو، ما يؤكد ارتباط البنتلي بالتفاخر عند الخليجيين.

تغريدة قيمتها الملايين

ولا يفوتنا في خضم الحديث عن عطايا الخليجيين والأمير الوليد، ما حدث في العام 2013 عندما أهدى الأمير الخليجي الفنان السعودي “فايز المالكي” شقة وسيارتين إحداهما “بنتلي” وأخرى “كامري” ومعهما “آي فون” بعد أن داعب المالكي الأمير على تويتر طالبًا إياهم فأرسلهم له في 6 دقائق، رغم أنها كانت مداعبة ومزاح ليس أكثر.

 

“المالكي” كل ما فعله هو أنه أرسل تغريدة للأمير الوليد بعد نجاح أحد أعماله الفنية، قائلاً فيها: “طيب شقة في البرج الجديد، وبنتلي راضي ما في مشكلة.. اها كامري طيب بعد أيفون ينفع.. اها أقسم بالله ما أرتوت لك هين”، ليغرد بعدها بدقائق فقط موجهاً الشكر للوليد، وقال إن تغريدته للأمير كانت مجرد مداعبة، إلا أنها تحولت إلى حقيقة، لتنهال التعليقات على الفنان السعودي بالتهنئة، وكان من بين المهنئين الممثل الكويتي “حسن البلام”، الذي عبر عن أمنيته في أن يدعم شيوخ الكويت الفن والفنانين مثل أمراء السعودية، الجميع يطمح لعطايا وهبات الخليجيين!

سرية وبعيدة عن الضرائب     

إن أغلب الهدايا التي تقدم لللاعبين ومشاهير الرياضة والفن تتم في سرية تامة بعيداً عن الضرائب، وتشمل سيارات ومجوهرات وساعات ربما تصل قيمتها مئات الآلاف، أما هدايا الأمراء أو الشيوخ في الخليج فهي أعظم من هدايا رجال المال والأعمال ودائماً تكون خارج التوقعات، لكنها تبقى في النهاية ظاهرة لن تتوقف طالما أخذت طابع التنافس.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة